دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى الانطلاق في العام الهجري الجديد نحو الخير والصلاح والتعايش وقبول الآخر، والعمل متكاتفين للرقي بهذا الوطن المعطاء.
وشدد على ضرورة «المحافظة على ما أنجزناه من مكتسبات نحو مزيد من الإنجازات، وتحقيق الطموحات التي يتطلع إليها الناس، حريصين على الأمن والاستقرار، مستخدمين الأساليب الحضارية في المطالبة بالحقوق بما يحفظ كياننا ويؤكد على وحدتنا، مبتعدين عن الفوضى والاضطرابات، وزعزعة أمن البلاد والعباد».
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (30 سبتمبر/ أيلول 2016)، قال القطان: «مضى عام هجري من عمرنا، ومن عمر البشرية والعالم، كان مليئاً بأحداث ونزاعات وصراعات وقتال، أساءت أكثر مما أحسنت، وأضرت أكثر مما أفادت، ومن هنا فإنه ينبغي أن نأخذ دروساً وعبراً مما فات، وأن نفتح صفحة جديدة، وأن ننطلق لبناء حاضرنا ومستقبلنا متوكلين على الله عز وجل، ومعتمدين على قيم ديننا وأخلاقه التي تدعونا دائماً وأبداً إلى الوحدة والألفة والتعاون، والتحلي بالسماحة والعفو، وتبادل الصفح والتصافي والتناصح».
وأضاف أنه «لعام هجري جديد نرتقبه، نستطيع أن نبنيه إمّا بإيجاب وفاعلية، وإمّا بأفعال سلبية، وأفكار رجعية، نجتر فيها الماضي بسلبياته ومحنه، فما أحداث التاريخ إلا أفعال وأعمال البشر، وسيسجل التاريخ ذلك وستحاسب الأجيال المتعاقبة من كان سبباً في هتك وحدة المسلمين، وتعكير صفو ووحدة الأوطان، فليتنبّه الجميع لمثل ذلك، وإن جزءاً كبيراً من هذه المسئولية يقع على عاتق علماء الدين وحرّاس الشريعة والوعاظ والمرشدين والمربين والباحثين والصحافيين والكتاب والمفكرين، ومن يقومون بالتنظير والتوجيه والإرشاد».
وأكد أن «الواجب المتحتم عليهم اليوم، أن يتقوا الله تعالى في وطنهم، وفي أبناء وشباب وطنهم، ويجعلوا من خطابهم المعتدل، الجسر الواصل بين أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر، ليضبطوا من خلالها تسارع سير الناس والمجتمع والأمة، نحو المستقبل الواعد بخطى سريعة لكنها ثابتة، ويدفعوا بكلماتهم عجلة التنمية الوطنية بتقدم منتظم، ويرتقوا بحكمتهم عن كل ما يعكر صفو المجتمع، ويفرق بين أبناء الوطن الواحد».
وفي مطلع خطبته، أشار القطان إلى أننا «في هذه الأيام نودع عاماً هجرياً ماضياً شهيداً، ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً، عاماً مضى من أعمارنا تصرّمت أيامه، وقوّضت خيامه، غابت شمسه، واضمحلّ هلاله، عاماً حوَى بين جنبيه حكماً وعبراً وأحداثاً وعظات، فلا إله إلا الله! كم شقيَ فيه من أناس، وكم سعد فيه من آخرين، كم من طفل قد تيتّم، وكم من امرأة قد ترمّلت، وكم من متأهّل قد تأيَّم، مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب توارَى، أهل بيت يشيعون ميّتهم، وآخرون يزفّون عروسهم، لا إله إلا الله! دار تفرح بمولود، وأخرى تعزَّى بمفقود، آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمرّ على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمرّ على أصحابها كالأيام».
