طرح أحد الاخوة على «الفيس بوك» سؤالاً مفاده: «أيهما أفضل: الحرية مع الثورة أم الأمن مع الذل؟». السؤال أثار حفيظة كثيرين ممن يوافقونه توجهاته، ومن يقفون ضدها، حتى قبل طرح هذا السؤال.
ما أثارني في السؤال الذي كثيراً ما يُطْرَح، وطالما قرأته بصيغة سؤال شبيه بسؤال السويدان، وصيغ مقالات متعددة، هو أننا غالباً ما نقرن الحرية بعدم الأمان، وكأن للحرية رديفاً آخر وهو الخراب بمعناه الشامل.
نعرف تماماً أن الحرية في البلدان العربية منقوصة، وينتظرنا الكثير من العمل الذي ربما يستمر لعشرات السنين - إن سرنا بنفس الوتيرة - للوصول إلى ما تتمناه شعوب كل الدول. ونعرف جيداً أن للحرية ثمناً كبيراً يدفعه المطالب بها، وخصوصاً في البلدان التي تخشى مجرد سماع أحرفها. لكننا نتمنى دائماً وأبداً أن نعيش أحراراً من غير ذل أو استعباد. أن نقول ما نشاء من غير أن نخشى معتقلاً أو عقوبة أو نفياً أو إعداماً في بعض الأحيان، كما حدث مؤخراً مع الكاتب الأردني ناهض حتر رحمه الله. فإن أنت سلمت من النظام في بلدٍ ما فلن تسلم من المتطرفين من حولك.
الحرية أمر نسبي، ربما يختلف معناه باختلاف البيئة والانتماء، لكنه بلا شك مطلب ملح، خصوصاً لأولئك الذين يقرأون، وأولئك الذين يعرفون معناها، وأولئك الذين اختبروها من خلال تجارب دول أخرى، أو عاشوها ولو لفترة قصيرة. وكلنا نحلم أن نعيشها ونتنفسها من غير تفكير في العواقب التي تصحب توفرها.
أحد الأصدقاء في سورية الحبيبة قال لي مرة: بتنا نتمنى لو أن الأمان يعود لسورية، ونعود لأراضيها ولا يهم إن تغير حالها أم لا، إن عشنا أحراراً أم أذلاء. «بدنا نرجع شو ما كان الوضع ومع مين، بدنا أمن ما بدنا حرية» هذه العبارة أثارتني وآلمتني جداً، وخصوصاً أنها صدرت عن أحد المعارضين للنظام، اتفقت أم اختلفت معه، بعد أن وصل به الحال إلى أن يقبل بأي وضع؛ لأنه يريد العودة لبلاده ويريد لأهله أن ينعموا بالأمان الذي افتقدوه منذ اندلاع المشكلات الأمنية و»الحرب» في سورية، فصار يترحم على الأمن في وطنه بعد أن «اغتاله أهل سورية بأيديهم» . ومن منا لا يريد عودة سورية شامخة آمنة سعيدة كما كانت؟ ولكن السؤال الأهم هو: هل نريدها سورية التي تتيح لشعبها التعبير عن رأيه بحرية من غير سفك الدماء، وسيطرة داعش، والتحالفات الشيطانية التي أرهقتها، أم نريدها سورية الآمنة «شو ما كان الوضع».
نتمنى لو أن الأمن لا يكون نقيضاً للحرية، وأننا ننظر للحرية باعتبارها حقّاً وليس منحة، ونعرف جيداً وتعرف الحكومات في كل الدول أن الحرية السياسية وحرية التعبير عن الرأي وحرية المعتقد وكل حرية لا تتناقض مع الإنسانية ولا تتسبب في مقتل أحد أو أذاه، هي إضافة لأي بلد وليست سبباً في القلق أو الخوف متى ما تعاملنا معها باعتبارها أمراً بديهيّاً وسليماً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5140 - الأحد 02 أكتوبر 2016م الموافق 01 محرم 1438هـ
الفساد وما يعمل .. يجعل البعض يضن انه اذا طالب بالحق والأمر بالمعروف وما يترتب على ذلك من ردة فعل للمنتفغين واصحاب المصالح الضيقه .. يضن ان المطالبين بالحق هم سبب الفوضى ... والمسألة تحتاج لوعي
كل بلد تحالف مع ايران صار خرابه العراق و لبنان و سوريا و اليمن فالتحالف مع الإيرانيين لا يأتي سوى بالخراب
أمن وحرّية وين فيه بالبحرين؟ ما اظنّ
ما ينقصنا هو الايمان بالله وقوة ارتباطنا به