مع افتتاح مدارس وزارة التربية والتعليم أبوابها، يعود الحديث بشأن، مدرسة المباركة العلوية، الإرث التاريخي المهدد بالسقوط.
زارتها «الوسط»، لتعاين مبنى سِمتُه الشموخ، ومعاناته «التطنيش». اختفت معالم الاسم، تساقط السقف، فيما أسندت جدرانه بطوب أغلقت نوافذه، حماية له من سقوط بدا وشيكاً.
الخميس، البلاد القديم - محمد العلوي
مع افتتاح مدارس وزارة التربية والتعليم أبوابها، يعود الحديث بشأن، مدرسة المباركة العلوية، الإرث التاريخي المهدد بالسقوط.
صرح تعليمي، أسس العام 1923 وافتتح بعد ذلك بـ3 سنوات، ليمارس دورا محوريا في بواكير النهضة التعليمية في مملكة البحرين.
اعتبرها وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي «مدرسة رائدة أسهمت في بناء النهضة التعليمية»، فيما قالت عنها رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة «قرب مسجد الخميس الأثري الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الأمويين، وبين تلال أثرية يرجع زمانها إلى عهد الملك «دقيانوس»، وامتداداً لمدرسة الخميس التي كانت تابعة للمسجد في العصور السابقة حيث يتم تدريس العلوم الشرعية والفلسفة والمنطق، وفي سوق الخميس أقدم أسواق البحرين تأسست العام 1927، المدرسة المباركة العلوية، وهي ثاني مدرسة نظامية حكومية بعد الهداية الخليفية».
آلاف الطلبة ومئات المعلمين، تعاقبوا على صفوف المدرسة المغلقة منذ سنوات، وتقع خلف أسوار مدرسة الخميس الابتدائية للبنين.
زارتها «الوسط»، لتعاين مبنى سِمتُه الشموخ، ومعاناته «التطنيش». اختفت معالم الاسم، تساقط السقف، فيما أسندت جدرانه بطوب أغلقت نوافذه، حماية له من سقوط بدا وشيكا، أما نداءات الإنقاذ فتنحو ناحية جهات ثلاث: وزارة التربية والتعليم، هيئة البحرين للثقافة والآثار، والأهالي.
السعيد و«المباركة»: همُّ التاريخ
تفاصيل المطالبات والنداءات، يحكيها الباحث التاريخي عبدالله السعيد، الشخصية التي أتمت عامها الـ 76، وهم التاريخ لا يفارقها.
الساعة تشير إلى العاشرة والنصف من صبيحة يوم السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2016). «الوسط» تتوغل برفقة الباحث حسين مديفع في «زرانيق الصداغة»، حيث يقطن السعيد. وبوجه بش، أكسبه الشيب وقاراً، فتح السعيد قلبه وبيته وغرفته الخاصة لـ«الوسط»، وانطلق سريعا في حديث امتزج فيه هم التاريخ، بروح لم تفارقها الدعابة.
يتنقل السعيد في حديثه من موضوع إلى آخر. وعند «المباركة العلوية» يقف مليا ليقول «المطلوب التعاون والتكاتف، ومن ثم الطلب من قبل الجانب الأهلي للحكومة، وصولا إلى صياغة موقف متجاوب بشأن إحياء كل ما له صلة بتراث وتاريخ البحرين عموما، ومدرسة المباركة العلوية خصوصاً، والتي هي أمانة تاريخية لكل الأجيال».
وبشكل مركز، لخص السعيد المطلب حول المدرسة بالقول: «يجب أن تعود إلى المدرسة مكانتها وحرمتها تاريخيا وأدبيا، وذلك عبر استعادة اسمها الحقيقي وعبر ترميم مبناها وفتحه وضمه للمدرسة الحالية، وهو الذي يمثل القلب بالنسبة لها».
السعيد الذي لا تنقصه الجرأة، تطرق إلى مسائل عدة، معاتبا تارة ومصححا أخرى، من بين ذلك قوله: «لا وجود لقرية تحمل اسم (الخميس) والمنطقة هي البلاد القديم، العاصمة القديمة للبحرين»، متسائلا «ما الضير في الاعتراف بالاسم الحقيقي الذي ينبغي أن يكون محل فخر واعتزاز؟»، وموجها في هذا الصدد نقده لغياب التحقيق في التاريخ على مستوى الباحثين في البحرين.
