حققت قوات النظام السوري أمس الأحد (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) تقدماً على حساب الفصائل المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليلاً، في وقتٍ نددت الأمم المتحدة بـ «الوحشية» التي يواجهها المدنيون في الأحياء الشرقية.
وجددت القيادة العامة للجيش السوري أمس، دعوة «جميع المسلحين» إلى مغادرة الأحياء الشرقية في مدينة حلب.
من جانبها، أعلنت المفوضية الأوروبية أمس (الأحد) «مبادرة إنسانية عاجلة» للاتحاد الأوروبي، الهدف منها إفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتقييم المساعدة لسكان مدينة حلب التي تحاصر قوات النظام القسم الشرقي منها.
حلب، بروكسل - أ ف ب، د ب أ
حققت قوات النظام السوري أمس الأحد (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) تقدماً على حساب الفصائل المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليلاً، في وقتٍ نددت الأمم المتحدة بـ»الوحشية» التي يواجهها المدنيون في الأحياء الشرقية.
دبلوماسياً، بحث وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الوضع في سورية خلال اتصالين هاتفيين أمس الأول (السبت)، وفق ما أعلنت موسكو؛ في محاولة لاحتواء تصاعد التوتر بين بلديهما حول الملف السوري.
وبعد 10 أيام على إعلان الجيش بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، حققت قوات النظام أمس تقدماً في شمال المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «حققت قوات النظام تقدما في شمال مدينة حلب، بعد تقدمها من منطقة الشقيف الى تخوم حي الهلك» الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال.
وأفاد بأن هذا التقدم جاء إثر شن «طائرات روسية ليلا عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك» في شمال ووسط مدينة حلب.
وجددت القيادة العامة للجيش السوري أمس، دعوة «جميع المسلحين» إلى مغادرة الأحياء الشرقية في مدينة حلب.
وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، «ندعو جميع المسلحين الى مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية»، مضيفة ان «قيادتي الجيشين السوري والروسي يضمنان للمسلحين الخروج الامن وتقديم المساعدات اللازمة».
ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على الأطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط حلب.
وتواصل قوات النظام وفق عبدالرحمن، سياسة «قضم» الأحياء الشرقية، موضحاً أن هدفها في المرحلة المقبلة «السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل».
وقال مراسل لفرانس برس في الاحياء الشرقية إن الغارات الجوية تركزت ليلا على مناطق الاشتباك وتحديدا في احياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور.
تدمير المرافق الصحية
ومع استمرار العمليات العسكرية في مدينة حلب، حذر رئيس مكتب الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبريان في بيانٍ أمس، بأن المدنيين الذي يتعرضون للقصف في شرق حلب يواجهون «مستوى من الوحشية يجب ألا يتعرض له أي إنسان».
وجدد المطالبة بتخفيف معاناة نحو 250 ألف شخص في شرق حلب، داعيا إلى «العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيشون فيه».
وغداة استهداف اكبر مستشفى في شرق المدينة للمرة الثانية في غضون أيام، أشار أوبريان إلى أن «نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دمر بشكل شبه تام».
وقال: «المرافق الطبية تقصف واحدا بعد الآخر»، داعياً الأطراف المتحاربة إلى السماح على الأقل بعمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في اشد الحاجة إلى الرعاية.
وتأمل فرنسا أن تقدم اليوم (الإثنين) مشروع قرار إلى مجلس الأمن حول الوضع في حلب، يدعو إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار وفقاً للاتفاق الأميركي الروسي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في شرق حلب ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق المدينة.
وعلى جبهة أخرى، استهدفت غارات روسية أمس المقر الرئيسي لفصيل سوري معارض يتلقى دعما أميركياً في منطقة جبلية بمحافظة حماة في وسط البلاد، ما ادى الى مقتل 6 على الاقل من عناصره، وفق المرصد السوري.
مبادرة إنسانية عاجلة
من جانبه، أعلنت المفوضية الأوروبية أمس (الأحد) عن «مبادرة إنسانية عاجلة» للاتحاد الأوروبي الهدف منها إفساح المجال إمام المنظمات الإنسانية؛ لتقديم المساعدة لسكان مدينة حلب التي تحاصر قوات النظام القسم الشرقي منها.
وجاء في بيانٍ صادر عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض المكلف الشئون الإنسانية خريستوس ستيليانيدس، أن الاتحاد الأوروبي خصص مساعدة عاجلة بقيمة 25 مليون يورو لشركائه الإنسانيين؛ لتغطية الحاجات الطبية وإيصال الماء والطعام إلى حلب.
وأضاف البيان أن هذه المبادرة تمت بـ»التعاون مع الأمم المتحدة» لمواجهة «مأساة إنسانية»، ودعا الموقعان عليه «كل أطراف النزاع إلى دعمها وتسهيل تنفيذها».
وكان مسئول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين قال أمس إن سكان القسم الشرقي المحاصر من حلب والبالغ عددهم نحو 250 ألف شخص يواجهون «مستوى من الوحشية لا يجب على أي بشري أن يتحمله». وأوضحت المفوضية الأوروبية أن الهدف من مبادرة الاتحاد الأوروبي هو تسهيل «الوصول السريع للمساعدات الأساسية إلى مدنيين في شرق حلب عبر تغطية النفقات الطبية وإيصال المياه والحاجات الغذائية» و»تأمين إجلاء الجرحى والمرضى من شرق حلب».
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يلتزم العمل «بشكل مكثف خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة مع الأطراف المعنيين»؛ لكي تؤمن الاذونات اللازمة لتسليم هذه المساعدات وتأمين عمليات الإجلاء التي يجب أن تتم «فقط تحت مسئولية المنظمات الإنسانية».
كما طالب ستيليانيدس وموغيريني أيضاً بأن يتم إجلاء المرضى والجرحى ليس من شرق حلب فحسب، بل أيضا «من كامل المناطق المحاصرة».
وأضافا في بيانهما «أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل ودعم إجلاء المرضى الى منشآت طبية مناسبة في المنطقة، أو في أوروبا لتقديم خدمات طبية لا تكون متوافرة في المنطقة».
العدد 5140 - الأحد 02 أكتوبر 2016م الموافق 01 محرم 1438هـ