الشركات الناجحة يقودها عادة قادة متمرسون في الفن الإداري ورسم الإستراتجيات المناسبة لنوعية النشاط الذي تعمل فيه الشركة. وتزيد نسب النجاح لهذه النوعية من الشركات اذا استطاع قادتها حسن اختيار العنصر البشري وتدريبه بما يتناسب وطموح الشركة. اختيار أفراد الإدارة العليا التنفيذيين بالعناية والاهتمام عامل مهم للنجاح.
المشكلة الكبرى التي تعاني منها معظم الشركات في عالمنا العربي هي سوء اختيار العنصر البشري في المناصب المهمة في الشركات مثل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس العمليات ورؤساء الدوائر والاقسام المهمة في الشركة، مما يخلق اختلالات إدارية تسبب مشاكل إدارية ومالية للشركة.
قد تتم عملية الاختيار في بعض الحالات بطريقة عشوائية أو بصفة تغلب عليها المجاملات والعلاقات الشخصية. وينتج عن عملية الاختيار غير المناسب أن يكون أداء المدير ضعيفا ولا يرقى لمتطلبات المنصب التنفيذي الرفيع. ولتصحيح الوضع قد يقوم البعض بجعل الأمر أكثر سوءا من خلال تعيين طاقم من الموظفين فقط لمساعدة المدير غير الكفء لأداء العمل. وتصبح العملية وجود مدير تنفيذي في موقع مهم في الشركة؛ ولكنه لا يفقه شيئا فيما أوكل إليه من مهمات، وفريق من الموظفين الذين يقومون نيابة عن المدير التنفيذي بأداء عمله، بما يصاحب ذلك من تعقيدات إدارية لا يعرف من خلالها من هو المسئول عن تنفيذ المهام، ومن هو المسئول عن الإدارة. وعندها يكون دور الموظفين المعينين لمساعدة المدير عبئا على الشركة، وعامل إحباط لبقية الموظفين.
وفي الغالب ينتج عن هذا الوضع جو غير مريح من العمل، وتطفو على السطح الشللية، حيث يحاول المدير التنفيذي وبطانته السيطرة على مجمل الأمور في الشركة، وعدم إعطاء أية فرصة لبقية العاملين في الشركة للمساهمة في إدارتها أو التفكير بابتكار طرق جديدة للعمل، حيث يقوم الموظفون المعينون لمساعدة الرئيس التنفيذي بممارسة سلطات تلغي الآخر.
عندما يكون المدير ومعاونوه غير أكفاء يصبح جو العمل غير مناسب لبقية العاملين، ويزداد التذمر وطبعا تقل الإنتاجية. كما أن الكلفة الإدارية تصبح مرتفعة لقيام الشركة بدفع رواتب ومكافآت لأفراد ليس لهم داع، ولا يضيفون أي قيمة للشركة.
لذلك فإن حسن اختيار الأفراد للمناصب العليا التنفيذية مهم جدا لنجاح الشركات، وعاملا محفّزا ومشجعا لبقية العاملين، حيث يتلقون التشجيع والاهتمام والتدريب مما ينعكس ايجابا على نتائج الشركة ورضا العاملين.
ولنتصور جميعا حال أي بلد تكون فيه شركات من هذا النوع، أي تدار من قبل أفراد غير أكفاء، ويتبعهم طاقم من الموظفين هم كذلك لا يضيفون شيئا لأعمال الشركة؛ بل يحملّونها مزيدا من الكلفة، حينها يكون التأثير السلبي على البلد ككل كبيرا ويصبح البلد ضعيفا في الإنتاج.
ولذلك يلزم اختيار أفراد الإدارة التنفيذية على أسس مهنية، تراعي متطلبات الوظائف القيادية بما فيها تواجد الكفاءات، والخبرات اللازمة لشاغلي تلك الوظائف. وعدم مراعاة ذلك، يخلق وضعا سلبيا على جميع العاملين في الشركة، ويبعد الشركة عن التقدم للأمام؛ نتيجة لعدم الكفاءة وضعف الإنتاجية.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5140 - الأحد 02 أكتوبر 2016م الموافق 01 محرم 1438هـ
صحيح (وقس على ذلك) بأكبر من ذلك
شيء مرعب صراحة
صحيح . لابد ان يكون في المناصب القيادية .. شخص يملك روح القيادة والمعرفة وايضا حسن الخلق وفن التعامل .. وجود اشخاص بلا اي فن في القيادة ولا يملون المعرفة والاخلاق وفن التعامل يؤدي لفشل اي مؤسسة والنتيجة تكون عدم تحقيق اهداف المؤسسة وعدم قدرة الموظفين على العمل والانتاج مع هكذا جو عمل ... وظيفتي الاخيرة تم تعيين مدير عام لا يملك اي شهادة ولا فن قيادة ولا اخلاق .. فقط لانه نجح في وظيفة المبيعات في وظيفته السابقة تم تعيينه مدير عام لمؤسسة تعليمية .. وطبعا قادها للفشل
كلام سليم ومحترم للغاية، وللأسف فعلاً هذه السياسة المنتشرة الآن في كثير من الشركات حيث تعتبر الشركات لدينا أشبه بالمزارع الخاصة حيث يصول ويجول رئيسها فتلقاه يعين غالبية أهله في الشركة في المناصب القيادية، وتكتشف ذلك في المناسبات فلا ترى إلا اختفاء الإدارة فإذا هم في سفرة عائلية على حساب الشركة.
اليوم تسهلون الأمور طارة الطيور بأرزاقها
قبل حوالي 10 سنوات او اكثر كان الشخص او الشركة اذا تقدم بطلب ترخيص لنشاط تجاري او خدمي تستلمه الجهات ذات الأختصاص من ادارة السجل و من البلدية والصحة والداخلية ويتضعون له الأشتراطات المالية و التعجيزية في الوقت الذي هناك دولة شقيق ترحب بهؤلاء المستثمرين ما جعلها اليوم بلد تجاري علي مستوي العالم