وأضاف «هي غفلة تتحول إلى تقصير لمن لا يسلك الجادة حتى بعد التمعن والتثبت من صحتها، وحين لا يكون الاهتمام بالتاريخ للتاريخ نفسه، تنتفي الفائدة»، كما تابع «الجاهل والمتحيز قد «يزعل» من ذكر الحقيقة التي لا ينشدها، والدليل هو من يجب أن يقودنا في نهاية المطاف».
يعود السعيد إلى الحديث عن مدرسة المباركة العلوية، وهو يعقب على سؤال بشأن ما إذا كان قادرا على ممارسة دور الإنقاذ، على غرار ما فعله مع حجر محراب مسجد جمالة (الرفيع) التاريخي.
يجيب «مهما بذلنا من خطوات ستكون محدودة، وصعبة في الوقت ذاته علينا، وهنا أوجه ثنائي لصحيفتكم نظير تسليط الضوء وتوجيه الحكومة والمجتمع، لصيانة هذا المعلم الهام».
ذكريات «المباركة»... حمار في الصف!
تختزن ذاكرة الأهالي، مواقف عديدة مع مدرسة المباركة العلوية، منها مواقف لا تخلو من طرفة.
يوضح بعض منها الباحث حسين مديفع بالقول: «لم تكن المدرسة ذات سور في بداياتها، وكانت المزارع تحيط بها، ومن بين ما يذكر في سياق المواقف الطريفة، تفاجأ الطلبة ذات حصة بحمار لأحد الطلبة وهو يقحم رأسه داخل الصف من إحدى نوافذه».
أما السعيد، فتطرق إلى تجربته الخاصة مع المدرسة، ليقول: «التحقت بالمدرسة العام 1947، وقتها كان عمري 7 سنوات، وكانت المدرسة مكونة من 3 غرف (صفين متقابلين) وغرفة ثالثة لوحدها هي الإدارة»، مضيفا «في الصف الأول وفي اليوم الأول طلب مني الأستاذ سيدجواد الكامل (تسميع) سورتي الفاتحة والإخلاص وحين أتممت المهمة بنجاح كوفئت بنقلي للفصل الثاني، وهو ما تشهد عليه هذه الشهاده»، يشير إلى شهادة ضمن شهادات وملفات وكتب اكتظت بها غرفته الخاصة داخل منزله.
بجانب ذلك، نوه السعيد مجدداً إلى أهمية المدرسة التي خرَّجت الآلاف من مختلف قرى البحرين، فكانت تغطي مساحة جغرافية شاسعة تمتد من الدراز والبديع شمالا حتى شهركان وداركليب جنوبا، ومن البديع حتى حدود النعيم، ليتبوأ العديد من طلبتها مناصب قيادية على مستوى البلد ومنهم من اتجه للتجارة، ومن بين تلك الأسماء نذكر علي بن إبراهيم عبدالعال ورضي الموسوي الذي شغل منصب المدير في الفترة من (1933 - 1939)».
وأضاف «ما يؤسف له ونحن أمام كل هذا التاريخ الممتد، ظهور أصوات تطالب وزارة التربية والتعليم بتحويل المدرسة إلى مكتبة، وأخرى سعت لهدمها ولم توفق»، متسائلا: «هل نتعاطى مع (جوهرة) بهذا القدر من الاستخفاف والجهل؟».
«المباركة»... أسماء وتاريخ
لم يستقر لها اسم منذ تأسيسها، يقول الباحث مديفع، ويضيف «تبدل الاسم عدة مرات، المباركة العلوية ثم الخليفية ثم الخميس».
حركة توثيق بحق المدرسة لم تتوقف، من بينها ما يذكره عباس المطوع في كتاب «نافذة في ذاكرة التاريخ»، «أطلق على المدرسة عدة تسميات، فحين تم افتتاحها أطلق عليها مدرسة المباركة العلوية، وبعد إشراف الحكومة عليها بالكامل استبدل اسمها إلى مدرسة الخليفية للبنين في الخميس، ومع انشاء دائرة المعارف أصبح اسمها مدرسة الخميس للبنين، ومع تغير اسم دائرة المعارف إلى مديرية التربية والتعليم أطلق عليها اسم مدرسة الخميس الابتدائية الاعدادية وكان ذلك في العامين 1968 - 1969».
