في العام 1973 طرح يوسف ميخائيل أسعد، في كتابه «الشخصية القوية» ملامح وعوامل قوة الشخصية، مشيراً إلى أنَّ البعض يرى أنَّ الشخصية القوية هي التي يستفيد منها المجتمع، وهي تلك التي تعرف ما لها وما عليها، فتأخذ ما لها وتسدّد ما عليها. ويرى أنَّ الشخصية القوية هي تلك التي تستطيع إدراك الواقع في ضوء الماضي، وتتطلع إلى الإفادة من حصيلة خبرات الماضي والحاضر في التخطيط للمستقبل، وتتمتع بالقدرة على النظر إلى الأشياء كما هي، وليس كما يحلو لها، وهي شخصية تتصرف بوعي، اعتماداً على ما يستجد من المواقف.
وأشار أسعد إلى أنَّ الأهداف التي يرسمها الشخص لنفسه تنطلق من رسالته في الحياة، وهي تتوزع على عشرة أنواع كما يأتي:
1. هدف جسمي بيولوجي:
للبقاء على قيد الحياة بأحسن صحة ممكنة.
2. هدف نفسي روحي: لضمان السوية النفسية، وتحقيق التوازن النفسي ورضا الضمير، والحصول على الطمأنينة.
3. هدف عقلي/ تعليمي: حيث يصبو الإنسان دائماً إلى التفكير بصورة أفضل، وأن يكون له رأي سديد، عبر مواصلة التعلم باستمرار، والاطلاع على أفضل المعلومات والممارسات في المجالات الحياتية التي يهتم بها.
4. هدف اجتماعي: فالإنسان لا يعيش بمفرده، والإنسان اجتماعي بطبعه، والشخص الناجح يجب أن يربط سلوكه بمجتمعه، ويتكيف من أجل تحسين ظروف المجتمع.
5. هدف اقتصادي: يجب أن يطمح الشخص إلى الحصول على ما يحتاج إليه من لوازم حياته، بما لا يجعله عبئاً على الآخرين، وبما يصعد به إلى المستوى المعيشي الذي يليق به.
6. هدف تربوي: فالشخص الناجح مسئول عن تنشئة من يعتمدون عليه، من الصغار، التلاميذ، الموظفين المسئول عنهم... إلخ، ويجب أن تكون له أهداف واضحة في هذا المجال.
7. هدف يتصل بإسعاد الآخرين: فالشخص الناجح يتبادل أسباب السعادة مع الآخرين، ومن مسئوليته أن يبعث الابتسامة والسعادة لمن يحيطون به، وأن يخفّف عنهم أحزانهم وآلامهم.
8. هدف وطني: يجب أن يحس الشخص الناجح بوطنه، وأن يعمل على خدمته وإسعاد من يعيش فيه، وأن يكون مستعدّاً لتقديم كل ما بوسعه في سبيل ذلك.
9. هدف عالمي: أصبح العالم قرية صغيرة، والشخص الناجح هو أيضاً مواطن عالمي، وعليه أن يكون جزءًا من الركب الحضاري، ومدافعاً عن القضايا الإنسانية والبيئية لدعم كل ما هو إيجابي على مستوى العالم.
10. هدف يتعلق بالأجيال القادمة: الشخص الناجح لا ينظر فقط إلى الجيل الذي يعيش فيه، وإنّما يسعى إلى التأسيس لحلول مستقبلية، وأن يرعى من سيأتي بعده، وألا يضرهم فيما يقوم به حاليّاً.
وتطرق أسعد إلى كيفية تقويم الأهداف، وطرح المقاييس الآتية:
1. مدى غزارة الأهداف، وهل هي خصبة ومتنوعة ومتجددة ومستمرة، أم أنها جدباء تسير على وتيرة واحدة ومتوقفة في نقطة واحدة؟
2. مستوى رقي الأهداف، وهل هي متواضعة ورخيصة، أم أنها سامية وجديرة بالاحترام؟
3. الترتيب الزمني للأهداف، وهل هو ترتيب متسق زمنيّاً، أم أنها تسير بشكل فوضوي لا يراعي الترتيب الزمني الطبيعي؟
4. مدى إمكانية تنفيذ الأهداف عمليّاً، وهل الهدف خيالي أم مطاطي لا يصلح لأن يكون هدفاً؟
5. أفق الأهداف، وهل توصلنا إلى أهداف تالية، أم توصلنا إلى طريق مسدود؟
6. هل هي أهداف محددة وسديدة ومتبلورة وواضحة في ذهنك، أم يشوبها الغموض والتشويش؟
7. مدى تحمسك للأهداف، وهل أنت متفاعلٌ معها؟
8. مدى قدرتك على تقويم الأهداف ووضعها نصب عينيك باستمرار، أم أنها صالحة لفترة وجيزة فقط؟
9. مدى اتساق الأهداف مع بعضها بعضاً وعدم تناقضها.
الشخصية القوية - بحسب أسعد - تتمتع بقدرتين أساسيتين، الأولى هي الإنصات إلى الآخرين بوعي وهضم ما يقولون؛ والثانية هي الإفصاح عما يدور بالخلد من أفكار واتجاهات.
أما مدى فاعلية الشخصية في المجتمع، فتقاس في ضوء الفوائد التي يجنيها ذلك المجتمع من وجود هذه الشخصية، واستعراض طريقة تحديد الأهداف الشخصية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5144 - الخميس 06 أكتوبر 2016م الموافق 05 محرم 1438هـ
مشكور أستاذ منصور على المقال المُفيد وتجذبني مقالات قوة الشخصية لعمومية فائدتها واهميتها في كسر حاجز الخوف امام الطغيان السلطوي من بعض المسؤولين
(عبدالعزيز الجار)