اعترف اللاعبان أنخيل دي ماريا وجونزالو هيغواين، نجما المنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم، أنهما مرا بلحظات عصيبة، بعد هزيمة منتخب بلادهما في النهائي الثالث له على التوالي، وأن فكرة الاعتزال الدولي راودتهما بشدة في تلك الفترة.
وقال دي ماريا في مقابلة مع شبكة "تي واي سي" التليفزيونية الرياضية في ليما، على هامش مباراة الأرجنتين أمام بيرو مساء اليوم الخميس (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا: "لقد فكرت في الاعتزال".
وأضاف لاعب وسط الميدان المهاجم ونجم باريس سان جيرمان الفرنسي: "الإصابات واقترابي من تحقيق الألقاب في ثلاثة نهائيات، كان أسوأ شيء حدث لي كلاعب كرة قدم".
وأكد دي ماريا أن هزيمة الأرجنتين أمام تشيلي في 26 يونيو/ حزيران الماضي في نهائي كوبا أميركا المئوية كانت مريرة ولا يزال الشعور بها حاضرا.
وكانت تلك المباراة هي السقوط الثالث للأرجنتين في مباراة نهائية، بعد خسارتها لنهائي مونديال البرازيل 2014 ونهائي كوبا أميركا 2015.
وفي تلك الليلة، أعلن قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي اعتزاله اللعب مع الأرجنتين وأثار ضجة كبيرة في بلاده.
واستطرد دي ماريا، قائلا: "اعتقدت أن ليو لن يعود مرة أخرى، أعتقد أنها أفكار لحظية تمر برأسك، يمكن أن يحدث ذلك معك لمرة واحدة، أما أن يقع هكذا ثلاث مرات فهذا شيء آخر، ليس من السهل الوصول إلى ثلاثة نهائيات وتخسرها جميعا، لقد فكرت في اتخاذ نفس القرار ولكن زوجتي ووالدي كانا أول من أوقفاني، كان من المستحيل أن أقول: سأرحل".
ومن جانبه، اعترف هيغواين أيضا بأنه تعرض لمعاناة كبيرة بعد تلك الهزيمة في مدينة نيوجيرسي الأميركية.
وقال مهاجم يوفنتوس الإيطالي، مشيرا إلى الانتقادات، التي طالته بسبب إهداره لفرص محققة في تلك المباراة: "بالطبع كانت تجربة سيئة مررت بها وبكيت".
وسنحت فرصة محققة لهيغواين في تلك المباراة عندما انفرد بشكل كامل بالحارس التشيلي كلاوديو برافو ولكنه أضاعها، لتحسم تشيلي اللقب بركلات الترجيح.
وأضاف هيغواين في المقابلة، التي أجراها مع شبكتي "إي إس بي إن" و"تي واي سي سبورتس" التليفزيونين: "هل فكرت في الرحيل؟، لقد كانت لحظات صعبة، الأفكار تتوارد على الذهن بالطبع وتظل في داخلك على رغم أنني لم أفكر أبدا في الاعتزال".
وخرج هيغواين الهداف التاريخي للدوري الإيطالي من حسابات الجهاز الفني للمنتخب الأرجنتيني في أول مباراتين له بعد نهائي كوبا أميركا المئوية، إذ أشار المدير الفني لمنتخب "التانغو" إدجاردو باوزا إلى أنه فضل منح اللاعب وقتا حتى يتأقلم مع ناديه الجديد (يوفنتوس)، بيد أن بعض المحللين أكدوا أن ذلك القرار يعود إلى رغبة المدرب في إبعاد لاعبه عن الفريق بعد الانتقادات، التي تلقاها بعد البطولة.
وأكد هيغواين أن الهجوم عليه أشعره بالأسى، وقال: "نحن أشخاص مثلنا مثل غيرنا نشعر بالمعاناة، وعائلاتنا تعاني بشكل أكبر، رؤية أمي حزينة تقتلني، نترك الحياة ولا أحد يقدر، الناس لا تثمن شخصي، كل واحد منا يبذل مجهودا كبيرا من أجل المجئ ورفع قدر هذا القميص".
وتابع: "لا يمكنني أن أروق لكل العالم، إذا كانت الناس سعداء وهم يشتمونني، فهذا جيد، من يشككون في سيظلون على هذا الحال طوال الحياة، ولكنني سأظل مع من يجبونني ويقدرون شخصي".
وعلى رغم ذلك أكد المهاجم الأرجنتيني على رغبته في العودة لمنتخب بلاده، وأشار قائلا: "ينتابني شعور جيد بالانتماء إلى هذه المجموعة، وأنا سعيد بالمساندة: المدرب يثني علي والفنتيان يساعدونني وهذا ما يجعلني متواجدا هنا".
ومن المقرر أن يعود هيغواين للقائمة الرئيسية لمنتخب الأرجنتين في مباراته أمام بيرو.