ووفقا لما يذكره كتاب «نافذة في ذاكرة التاريخ»، فإن «المدرسة التي تأسست على أيدي كل من سيد أحمد العلوي، الحاج علي السماهيجي، سيد محمد سيد حسن الماحوزي، والحاج إبراهيم عبدالعال، كان طلابها يستعينون بعين أبوزيدان القريبة في ظل عدم انشاء المرافق ودورة المياه، وقبل حفر البئر التي لاتزال معالمها موجودة».
ومن صفوف «المباركة العلوية»، انطلقت أفواج من المتعلمين، حملت أسماء بارزة من بينهم وزير العمل السابق مجيد العلوي، الأمين العام لجمعية الوفاق (منحلة) الشيخ علي سلمان، الأمين العام السابق لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن، الأمين العام لمجلس الشورى عبدالجليل طريف، والطبيب طه الدرازي.
العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ
مدرسة بناها الأجداد من أبناء قريتي ونتمنى الحفاظ عليها لتبقى شامخة ومعلماً للأجيال القادمة لبيان أهمية العلم ورحم الله علي بن إبراهيم عبدالعال ورضي الموسوي وكل من ساهم في بناء المدرسة
على ..
الجهات المعنية اعادة النظر في هذا الصرح والحفاظ عليه لانه يمثل هوية كل من عاش على هذه الارض .. واقترح اعادة ترميمه ليكون مقصدا للسواح .. وياريت الاسم يعود كما كان سابقا المباركة العلوية .. رحم الله ماضينا الجميل
كل الدول تفتخر بنهضتها العلمية والصحية الا هنا .. تهمل وتختفي والمدرسة المباركة العلوية في البلادالقديم مثال
عمل ومجهود يستحق كل من قام به الشكر والتقدير.. بل والتكريم. أتمنى أن يتحقق حلم أهالي المنطقة وكل من درس في هذا الصرح يوم ما. بارك الله جهودكم.
الاهتمام بالمعالم التاريخية في الدول ينم عن رقي التفكيروالحس الوطني العميق لدى شعوبها ومتوليي أمرها.. فما بال لو كانت هذه المعالم تؤرخ تاريخ الثقافة والعلم فحري بالمسؤولين المبادرة في ترميم هذا الصرح العلمي كجزء من خططها ومسؤولياتها، فنتننى أن نسمع قريبا من الجهات المعنية السرعة في الاستجابة لمثل هذه النداءات..شكرا للباحثين المتطوعين المهتمين بالتراث والتاريخ على تلك الجهود الذاتية التي تدل على وطنيتكم الصادقة والشكر موصول للصحيفة الوسط على الاهتمام
إذا الحكومه ماسوي شيء علشان اتحافظ على هاذي المعلم التاريخي.
ليش ما احن انحط يدنه في يد بعض ونحافظ عليه. آنه واحد عادي وتمنى أن أشارك في ترميم هاذي المعلم التاريخي البحريني. دينار واحد مبلغ بسيط على 90% من البحرينين بس مبلغ كبير من بحرينين أكثار.
أوافقك الرأي .. إذا كانت الجهات المختصة مهملة لهذا الموقع فهو بالأخير تاريخنا الذي لا نتنازل عنه
هدموها وسوو بيوت اسكان حق الناس وهي سوو لها متحف صغير حطوا فيه صور المدرسه .. صج اقتراح خطير
البلادالقديم تاريخ عريق وحضارة والمدرسة احدى المعالم الرائدة في تاريخ العام والمعرفة .. فلابد من الحفاظ على هذا التاريخ
يجب المحافظة على المباركة العلوية وارجاع اسمها لها الاصلي
يجب على الاهالي المحافظه على أمثال هذا الصرح فهو يمثل تاريخكم اما من تناشدونهم بالحفاظ عليه فسياستهم طمس مثل هذا التاريخ واضهار تاريخهم الحديث على انهو تاريخ البحرين الوحيد ولا تاريخ قبله
محرقي : بصراحة «المباركة العلوية» تاريخ يجب الحفاظ عليه ، ولي رجاء من الشيخة مي الخليفة الله يحفظها ان تحافظ على هذا المبنى التاريخي الجميل وشكرا ...
انقذوها
ارجوكم فهي جزء من اعضاء وطني