ليس خافياً على الشعب الأميركي قوة اللوبي الصهيوني في السياسة الأميركية، فكل القراءات التحليلية للواقع الأميركي، تكشف بوضوح أن اللوبي الصهيوني الداعم للكيان الإسرائيلي، يلعب دوراً أساسياً في اختيار النخب السياسية الأميركية، بدءًا من اختيار أعضاء الكونغرس إلى حكام الولايات ورؤساء الجمهورية .
في المعركة الانتخابية الحالية نجد اللوبي الصهيوني حاضراً بقوة في توجيهها، وكلا المرشحين، الديمقراطية هيلاي كلنتون والجمهوري دونالد ترامب، الذي حاول في حملته الانتخابية أن يدغدغ مشاعر يهود أميركا والكيان الصهيوني المحتل، من خلال مهاجمته العنصرية العنيفة للاجئين والإسلام. وعندما لم يفصح اللوبي الصهيوني بوضوح عن موقفه من كلا المرشحين، راح يصرح وبصوتٍ عالٍ، أنه في حال انتخابه رئيساً سيعلن اعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، لعل وعسى أن يحظى بتأييد يهود أميركا لوصوله إلى البيت الأبيض. ولم يكتف بإشارات وتلميحات الكيان الصهيوني التي تتضمن بعض العبارات الدالة على تأييده، التي تصله بين وقت وآخر، كل ما يهمه موقف اللوبي اليهودي، لأن قادر على تغيير الموازين في الانتخابات الرئاسية، حسب بعض التقارير الإعلامية الأميركية.
اللوبي الصهيوني يدعم كلا المرشحين، ولكنه يميل إلى الآن إلى كفة كلينتون من خلال تمويله لحملتها الانتخابية، وأعطاها الفرصة كاملة لعرض برنامجها الانتخابي في وسائل الإعلام التابعة له، ولكنه لم يعدها بتصويت اليهود الأميركيين إليها، الذين لا يتعدون أكثر من 3 في المئة من سكان الولايات المتحدة.
فسياسة اللوبي دائماً أنه لا يعلن موقفه النهائي إلا بعد التأكد من رجحان كفة المرشح، الذي يضمن له تصويت ما لا يقل عن 90 في المئة من أصوات اليهود الأميركان، فهو لا يراهن على حصان خاسر في الانتخابات الأميركية أبداً، ودائماً يكون داعماً سياسياً واقتصادياً وإعلامياً قوياً للرئيس الأميركي الذي يصل إلى البيت الأبيض، فالكتلة اليهودية رغم قلة نسبتها إلا أنها تشكل قوة لا يستهان بها في تغيير نتائج الانتخابات في آخر لحظة. فكل الرؤساء السابقين، تعلق مصيرهم بتصويت اليهود لهم في اللحظات الأخيرة، فلهذا لا نجد رئيساً أميركياً يبتعد عن تأييد سياسات الحكومة الإسرائيلية. كما لم يستطع تقليل المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية للكيان الصهيوني، ولم يتمكن أحد منهم أن يفرض على الحكومة الصهيونية أي إجراء من دون موافقة اللوبي الصهيوني.
وسؤال يدور في أذهان الكثيرين: متى سنجد العرب والمسلمين يشكلون لوبياً مؤثراً في الانتخابات الأميركية؟ في حال تنظيم أمورهم اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً، تنظيماً عالياً، سيكون لهم الدور المؤثر في إيصال الرؤساء الأميركان إلى البيت الأبيض، وأما إذا بقوا على هذا الحال من الضعف والتشتت في كل المجالات، لن يستطيعوا تغيير السياسة الأميركية تجاه القضايا العربية والإسلامية، فعليهم أن يستفيدوا سياسياً من عددهم الآخذ بالتزايد في السنوات الأخيرة، ويتركوا الاختلافات والخلافات الجزئية، والتفكير في كيفية أن يجعلوا من أنفسهم قوة لا يستهان بها في توجيه السياسة الأميركية. وهذا لا يمكنهم الوصول إليه إلا بتوحيد صفوفهم وجهودهم، وأما إذا ما هزموا أنفسهم داخلياً وتصوروا أنهم ضعاف، وتعاملوا مع أوضاعهم السياسية باللامبالاة، فإنهم سيبقون في مؤخرة الكتل الأميركية السياسية والاقتصادية المؤثرة، ويصبحون عاملاً إضافياً في تقوية نفوذ اللوبي اليهودي ليبقى المؤثر الأقوى في سياسة أميركا واقتصادها.
نأمل أن يوفّق الله تعالى العرب والمسلمين الأميركيين في توحيد جهودهم وصفوفهم، ليكونوا الداعمين الحقيقيين لقضاياهم العربية والإسلامية .
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 5139 - السبت 01 أكتوبر 2016م الموافق 29 ذي الحجة 1437هـ
مع كل احترامي للكاتب الا انه كانت هناك الكثير من الحالات التي صوت فيها اكثرية اليهود الامريكيين لمرشح و فاز الاخر. مثلا عندما ترشح جورج بوش الاب صوت اكثر اليهود هناك الى دوكاكس لكن فاز بوش. الموضوع ان المسلمين هناك لم يتعودوا و لم يعرفوا و لا توجد لهم قيادات واعيه ومؤثره و بأجندات تستطيع ان تجعل صوتهم مهم كما اليهود الامريكيين.
في الجامعات و الطب و المحاماة تجد الكثير منهم يهود و عندما تركب التاكسي الاحتمال يكاد يكون صفر ان يكون السائق يهودي بل الاحتمال الاكبر ان يكون مسلما. من جد وجد