وبيّن أن «رحيل الأيام والأعوام ذكرى وموعظة لقلوب المؤمنين، بأنّ هذه الدنيا ليست بدار قرار، كتب الله عليها الفناء، فكم من عامر عمّا قليل يخرب، وكم من مقيم عما قليل يرحل»، مشيراً إلى أن «الدنيا تُصلح جانباً بفساد جانِب، وتسرّ صاحباً بمساءة صاحب، فالركون إليها خطر، والثقة بها غرر، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدَر، والمرء منها على خطَر، ما هي إلا أيام معدودة، وآجال مكتوبة، وأنفاس محدودة، وأعمال مشهودة، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرّت أياماً ساءت أشهراً وأعواماً».
وذكر أن «الله جعل ما على الدنيا من أموال وأولاد وغيرها فتنة للناس ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، ونهى سبحانه عن النظر إلى ما في أيدي الناس لأنّ ذلك مدعاة إلى الركون إلى الدنيا والانشغال بها عن الدار الآخرة».
وأردف أنْ «تلكم هي الدنيا التي شغِل بها كثير من الناس، فراحوا يتهافتون على جمعها، ويتنافسون في اكتنازها، وتركوا الاستعداد ليوم الرحيل، والعمل لدار القرار».
ورأى أن «العاقل هو الذي يأخذ من الدنيا بلا شره ما يوصله إلى الدار الآخرة، ويقويه على طاعة الله، وتكون الدار الآخرة هي همه وشغله الشاغل، فهذا لا تثريب عليه ولا عتب».
ونبّه القطان إلى أن «على المسلمين اليوم أن يأخذوا العبرة والعظة مما مر بالأمة الإسلامية في العام الفائت، من أحداث جسام، أقضت المضاجع، وأفزعت القلوب»، متسائلاً: «كم مر بالأسماع ما نزل ولايزال ينزل ببعض البلاد العربية والإسلامية على يد الطغاة المجرمين، من الظلم والقسوة، ومن التخريب والتدمير والقتل والتشريد والتهجير والإبعاد وسفك الدماء وغير ذلك، ولاسيما في سورية الجريحة وفلسطين الحبيبة، لم يرحموا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة، فتألم لذلك المسلمون جميعاً، إذ كانوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وتابع «كم مر على الأسماع والأنظار من أخبار المجاعات المخيفة، والأمراض الغريبة، والزلازل العنيفة والفيضانات والأعاصير الجامحة المروعة، مما فيه تخويف وتنبيه للخلق على ضعفهم أمام قدرة الله وقوته، وافتقارهم إلى رحمة خالقهم القادر على كل شيء».
وواصل القطان خطبته قائلاً: «كم مر بالأمة الإسلامية خلال العام الراحل من ظروف حرجة كانت مخبر الصدق والإيمان، ومحكاً للعزائم الثابتة، كل ذلك مما يجب أن نأخذ منه العبر، وهو مما يدعو إلى الرجوع إلى الله تعالى، والتعلق به، والتمسك بدينه، والاهتداء بشرعه، لعل الله العلي القدير أن يبدل المسلمين بدلاً من الخوف أمنا، ومن البؤس والشدائد والمحن رخاء وعزة ونصراً، ومن الأعوام العصيبة أعواماً تشرق باليمن والبركات، والخير العميم».
العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ
من وين
سلميتكم ورده في يد واليد الثانية شايل مولوتوف
نحن نطالب بحقوقنا بشكل حضارى لاكن نقابل بضربنا ....مع انه الدستور يسن التجمهر والمسيرات.............
شنو فايده مسيرات خبت حالنا اسوء حال
... احنا اهل السلمية والحضارية ...
يزيد مايتغير
حتى بسلمية ممنوع تطالب بحقوقك المشروعة..، لان بنظرهم هي "أجندة خارجية".. و أنت "عميل و خاين" و عاااادي يلفقون لكم تهم و يحكمون عليك بالمؤبد و الاعدام و بسحب الجنسية و التهجير..
شكراً يا شيخ على إقرارك بحق الناس في المطالبة السلمية والحضارية وهذا ما فعله أغلب المشاركين في الحركة المطلبية للمعارضة في البحرين وتم التعامل معه بقسوة.