العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ

قالوا عن السندريلا

نيازي مصطفى: أول فيلم مع سعاد كان «الساحرة الصغيرة»، وكان عمرها 18 سنة، ثم قدمت معها سبعة أفلام متتالية آخرها «صغيرة على الحب». وسعاد تمتاز بالعفوية الزائدة والبراءة البعيدة عن التكلف، ولذلك فهي لا تحتاج كثيرا إلى توجيهات المخرج لأنها مطيعة جدا. وجهها المريح الفوتوجونيك يمثل عاملا مساعدا مهما في نجاحها الدائم. وفي «صغيرة على الحب» كانت تغني وترقص لأول مرة، وكنت متخوفا من هذه التجربة ولكنها أثبتت جدارة فائقة. ولأن سعاد تبحث دائما عن الكمال وتعمل بدقة فقد بدأت بعد ذلك مرحلة الأدوار المعقدة، ومن سوء حظي أنني لم أتعامل معها بعد هذه الفترة.. إنها بحق من أخلص الفنانات وأكثرهن التزاما وتدقيقا في كل صغيرة وكبيرة تخص الفيلم.

كمال الشيخ: أول فيلم مع سعاد كان في العام 1970م، وهو «بئر الحرمان» ثم «غروب وشروق»، وأخيرا «على من نطلق الرصاص»، وهذه المرحلة أعقبت فترة انتشارها واشتغالها في أفلام كثيرة، وأعتقد أنها كانت في هذا الوقت تقبل كل ما يعرض عليها، وبدايتي معها كانت مع بداية اختياراتها السليمة للموضوعات والمعالجات الجادة، والتي بدأت معها مرحلة النضج الفني إلى عام 1977م، الذي أعتقد أنها بدأت معه تتباطأ وتتمهل أكثر في اختياراتها وتنضج أكثر. ومع استمرار التجربة تطور أداؤها حتى وصل إلى الأستاذية في التعبير. أحترم فيها أنها عندما تقتنع تعمل، وعندما لا تقتنع لا تعمل، وهذا في حد ذاته يدعو إلى الاحترام حتى وإن كان بعض اختياراتها ليس صائبا.

حسام الدين مصطفى: سعاد تملك طاقة إشعاعية فنية لا مثيل لها، فهي تؤدي جميع الأدوار بمختلف أنواعها بالقدرة والجاذبية نفسيهما، وذلك لأنها تملك حضورا قويا وقدرة كبيرة على التأثير في قلوب الناس.

صلاح أبوسيف: سعاد فلتة من فلتات الطبيعة، في أفلامها الجادة أظهرت مقدرة وكفاءة وموهبة غير منتظرة. أخرجت لها «الزوجة الثانية» و«القاهرة 30» فكانت مثال الفنانة الملتزمة التي تحول كل طاقاتها إلى شغلها، وهي مليئة بالإشعاع.

عاطف سالم: سعاد أعتبرها ظاهرة فنية قلما تتكرر بعد كل حقبة من الزمن، فهي تمتلك جميع صفات النجمة السينمائية من ناحية القبول على الشاشة، وخفة دمها ووجهها المصري الجميل الأصيل، بالإضافة إلى ذكائها الخارق وامتلاكها لجهاز خطير تتلقى عن طريقه تعليمات وتوجيهات المخرج ولا يوجد هذا الجهاز عند غيرها من الفنانات بالإضافة إلى أنها تلميذة مجتهدة في قراءة السيناريو وهذا أيضا غير موجود عند غيرها، وهي لا تهتم بقراءة دورها فقط ولذلك تعيش في دورها بشكل مبدع، تناقش المخرج وتتفاهم معه بذكاء بخصوص أبعاد شخصيتها، وجميع الشخصيات وتتميز أيضا باختيارها الدقيق لملابسها حسب المشهد الذي تؤديه وليس مجرد استعراض فساتين من لندن وباريس، ونحن نعلم أن الوصول إلى القمة صعب والاحتفاظ بها أصعب، وسعاد تعيش في هذه الحالة، فهي من مدرسة فاتن حمامة نفسها.

يوسف شاهين: سعاد حسني حياة حافلة بالعطاء والفن غير المسبوق، وموهبة نادرة التكرار، وعندما يصل أي فنان إلى تلك القمة التي وصلت إليها سعاد حسني، ثم فجأة تجد نفسها وحيدة وغير قادرة على مواصلة هذا العطاء، وتقرأ في عيون كل جماهيرها تلهفهم الدائم إلى عودتها لإقناعهم، فتجد أن حالتها الصحية والنفسية لا تمكنها من تلبية هذا الاحتياج الذي أفنت عمرها من أجله، فهذا شيء مأساوي ومن المستحيل تحمله. إن ما تعرضت له هذه الفنانة في الفترة الأخيرة من حياتها كان من الصعب أن تحتمله كفنانة وإنسانة مرهفة الحس والوجدان، سعاد حسني هي قمة تجسيد مأساة الفنان الحساس.

