يحتفي العالم اليوم باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف (5 أكتوبر/ تشرين الأول)، إذ يحتفل اليوم 18 ألف معلم ومعلمة من مختلف المراحل الدراسية في البحرين (بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم) بيومهم العالمي، في الوقت الذي أعربوا فيه عن شكواهم من كثرة الأعباء الإدارية التي أصبحت تُعرقل سير العملية التعليمية كما ذكروا.

إلى ذلك، ذكرت الوزارة، في ردها على أسئلة «الوسط» بمناسبة يوم المعلم العالمي، أنها تحتفل اليوم باليوم العالمي للمعلم في الوقت الذي بلغ عدد المعلمين 18 ألف معلم ومعلمة موزعين على مختلف المدارس ومختلف المراحل الدراسية.

وعما إذا كانت هناك إحصائية بعدد المعلمين المتقاعدين في العام الماضي، فقد أكدت الوزارة أن عملية الإحالة إلى التقاعد تعتبر عملية مستمرة وتنقسم إلى نوعين، الأولى هو التقاعد لبلوغ السن القانونية، والثاني هو التقاعد المبكر وفقاً لأنظمة ديوان الخدمة، وأن الأعداد متغيرة من عام إلى آخر، لذلك لا توجد إحصائية بالأعداد حتى الآن.

وفي سياق متصل، أوضحت أن ديوان الخدمة المدنية يعلن بشكل رسمي التخصصات التي تحتاج فيها الوزارة إلى الكوادر المؤهلة، وتتفاوت الأعداد المطلوبة في كل تخصص من سنة إلى أخرى ومن تخصص إلى آخر ومن مدارس البنين إلى البنات، إلا أن غالبية احتياجات الوزارة من المعلمين تتركز في مدارس البنين، مشيرة إلى أنه يتم تحديد حاجة الوزارة من المعلمين سنويّاً، وفقاً لحجم التوسع، والبدل عن المتقاعدين والذين تمت ترقيتهم، ثم تعلن الوزارة في احتياجاتها عبر وسائل الإعلام في وقتٍ مبكر من العام، ويتقدم من يجد نفسه مؤهلاً للوظيفة، ويتم اختيار الأعداد المطلوبة وفقاً للموازنة وسقف التوظيف المسموح به للوزارة.

وأكدت الوزارة أنها تغطي احتياجاتها بالدرجة الأولى من خريجي كلية البحرين للمعلمين، ومن ثم يتم اختيار العناصر المؤهلة من خريجي الجامعات الأخرى، مشيرة إلى أنه بلغ عدد المعلمين المتخرجين في كلية البحرين للمعلمين والذين تم تعيينهم في المدارس لهذا العام 139 معلماً ومعلمة، علما بأن عدد المعلمين المتخرجين في الكلية، الذي تم توظيفهم خلال السنوات الماضية، يصل إلى 499 معلماً ومعلمة، في الوقت الذي تم تدريب حوالي 7 آلاف من المعلمين الممارسين في الميدان والقيادات المدرسية من خلال برنامج دبلوم التربية ودبلوم القيادة المدرسية.

من جهة أخرى، طالب عدد من المعلمين في حديث إلى «الوسط» بالتعامل معهم بواقعية وإنصاف، مع إعادة الاعتبار إلى المُعلّم لكونه يؤدي رسالة الأنبياء، مع ضرورة إعطاء المُعلّم القيمة التي يستحق على صعيد المجتمع والدولة، مؤكدين أن يوم المعلم العالمي فرصة أمام الجميع لتصويب وجهة نظرهم عن المعلمين.

وشكا المعلمون في يومهم العالمي من كثرة الأعباء الإدارية وفق متطلبات الوزارة والتي تُعرقل سير العملية التعليمية، إلى جانب ضغط الجداول الدراسية، ولاسيّما المواد الأساسية، مع عدم مراعاة العائد المادي في ظل المساواة في الدرجات والرُّتب، إذا ما قورن بمقدار العطاء.

كما شكوا من حشو المناهج وكثافتها ما يُعرقل تطبيق استراتيجيات التعلُّم الحديثة وفقًا لمتطلبات هيئة ضمان جودة التعليم.

وأوضحوا أن هناك العديد من المعاناة التي يتعرضون لها، منها عدم احتساب مبلغ الساعات الإضافية «تحسين الزمن المدرسي» بناءً على الدرجة لا الرُّتبة وذلك أُسوة بموظفي الدولة، مشيرين إلى أنهم يعانون من اقتطاع مبلغ الساعات الإضافية في حال عدم وجود الطلبة، علمًا بأن المُعلم يقوم بمهام وظيفية أخرى أثناء الدوام ترتبط بالمهنة بشكل أساسي.

وذكروا أن مؤخراً تغيرت استراتيجية اللجان الطبية، وذلك بناءً على توجيهات وزارة التربية والتعليم بشأن تخفيف النصاب لذوي الأمراض المزمنة، إذ أصبح خيار المعلم بين لائق فيستمر في عمله رغم المرض، أو غير لائق ويحق للوزارة أن تُنهي خدمته.

وأشاروا إلى أن المعلمين أصبحوا اليوم يواجهون تحدي تدريب المعلمين الوافدين ما أصبح يشكل عبئاً عليهم، في الوقت الذي يُطالب فيه المعلمون من قبل إداراتهم بتغطية النقص وذلك بسبب عدم توافر معلمين في بعض المدارس على رغم مرور شهر تقريبًا على بدء الدراسة، بما في ذلك المدارس الثانوية.

وطالب المعلمون بالتعامل معهم بواقعية وإنصاف في المجتمع، مع احترام الرسالة التي يقومون بها.