استثمر سنوات عمره العشرين الماضية، ولم يجعلها تمر من دون أن يسعى لجعل اسمه في مصاف المخرجين المسرحيين المتميزين، وينال الجوائز والأوسمة عن إبداعه في أعماله الفنية، وعلى رغم ذلك إلا أنه مازال شغوفاً بالمزيد من الإنجازات، وبالمزيد من التألق والإبداع في سماء الإخراج، واضعاً عينيه على نجوم ساطعة يريد بها إضاءة طرق مظلمة، ليكتشف بها من ينافسه في الموهبة والإبداع.
ذلك هو المخرج حسين الجمري، وهو من الموهوبين في قرية بني جمرة، وحرص على المشاركة في معرض نسيج الفن الذي احتضنه نادي بني جمرة الثقافي والرياضي، ليكون مثالاً يُنظر إليه، ونموذجاً لمن يريد السير على طريق الإخراج.
الجمري، شارك بعدد من أفلامه، وعُرضت على الجمهور والحضور في معرض فن النسيج.
وبحسب التفاصيل التي أوردها الجمري في حديثه إلى «الوسط»، فإن بدايته في صناعة الأفلام على مستوى قرية بني جمرة بدأت في العام 1995، وكان مع أصدقائه يسعون لجمع الأموال لغرض تصوير الأفلام، والتي كانت تكلف الدقيقة منها نحو 250 فلساً.
ويقول إنه يعشق الفن منذ كان صغيراً، ليخرج من فضاء قريته إلى فضاء المسرح في العام 2000، مع المخرج محمد القفاص، وتكون هذه الانطلاقة سبيلاً لإخراج 7 مسرحيات، وضع عليها عينيه فكان مخرجاً لها.
ولم يكتف الجمري بالمسرح، فخاض إخراج الأفلام القصيرة، وأنجز 6 أفلام حتى الآن، من بينها فيلم «على الضفاف» الذي حصد جائزة الوحدة الوطنية، فهو استمر في عمله وتنمية موهبته، إلا أن أصدقاءه الذين بدأوا معه المشوار قبل نحو 21 عاماً لم يواصلوا، فاستمر لوحده في الطريق.
ويتحدث عن تجربة مشاركته في معرض نسيج الفن، مؤكداً أنه خطوة ممتازة، جاءت في وقت تحتاج إليه الطاقات والمواهب الشبابية في قرية بني جمرة، وخصوصاً تلك التي كانت محبوسة بين جدران المنازل، مختبئة لا يعلم عنها أحد، إلا أنها ومن خلال المعرض رأت النور، ووضعت بين أعمال ونتاجات أخرى.
وتطلع الجمري إلى أن تتوسع دائرة المعرض، وتخرج عن إطار قرية بني جمرة، لتحتضن المواهب على مستوى مناطق أخرى.
وأكد أن البحرين تمتلك إبداعات ومواهب في مجالات عديدة، وتحتاج إلى فعاليات كمعرض نسيج الفن، لإبرازها ودعمها، ليأتي دور الجهات الرسمية التي ينبغي عليها دعم هذه الأنشطة الثقافية والفنية.
وقال: «المعرض بادرة جميلة من ابن القرية كامل الجمري، الذي أسس لجنة نسيج الفن، وبحث من خلالها عن الطاقات والمواهب في القرية».
العدد 5139 - السبت 01 أكتوبر 2016م الموافق 29 ذي الحجة 1437هـ
الونيس
بالتوفيق يابوعلي