اتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة (30 سبتمبر/ أيلول 2016) باستغلال المحاولة الانقلابية التي جرت في 15 يوليو/ تموز للقضاء على المعارضة، متعهداً بالتصدي لخطط أردوغان لتمديد حالة الطوارئ.
ونفذت السلطات التركية حملة تطهير عقب المحاولة الانقلابية التي تلقي أنقرة بمسئوليتها على الداعية الإسلامي فتح الله غولن، أدت إلى اعتقال وإقالة عشرات الآلاف. واتهم كيليتشدار أوغلو الحكومة باستغلال المحاولة الانقلابية «للقيام بانقلاب آخر ضد الديمقراطية».
وفرضت الحكومة حال الطوارئ لمدة 3 أشهر عقب المحاولة الانقلابية، وألمح أردوغان إلى احتمال تمديدها لفترة تصل إلى عام.
إلا أن كيليتشدار أوغلو قال: «نحن في وضع تستغل فيه الحكومة المحاولة الانقلابية لتوسيع سلطاتها وإسكات المعارضة». واعتقل ما يصل إلى 32 ألف شخص، طبقاً لأرقام الحكومة. وشملت الاعتقالات جنرالات سابقين متهمين بتدبير الانقلاب، إضافة إلى أشخاص من جميع قطاعات العمل ومن بينهم رجال أعمال وصحافيون ورياضيون. وتساءل كيليتشدار أوغلو «لماذا يتم اعتقال صحافيين؟ لماذا نعتقل مفكرين؟».
وقال إن حزبه لن يؤيد تمديد حالة الطوارئ عندما يتم طرح الاقتراح أمام البرلمان (550 مقعداً) الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.
ويمتلك حزب الشعب الجمهوري 134 مقعداً في البرلمان، ولذلك من المرجح أن تتم المصادقة على الاقتراح بدعم حزب الحركة القومية.
وصرح كيليتشدار أوغلو للصحافيين في اسطنبول «اليوم بإمكان الحزب الحاكم إغلاق أي صحيفة يريد، ودفع أي رجال أعمال يشاء إلى الإفلاس ومصادرة ممتلكاتهم بموجب قوانين الطوارئ».
وأكد أن ذلك «تهديد خطير للديمقراطية. وأولويتنا الأولى يجب أن تكون جعل حال الطوارئ لأقصر مدة ممكنة».
وتعتبر تصريحات كيليتشدار أوغلو مؤشراً على تداعي التضامن الذي حظيت به الحكومة من الأحزاب المعارضة عقب المحاولة الانقلابية.
ووعد كيليتشدار أوغلو بالوقوف إلى جانب ضحايا المحاولة الانقلابية الذين يحاكمون ومن بينهم أكثر من 100 صحافي يقول الناشطون انهم يقبعون في السجون. وقال كيليتشدار أوغلو: «ماذا سنفعل ضد الانقلاب المضاد؟ سنقاومه».
في الأثناء، قال وزير العدل التركي بكر بوزداج إن السلطات التركية أوقفت 1500 من الموظفين وحراس السجون عن العمل؛ للاشتباه في صلتهم بغولن، الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب. وأضاف بوزداج في تصريحات بالعاصمة التركية، أنه تم إيقاف الموظفين وحراس السجون عن العمل لفترة وجيزة؛ للتخلص من الأفراد الذين تربطهم صلات بغولن في السجون التركية، لكن من الممكن إقالتهم إذا ثبتت صلتهم به.
العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