أعلنت روسيا أمس الأربعاء (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) أنها أرسلت سفينتين حربيتين للانضمام إلى قواتها في المتوسط مع تزايد التوتر مع واشنطن بشأن سورية.
ويأتي ذلك غداة إعلان موسكو أنها نشرت انظمة دفاع جوي من نوع «اس-300» في طرطوس بشمال غرب سورية، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية.
والسفينتان «زيليوني دول» و«سيربوكوف» عادتا إلى المتوسط بعد انتشار سابق قبالة ساحل سورية قامتا خلاله بإطلاق صواريخ على أهداف في هذا البلد في 19 أغسطس/ آب الماضي.
وقال متحدث روسي باسم اسطول البحر الاسود لوكالات انباء ان السفينتين غادرتا ميناء القرم أمس الأول في إطار «تناوب مخطط له» للقوات البحرية الروسية في المنطقة. وكانت روسيا أعلنت الشهر الماضي انها سترسل ايضا حاملة طائرات إلى المنطقة في إطار حملة الضربات الجوية التي تشنها في سورية دعماً لنظام الرئيس بشار الاسد.
وهذه الخطوة تأتي فيما علقت واشنطن المحادثات حول احياء وقف إطلاق النار بسبب دعم موسكو للنظام السوري.
ويأتي ذلك فيما أعلن الجيش السوري في بيان أمس قراره «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل المعارضة في الأحياء الشرقية في مدينة حلب، موضحاً أن قراره يأتي بعد التقدم الميداني الذي حققته وحداته مؤخراً.
وأورد الجيش في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، «بعد نجاحات قواتنا المسلحة في حلب وقطع جميع طرق امداد المجموعات الارهابية في الاحياء الشرقية للمدينة... قررت القيادة العامة للجيش تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الارهابيين». وقال ان قراره يأتي «للمساعدة في خروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة».
وقالت الأمم المتحدة أمس إن نصف السوريين المحاصرين في شرق حلب والمقدر عددهم بنحو 275 ألفاً يرغبون في الرحيل مع قرب نفاد الموارد الغذائية واضطرار السكان لحرق البلاستيك للحصول على وقود.
وأضافت أن أسعار الأغذية ترتفع مع قلة المعروض منها. وقالت إن تقارير وردت أشارت إلى أن الأمهات بدأن في ربط بطونهن وشرب كميات كبيرة من المياه لتقليل شعورهن بالجوع وجعل الأولوية لإطعام أطفالهن.
في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف بحث مع نظيره الأميركي جون كيري الوضع في سورية في محادثة هاتفية أمس. وأضافت أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر بشأن الأزمة في أوكرانيا والتعاون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن كوريا الشمالية. وذكرت أن المحادثة جاءت بطلب من الجانب الأميركي.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن وزير الخارجية الفرنسي، جان-مارك إيرولت سيتوجه اليوم (الخميس) إلى موسكو، وغداً (الجمعة) إلى واشنطن للسعي لوقف إطلاق النار في حلب السورية.
وأوضحت الوزارة أن محادثات إيرولت في روسيا وأميركا ستدور بشأن خطة فرنسا لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.
على صعيد آخر، قال قائد بالمعارضة السورية المسلحة أمس الأربعاء إنهم يتوقعون مقاومة شديدة من تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» قرب قرية في شمال البلاد ذات أهمية رمزية كبيرة للتنظيم مما يشير إلى أن السيطرة عليها تنتظرها معركة شرسة.
وتقدم مقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر بدعم من تركيا إلى مسافة بضعة كيلومترات من قرية دابق موقع نبوءة دينية تأتي في صلب أيديولوجية التنظيم.
من جانبه قال الجيش التركي إنه اشتبك مع مقاتلي «داعش» عبر الحدود في سورية مما أسفر عن مقتل جندي و23 متشددا فيما تصعد أنقرة حملتها لطرد مقاتلي التنظيم من المنطقة.
العدد 5143 - الأربعاء 05 أكتوبر 2016م الموافق 04 محرم 1438هـ