رأفت الميهي: السيناريست المحظوظ هو من يعمل مع سعاد حسني فيكون حظه أكبر من المخرج لأنها تعرف كيف تجسد له شخصياته حرفيا وتهتم بقراءة السيناريو ككل ولا تكتفي بدورها فقط، ومن خلال تجاربي معها أراها ممثلة خطيرة وغير عادية، قادرة على أن تعطي كل الأدوار من دون افتعال، وقادرة على أن تصل إلى القلب، وهي عبقرية التوصيل إلى أعمق الأعماق من المعاني. هذه هي سعاد حسني التي لن تتكرر في تاريخ السينما، هي نمط عبقري ولن ندرك قيمتها أكثر إلا بعد عمل فيلموغرافيا لأعمال جميع الممثلين بعد سنوات طويلة.

محمد خان: سعاد من دون مبالغة من أحسن ممثلات السينما المصرية بل والعربية لأنها تلقائية التعبير تعمل بفطرية وليست صنايعية، تتعايش مع كل لحظة تمثلها أمام الكاميرا، وهذا نادر جدا بين ممثلاتنا اللاتي يطبقن الصنعة للوصول إلى إحساس معين. وسعاد تبدو أحيانا مرهقة تحتاج إلى الصبر حتى يصل المخرج معها إلى ما يريده من أداء عظيم، ألوم فيها أنها حذرة بدرجة كبيرة في اختيارها للموضوعات، وأقول لها إن المخرج الذي يختارها لدور معين يكون على ثقة تامة أنه دور مناسب لها وأنها سوف تؤديه أحسن من غيرها، يجب أن تكون أكثر شجاعة وأكثر مغامرة كيلا يستمر انقطاعها عن العمل أكثر من ذلك.

علي بدرخان: سعاد تختلف عن غيرها لأنها تدقق في شغلها بشكل كبير وفي كل تفاصيله، تهتم بالعمل ككل وتحب أن تعمل مع فريق متميز من تصوير ومونتاج وإخراج إلى آخره.. أشجعها على الامتناع عن العمل حاليا لأن الفنان الذي يحترم نفسه لا بد وأن يبتعد عن موجة الأفلام الهزيلة التي نراها في السينما الآن والتي لا تليق بمكانة سعاد كفنانة كبيرة لها تاريخ لا بد أن تحافظ عليه. وعلى رغم أن هذا البعد نتيجة خسارة معنوية ومادية إلا أن مبدأ سعاد منذ بدايتها كان بعيدا عن النظر إلى الماديات ويجب أن تستمر على ما هي عليه وألا تعمل إلا ما تقتنع به.

سمير سيف: أخرجت لسعاد حسني ثلاثة أفلام في الفترة السابقة هي «المتوحشة» و«غريب في بيتي» و«المشبوه»، وعلاقتي بسعاد تعود إلى أيام كنت أعمل مساعدا للمخرج الكبير حسن الإمام في فيلم «خللي بالك من زوزو»، ومن أكثر مواقفها تشجيعا لي عندما سافر حسن الإمام إلى مهرجان موسكو لمدة ثلاثة أيام كانت باقية على تصوير الفيلم، وأصرت سعاد على أن أقوم بإخراج الجزء المتبقي، وكان هذا أول تقدير منها لي لن أنساه لأنها أعطتني هذه الفرصة، وبعد ذلك أخرجت لها «فيلم المتوحشة» وكان أول فيلم تشارك في إنتاجه واختارتني له كمخرج، وأعتقد أننا خرجنا منه بمجموعة استعراضات ناجحة، وحصلت سعاد على جائزة التمثيل الأولى عن دورها في الفيلم. سعاد هي أفضل وأحسن ممثلة تعاملت معها وهي من وجهة نظري تمثل نموذجا فريدا بين ممثلاتنا وهذا يرجع إلى أنها تفضل عملها على أي شيء في العالم، ربما على احتياجاتها الحياتية البسيطة، وربما تهمل في واجباتها الاجتماعية أو حتى لبسها إلا عملها وإخلاصها له الذي لم أره بهذه الدرجة الكبيرة إلا مع سعاد حسني التي تستغرق فيه استغراقا كاملا

العدد 9 - السبت 14 سبتمبر 2002م الموافق 07 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً