يعد فيلم «خللي بالك من زوزو - 1972» من أهم وأبرز الافلام المصرية في مجال الغناء والاستعراض، بل ويعتبر نموذجا مهما للاستعراض السينمائي في مصر والعالم العربي في تلك الفترة... حتى أن الجيل الجديد عند مشاهدته لهذا الفيلم سيشعر بالحسرة لعدم وجود فيلم استعراضي حقيقي في الوقت الحاضر. كتب السيناريو والحوار للفيلم الفنان صلاح جاهين، وقدمه للسينما المخرج الذائع الصيت حسن الإمام، وقامت ببطولته الفنانة سعاد حسني وهي في قمة تألقها الفني «السبعينات»، يشاركها البطولة حسين فهمي، تحية كاريوكا، سمير غانم، شفيق جلال، نبيلة السيد وحشد كبير من الممثلين والكومبارس.
يحكي الفيلم عن زينب الشهيرة بزوزو «سعـاد حسني»، والتي تعيش حيـاة مزدوجة.. في الصباح طالبة في الجامعة، مثالية، متفوقة... وفي المساء راقصة تسير على خطى والدتها نعيمة ألماظية «تحية كاريوكا». زوزو ابنة شارع محمد علي، تظهر عليها تغييرات في شخصيتها، وذلك من تأثير حياة الجامعة عليها. وبالتالي فهي تحب استاذها في المسرح الجامعي حسين فهمي، ذلك الشاب الوسيم والغني.
حكاية فيلم «خللي بالك من زوزو»، وهى بالطبع حكاية تقليدية، حولتها السينما المصرية إلى فيلم استعراضي كبير ذي شعبيـة هائلة. والفيلم - على رغم حكايته هذه - مصنوع بدقة وباهتمام زائد من الناحية الفنية السينمائية، حيث توافرت له إمكانات وعناصر فنية على مستوى عال من الجودة، وفرها له المنتج «تاكفور انطونيان»... من سيناريو شاعري رقيق، إلى حوار بالغ القوة والذكاء، إلى تصوير متقن من «عبدالحليم نصر» لا يترك أي تفصيل يفوته، ويهتم بتوزيع الإضاءة بشكل يتناسب والتوتر النفسي للشخصيات.. إلى موسيقى تصويرية منـاسبة للحدث قدمها صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال فؤاد الظاهري .. و أخـيرا، أغاني واستعراضات جميلة وقوية، كتبها صلاح جاهين ولحنها كل من كمال الطويل وسيد مكاوي وإبراهيم رجـب ومنير مراد .
ثم على رأس هذا اللفيف من الفنانين يأتي مخرج الروائع «كما يطلق عليه»، صاحب الخبرة الطويلة في إخراج الفيلم الاستعراضي والغنائي، والذي وفق - إلى حد كبير - في إدارة من معه من فنيين وفنانين وخصوصا في اختياره وإدارته للممثلين من نجوم وكومبارس.
وختاما، لابد لنا من التأكيد على أن فيلم «خللي بالك من زوزو»، يـعتبـر واحدا من أبرز الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية وأنجحها جماهيريا... فقد حطم الأرقام القيـاسيـة في الإيرادات ومدة العرض. ففي السبعة الأسابيع الأولى فقط من عرضه حقق ما يفوق المليوني جنيه مصري، واستمر عرضه ما يقارب العام الكامل ولولا حرب اكتوبر/ تشرين الأول 1973 لما رفع من دور العرض واستمر عرضه لمدة اكثر
العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