العدد 5143 - الأربعاء 05 أكتوبر 2016م الموافق 04 محرم 1438هـ

«نفق الحَمام»... مذكّرات جون لو كاريه الجاسوس الذي أصبح روائياً

من بين كتب جديدة أوصت بقراءتها باميلا بول...

جون لو كاريه
جون لو كاريه

تُوصي محررة قسم المراجعات في «كُتب نيويورك تايمز»، باميلا بول، في تقرير لها بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2016، بقراءة تسعة كتب لأهميتها - كما ترى - ولأن من بينها ما يتناول سيراً ذاتية لسياسيين، وأخرى روايات، وبعض يتناول الثروات، آثرنا اختيار 5 كتب من بينها، ولأن المحررة لم تفصل في تبيان مضامين بعض تلك الكتب، عمدنا إلى ذلك، مع إشارة إلى ما كتبه ووتر إيزاكسون في الصحيفة نفسها، في تناوله لمذكرات الجاسوس البريطاني والروائي فيما بعد جون لو كاريه، في سيرته الذاتية «نفق الحَمام»؛ حيث يأخذ القارئ إلى عوالم متناقضة ومتضادة، وساحرة في الوقت نفسه... بعضها شفَّاف وأليف، وبعضها متوحّش أو هو قريب من ذلك. من والده الذي كان مرافقاً له في إحدى المغامرات، ليست مغامرة في بحر أو غابة أو تسلُّق جبال. مغامرة فضاؤها القمار والمقامرة وتحديداً في مونت كارلو.

في مكان يقع في نهاية نادي القمار، صُمّمت أنفاق صغيرة يُحشر فيها الحَمَام كي يجد طريقه بعد ذلك إلى الخارج، ولا خارج هناك إلا البحر؛ فقط كي يجد المقامرون رفاهيتهم وتسليتهم في اصطياده. وسط مذبحة الحمام تلك، ينجو بعضها كي يجد طريقه إلى حيث موطنه الأول فوق سقف الكازينو. ولا يتحقق الاطمئنان هناك إذ ثمة فخاخ في انتظار الناجين منها!

لم تخْلُ حياة كاريه من صدمات وجراح، بدءاً بعلاقته مع والده الذي كان محتالاً ليجد الابن نفسه في ممارسات حياتية ليست بمنأى عن الاحتيال في صورة أو أخرى. كي تتجسس فلابد أن تمارس نوعاً من الاحتيال أو الخديعة. ذلك ما هيَّأه بعد سنوات للالتحاق بالاستخبارات البريطانية بعد تخرجه من الجامعة؛ بل كان يمارس عمليات التجسس على زملائه في الكلية أيضاً.

إيزاكسون قال عن أعمال جون لو كاريه بأنها تخلص إلى «درسين أساسيين أولهما: يتضاءل الوضوح الأخلاقي نتيجة الفهم المتعمِّق. وثانياً: تعمل وكالات الاستخبارات بمثابة نافذة على الروح المميزة للمجتمعات التي تمثلها؛ الأمر الذي شرحه بقوله: (إذا كنت روائياً تحاول سبْر أغوار ضمير أمة ما، فإن الاستخبارات مكان مناسب للبدء منه)».

«رجل العالم (...)»

ومن بين الكتب التي توصي بقراءتها باميلا بول «رجل العالم: مساعٍ أخرى لبيل كلينتون»، الذي وضعه الصحافي جو كوناسن، وعلى نحو غير عادي يتتبع كوناسن الأدوار التي لعبها كلينتون ما بعد فترته الرئاسية، وهي فترة امتدت إلى 16 عاماً منذ أن ترك منصبه في البيت الأبيض، راصداً فيه نقاط قوته ونقاط ضعفه.

نقف على جانب من تلك الأدوار مع تصويت زوجته هيلاري ضمن من صوَّتوا لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق. حدث ذلك في أكتوبر/ تشرين الأول 2002، ولم يكن موقف هيلاري بعيداً عن توجيهات ونصائح زوجها.

