العدد 5142 - الثلثاء 04 أكتوبر 2016م الموافق 03 محرم 1438هـ

«حرب شوارع» في حلب

رجال يتفقدون موقع التفجير الذي استهدف حفل زفاف أمس الأول - afp
رجال يتفقدون موقع التفجير الذي استهدف حفل زفاف أمس الأول - afp

خاضت قوات النظام السوري أمس (الثلثاء) «حرب شوارع» ضد مقاتلي المعارضة في حلب في إطار هجومها للسيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة، فيما يبقى أفق التحرك الدبلوماسي مسدوداً مع تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو بشأن الأزمة السورية.

ودعت موسكو أمس واشنطن إلى «التحلي بالحكمة السياسية». فيما أكدت الولايات المتحدة أن تعليق المحادثات بشأن وقف لإطلاق النار لا يعني التخلي عن السلام.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إنها نشرت نظام صواريخ «إس 300» في قاعدتها البحرية في طرطوس.


كيري: جهود السلام يجب أن تستمر... وروسيا تنشر صواريخ «إس - 300» في سورية

«حرب شوارع» في حلب... وموسكو تطالب واشنطن بالتحلي بالحكمة

عواصم - وكالات

خاضت قوات النظام السوري أمس الثلثاء (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) «حرب شوارع» ضد مقاتلي المعارضة في حلب في إطار هجومها للسيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة، فيما يبقى أفق التحرك الدبلوماسي مسدوداً مع تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو بشأن الأزمة السورية.

ودعت موسكو أمس واشنطن إلى «التحلي بالحكمة السياسية». فيما أكدت الولايات المتحدة أن تعليق المحادثات بشأن وقف لإطلاق النار لا يعني التخلي عن السلام.

وخاضت قوات النظام السوري «حرب شوارع وأبنية في وسط مدينة» حلب حيث خطوط التماس مع الأحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «قوات النظام تتقدم حالياً بشكل تدريجي في وسط المدينة على حساب الفصائل المقاتلة وتحاول التوسع شمالاً نحو حي بستان الباشا».

وأوضح أن قوات النظام تحاول السيطرة تحديداً على الأبنية المرتفعة في وسط المدينة، لأنها «تمكنها من أن ترصد نارياً مناطق سيطرة الفصائل» في الأحياء الشرقية.

وأعلن الجيش السوري في 22 سبتمبر/ أيلول بدء هجوم للسيطرة على الأحياء الشرقية في حلب. ويترافق الهجوم الذي يعتمد «سياسة القضم»، بحسب المرصد، مع غارات جوية كثيفة لم تسلم منه المستشفيات.

وأدت الغارات أمس الأول إلى تدمير أكبر مشفى في حلب الشرقية ومقتل 3 عمال صيانة على الأقل كانوا يعملون على إصلاح أضرار خلفتها غارات سابقة.

وأثارت وتيرة القصف على الاحياء الشرقية تنديدا من الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية وحكومات. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن استهداف المستشفيات يشكل «جريمة حرب».

كما اعتبر المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين أمس أن «المأساة» الجارية في حلب تستدعي «من دون تأخير» تقييد حق «الفيتو» للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وترد الفصائل المعارضة على القصف والهجوم من النظام وحلفائه بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 47 آخرين بجروح، جراء قذائف أطلقتها «التنظيمات الارهابية» على الحرم الجامعي وأحياء المريديان والسبيل وسليمان الحلبي في غرب حلب.

وطالب الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس بوقف إطلاق نار عاجل في حلب لإيصال المساعدات الانسانية للسكان.

ودفع التصعيد في حلب واشنطن إلى تعليق محادثاتها مع موسكو بشأن إعادة إحياء وقف إطلاق النار الذي انهار بعدما صمد أسبوعا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي أمس الأول: «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، في وقت اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان «صبر الجميع قد نفد» في الموضوع السوري.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن الولايات المتحدة «لم تتخل» عن سورية، ولم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام فيها على رغم تعليق تعاونها مع روسيا.

وقال في خطاب بشأن العلاقات بين ضفتي الأطلسي في بروكسل أمام مركز أبحاث: «لن نتخلى عن الشعب السوري، ولن نتخلى عن مساعي السلام، كما لا ننسحب من ميدان العمل المتعدد الاطراف. سنواصل السعي لإحراز تقدم من أجل انهاء هذه الحرب».

لكنه شن هجوما عنيفا على النظام السوري وروسيا «اللذين رفضا الدبلوماسية من أجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف وأطفال مروعين».

وأضاف أن روسيا «غضت الطرف» عن استخدام الأسد «المؤسف» غاز الكلور والبراميل المتفجرة، وأنها تطبق سياسة الأرض المحروقة بدلاً من الدبلوماسية. وقال مقتبسا عن المؤرخ الروماني تاسيتوس قوله «يجعلونها صحراء ويسمون ذلك سلاماً». وقال كيري إنه لو كانت روسيا جادة بشأن السلام لتصرفت على نحو مختلف عما تفعله الآن في سورية.

وردت موسكو بدعوة واشنطن الى التحلي بـ «الحكمة السياسية». وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها في المجالات الحساسة جدا والضرورية لصيانة السلام والامن، ستتواصل».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار واشنطن تعليق قنوات الاتصال مع موسكو بشأن سورية يدل على سعي الأميركيين لعقد «صفقة مع الشيطان» من أجل إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد. وأعربت الوزارة في بيان صدر أمس عن أسفها العميق وخيبة أملها إزاء قرار واشنطن.

وفي شمال شرق سورية، ارتفعت حصيلة تفجير انتحاري تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» واستهدف الليلة قبل الماضية حفل زفاف قرب مدينة الحسكة إلى 34 قتيلا على الاقل، بحسب هيئة الداخلية التابعة للإدارة الذاتية الكردية التي اشارت الى ان جميع الضحايا من المدنيين.

كما أصيب 100 شخص بجروح، وفق ما أكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إنها نشرت نظام صواريخ «إس 300» في قاعدتها البحرية في طرطوس. وأضافت الوزارة في بيان «الهدف من نشر بطارية الصواريخ هو ضمان سلامة القاعدة البحرية... من غير الواضح لماذا سبب نشر إس 300 مثل هذا القلق بين شركائنا الغربيين».

العدد 5142 - الثلثاء 04 أكتوبر 2016م الموافق 03 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:24 ص

      ضدهم
      يقول جون كيري ان روسيا تطبق سياسة الأرض المحروقة وتناسى ان الأرض مسروقة !
      لذا لاعجب ان تطبق سياسة الأرض المحروقة دام انها مسروقة يا انهم يعيدوها ويخرجون من حيث أتوا او يتم ابادتهم عن اخرهم (طبعا الدواعش واذنابهم وليس المدنيين لا يجي داعشي يطلع فيها )

اقرأ ايضاً