العدد 5138 - الجمعة 30 سبتمبر 2016م الموافق 28 ذي الحجة 1437هـ

«وجود للثقافة» تدشن ثاني إصداراتها «خطاطيف - ق. ق. ج»

من اليمين: الكاتب حبيب حيدر والقاص عبدالعزيز الموسوي
من اليمين: الكاتب حبيب حيدر والقاص عبدالعزيز الموسوي

نظمت وجود للثقافة والإبداع وضمن مبادرة «ق. ق. ج - البحرين»، مساء يوم الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016) حفلاً لتدشين ثاني إصداراتها المتمثل في مجموعتها القصصية الصادرة بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع «خطاطيف - قصص قصيرة جداً - البحرين»وذلك بمقر نادي العروبة في الجفير.

بدأ الحفل بكلمة لمؤسس مبادرة «وجود» القاص عبدالعزيز الموسوي عبَّر فيها عن سعادته بنجاح مبادرة القصة القصيرة جداً التي أطلقتها «وجود» وحققت تجاوباً وتفاعلاً كبيرين «من خلال المشاركةِ في الموقع أو من خلال المسابقات الدوريةِ التي أقمناها» مشيراً إلى أن اختيار النصوصِ التي تم نشرها جاء بناءً على قرار من لجانِ التحكيم.

وأكد الموسوي خلال كلمته أهمية مثل هذه المشاريع التي تسهم في تحفيز المبدع وتضخ تجارب جادة للمشهد البحريني، مضيفا بأن مشاركة أكثر من مئة كاتب وكاتبة في إصدار «خطاطيف» يعدّ مصدراً مهماً و مميزاً لتعريف المهتمين بمدى وعي وفهم المبدع البحريني لهذا الجنس الأدبي الصاعد.

وقال إن «خطاطيف» سيكون «النتاج الوحيد الجامع لجنس القصة القصيرة جداً وسيعطي صورة مقربة لمن يرغبُ في معرفة فهم البحرينيين للقصة القصيرة جداً».

وبشأن التفاوت في عمق وقوة نصوصِ الكتاب، أكد الموسوي بأنها «الحالةُ الطبيعيةُ في كلِّ مشهد إبداعي» وبأن «كلُّ ما نسعى إليه هو إيضاح أكثر للقصة القصيرة جداً وتحريض أكبر على التجريب وخوض الغمار في هذا الجنس الأدبي الصاعد».

وعن استبعاد بعض النصوص المشاركة، على رغم قبولها من قبل لجان التحكيم، أفاد الموسوي بأن «الكتاب مرخَّص من وزارة شئون الإعلامِ، بمعنى أنه مرَّ من عند الرقيب، والرقيبُ ليس حلاقاً - بطبيعةِ الحال - لكنه يمتلكُ مقصاً حاداً جداً، لذا نعتذرُ من أصحابِ النصوص التي لم يُسمحْ بنشرها، هذه التضحيةُ من أجل أكثر من مئة تجربة أخرى في هذا الكتاب».

بعدها قدّم الكاتب حبيب حيدر قراءة في الكتاب تحت عنوان «بنية التراوح بين القلة والكثرة» وصف فيها الإصدار بأنه على رغم أن الإصدار «كتاب جيب صغير على صغره حجماً كان له أن يحوي بنورامياً 149 قصة قصيرة جداً لأكثر من 100 قاص وقاصة من البحرين من أجيال مختلفة، كان نصيب الأغلب منهم لكل واحد قصة واحدة، بينما تفرد بعضهم بأكثر من قصة».

وقال حيدر إن «خطاطيف» كتاب «استطاع أن يمازج بين ثنائية (القلة والكثرة) شكلاً ومضموناً فهو على مستوى الشكل كتاب جيب صغير (قلة) وهو على مستوى المضمون يحوي الكثير، مما قيل وممن قال وهو عنصر (كثرة)» موضحاً بأن تلك هي سمة القصة القصيرة «من حيث القدرة على التكثيف وقول الكثير بالقليل».

وحول عنوان الكتاب قال: «حين تختار مبادرة وجود أو فراديس هذا العنوان لمجموعتها القصصية فإنها تحيلك إلى أن تستوظف كل ما في مادة «خ ط ف» من دلالات بما يتماهى مع القصة القصيرة جداً حيث الخطفة الأخذ والإقطاع والانتزاع/ والسرعة/ والخطف الخفة» وأضاف «في «خ ط ف» ثمة سرعة والقصة القصيرة جداً سريعة كذلك وفي خطف ثمة التقاط واقتطاع وكذلك القصة القصيرة جداً تقتطع الحدث إلى أبسط صورة ممكنة وفي خطف ثمة جرح، واستلاب واستراق وهكذا في القصة القصير جداً ثمة نقد وتهكم إلى حد الجرح أحياناً، وفي خطف ثمة خفة وضمور واختزان الزمن كل هذه العناصر تستجمعها «خطاطيف» وهي تتكثف في ق. ق. ج. في القصة القصيرة جداً على صغرها».

بعدها تحوّل حيدر للحديث عن سيرة ومسيرة القصة القصيرة جداً، مفيدأ بأنها بدأت منذ الخمسينيات إلى السبعينيات ومرت بعدة أماكن وتسميات حتى استقرت على إدراجها كجنس أدبي له خصائصه الفنية.

ومن بين تسميات تلك القصة، بحسب حيدر «قصص الومضات، قصص بحجم راحة اليد، قصص أوقات التدخين، وقصص ما بعد الحداثة».

أما دلالات هذه القصص، فدارت، كما أشار حيدر، بين الإشارة إلى الحجم زمانياً أو مكانياً أو إلى أهم تقنية فيها وأثرها.

بعدها شرع حيدر في أخذ نماذج من نصوص «خطاطيف» وعمل على تحليلها، مشيراً إلى أن ما سيذكره ليس سوى «لفتات استرعتني أثناء قراءة القصص».

ومن النصوص التي استرعته نص «جلاء» لولاء إبراهيم، قال عنه: «حين تقرأ النص تجد نفسك مباشرة في إحالة على تناص من قول دعبل الخزاعي إني لأفتح عيني حين أفتحها/ على كثير ولكن لا أرى أحدا» واصفاً إياه بأنه «نص حي يحيلك على شجرة من نصوص سابقة بل ويمهد لنصوص لاحقة».

بعدها، اختتم الحفل بتوقيع المشاركين في الإصدار على نسخ حضور الحفل الذي تفاعل مع فرادة التجربة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:39 ص

      إنها بادرة طيبة بالرغم من أنها لا تعكس المستوى الفني الحقيقي لإنجازات القصة القصيرة جدا في البحرين .. مبروك لوجود هذه الخطوة

اقرأ ايضاً