يريد الكتاب أن يقول أن أدوراً غير مألوفة لعبها الرئيس الأسبق في السياسة الخارجية، بعد مغادرته مكتبه البيضاوي؛ ما يشير إلى أسلوب عمل غير مألوف لرئيس سابق. لكن الحلفاء يظلون هناك، أولئك الذين جسَّر معهم علاقات كانت مصيرية وحاسمة في كثير من الملفات والقضايا، ضمن عالم يظل متوتراً وملتهباً وينتظر لحظة الانفجار. عالم مثل ذاك لن يخلو من حاجة بعض صانعي الأحداث فيه إلى استشارات، أحياناً لتبرئة ذممهم التي لن تُبرَّأ بأي حال من الأحوال. بعض من تلك الأدوار كانت لإثبات حضور على المسرح الدولي، وخصوصاً إذا ما تذكَّرنا زيارة كلينتون إلى كوريا الشمالية في العام 2009، ضمن جهوده لإطلاق سراح صحافييْن تم اعتقالهما في بيونغ يانغ، وهذه المرة بطلب من الرئيس باراك أوباما.

«الحبر الذي لا يُمحى»

«الحبر الذي لا يُمحى: محاكمات جون بيتر زنجر وولادة الصحافة الحرة الأميركية»، للكاتب ريتشارد كلوغر، وفيه السؤال المحوري الذي يتحدد في: ماذا يمكن أن تخبرنا قضية تشهير كولونيالية عن حرية التعبير في أميركا؟ حيث يحيي كلوغر تاريخاً، ومن خلال قصصه، يقدِّم منظوراً للتفكير بشأن حرية الصحافة التي تتمتع بها أميركا اليوم.

يشار إلى أن زنجر، أسس صحيفة «نيويورك ويكلي جورنال»، التي كانت تعتبر في بداياتها في خندق الحكومة، إلا أنها تحولت إلى صحيفة شديدة النقد لها. وبعد عام من الخط الجديد الذي اتبعته، حوكم زنجر في العام 1735م بتهم من بينها التشهير والتحريض على الحكومة.

«عام التصويت بخطورة»

«عام التصويت بخطورة»، وضعته الصحافية وكاتبة العمود في صحيفة «نيويورك تايمز» مورين دود، حيث تلتقط فيه بأسلوب مُحبَّب، صوراً عن مسرح الانتخابات الرئاسية الغريبة، كما تشرح فيه الأدوار التي يؤديها اللاعبان الرئيسيان: هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، بحكم أنها كانت كثيرة الاقتراب من الشخصيتين، وتعرفهما جيداً بعد عقود من المقابلات التي أجرتها معهما، وكذلك ما كتبته عنهما.

وكان ترامب قد هاجم دود، التي انتقدته في كتابها موضوع الاستعراض، عدَّة مرات في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وفي معركة تلاسن لم تتوقف صرَّحت مورين في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «لقد قلت لترام) إنه من السيئ حدوث عنف في مؤتمراته وإساءة معاملة المراسلين».

ومن جانبه رد ترامب بالقول: «المجنونة مورين التي لا تعرفني تقريباً، تخترع أموراً لم أقلها من أجل مقابلاتها السخيفة ومن أجل عمودها. مصابة بالعُصاب!».

«الثروات»

رواية فيها من التأمل الكثير للكاتب البريطاني بيتر هو ديفيز، وتتمحور حول سؤال جوهري: ماذا يعني أن تكون أميركياً من أصول صينية؟ ويحاول فيها بيتر الإجابة على هذا السؤال، من خلال تأمل 150 سنة من التجربة الصينية - الأميركية.

ولد ديفيز في بريطانيا لأم صينية وأب من ويلز. نال جائزة بِن/ مالامود، ومنحة من مركز أعمال الفنون الجميلة. يعمل أستاذاً في الأدب ويدير برنامج ماجستير الفنون الجميلة بجامعة ميشيغان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً