شن مقاتلو حركة طالبان أمس الاثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) هجوما منسقا على قندوز كبرى مدن شمال افغانستان التي سيطروا عليها لفترة وجيزة العام الماضي، مما يسلط الضوء على انعدام الاستقرار المستمر في هذا البلد عشية مؤتمر للجهات المانحة في بروكسل.
ويهدف المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 70 دولة مانحة ويستمر الثلثاء والاربعاء الى تقييم المساعدة المالية التي يجب تقديمها الى افغانستان بحلول العام 2020 وتفادي انهيار البلاد.
وقالت مصادر اتصلت بها وكالة فرانس برس في قندوز، ان حركة طالبان شنت الهجوم في الساعة 3،00 (22،30 ت غ الاحد) ليلا على أربع جبهات في وقت واحد. لكن المهاجمين اخرجوا بعد الظهر من وسط المدينة على ما يبدو، فيما تواصلت المعارك في الضواحي.
واكدت قوات الاطلسي المتمركزة في افغانستان في تغريدة نحو الساعة 22,30 (18,00 ت غ) ان "الحكومة تسيطر على مدينة قندوز وان التعزيزات في طريقها اليها".
وفي تغريدة ثانية قالت "ان القوات الاميركية لديها الامكانيات لتقديم الدعم" للجيش الافغاني.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس ان الولايات المتحدة شنت غارات جوية إسنادا للقوات الافغانية.
واضاف ان "الوضع هناك يبقى +متذبذبا+ ونحن مستمرون في مراقبته من كثب وفي العمل مع شركائنا".
واكد قائد شرطة قندوز قاسم جنغل باغ لفرانس برس ان "وسط المدينة بات بايدينا".
وعصر الاثنين بدا المهاجمون يغادرون العديد من الاحياء وسط المدينة إثر تعزيزات من القوات الخاصة بحسب حاكم قندوز اسدالله عمر خيل. وقالت عدة مصادر ان الحاكم والكثير من المسؤولين موجودون في مقارهم.
لكن ذلك لا ينفي ان القوات الافغانية والاميركية فوجئت بالهجوم الذي يبدو انه تم الاعداد له جيدا. وقال الجنرال تشارز كليفلاند المتحدث باسم القوات الاميركية ان القوات الافغانية والاميركية "لم تتوقع الهجوم الكبير".
وتطلبت مواجهة الهجوم مرة اخرى الاستنجاد بمجموعات الكومندس لانقاذ الجيش والشرطة الافغانيين من وضع صعب.
وأعلن متحدث باسم طالبان تبني الهجوم "في إطار الهجوم العمري" الذي بدأ في الربيع نسبة الى الزعيم السابق للحركة الملا عمر.
وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد في بيان "هذا الصباح شن مجاهدونا هجوما على مدينة قندوز انطلاقا من أربع نقاط".
"الدعم جوا عند الضرورة"
واتهم رئيس مجلس الولاية يوسف ايوبي الحكومة "بأنها عجزت عن توفير الامن في هذه الولاية التي تتعرض لتهديد منذ فترة طويلة".
وقالت فاطمة عزيز عضو البرلمان عن المنطقة ان الوضع "غير مقبول (..) حين لا تقع هجمات ليومين تزعم الحكومة انها قضت على التهديد وقتلت المتمردين جميعا" مطالبة باستقالة وزيري الداخلية والدفاع.
من جهتها، اعلنت القوات الاميركية عند الاتصال بها استعدادها لـ"تقديم الدعم خصوصا جوا في حال الحاجة الى ذلك".
تطالب حركة طالبان بانسحاب القوات الاجنبية وبوضع حد لأي تدخل غربي في "امارة افغانستان الاسلامية" وهو الاسم الذي تطلقه على البلاد.
وتنشر القوات الغربية 10 الاف عنصر خصوصا من الجيش الاميركي بموجب تفويض من حلف شمال الاطلسي لمساعدة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة أشرف غني.
تقول حركة طالبان ان مؤتمر بروكسل يهدف "مرة اخرى الى ملء جيوب المتعاقدين الاجانب وشركائهم دون تقديم اي تحسن في الحياة اليومية للمواطنين".
يشارك في المؤتمر ممثلو الاتحاد الاوروبي والحكومة الافغانية والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الاميركي جون كيري. ويفترض ان يفضي المؤتمر الى وعود بتقديم مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو على الاقل بحلول العام 2020.
وصرح مسؤول اوروبي كبير قبل الاجتماع ان "احدا لا يمكن ان يسمح بعودة انعدام الاستقرار الى افغانستان"، وذلك في إطار الازمات التي يشهدها الشرق الاوسط.
الا ان نفوذ القوات الحكومية ظل هشا منذ استعادتها السيطرة على قندوز في ايلول/سبتمبر الماضي، وذلك على غرار عدة اقاليم تتعرض لهجمات المتمردين باستمرار مما يؤدي الى نزوح المدنيين.
في 28 ايلول/سبتمبر 2015، اقتحم مقاتلو طالبان وسط قندوز وسيطروا عليه حتى 30 من ذلك الشهر ثم أعلنوا انسحابهم من الاحياء في 15 تشرين الاول/اكتوبر.
واشار تقرير للأمم المتحدة الى وقوع 289 قتيلا و559 جريحا من المدنيين في المعارك في قندوز.
فخلال الهجوم المضاد بدعم من القوات الاميركية، استهدفت غارة اميركية ليل الثالث من تشرين الاول/اكتوبر مستشفى قندوز التابع لمنظمة اطباء بلا حدود مما ادى الى مقتل 42 شخصا من المرضى والطاقم الطبي.