يجتمع في بروكسل اليوم الجمعة (30 سبتمبر/أيلول 2016) ممثلون عن الدول الاوروبية لاعطاء الضوء الاخضر لمصادقة الاتحاد الاوروبي على اتفاق باريس الرامي الى التصدي للاحترار المناخي.
وسيحضر هذا الاجتماع الاستثنائي وزراء البيئة في دول الاتحاد الاوروبي الثماني والعشرين للموافقة على مصادقة سريعة تنجز في الاسبوع الاول من اكتوبر/تشرين الاول بعد اقرار البرلمان الاوروبي للاتفاق في الرابع من الشهر نفسه على الارجح، بحسب مصادر عدة.
ويسعى الاوروبيون من خلال هذه الاجراءات الى عدم التخلف عن الاطراف الاخرى في مكافحة الاحترار، اذ ان بكين وواشنطن اللتين تعدان اكثر البلدان المسببة للتلوث في العالم، صادقتا على الاتفاق الذي يوشك ان يدخل حيز التنفيذ.
ويقضي اتفاق باريس باتخاذ الاجراءات اللازمة لحصر ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين فقط اكثر مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.
ولكي يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، ينبغي ان تصادق عليه 55 دولة على ان تكون مسؤولة عما لا يقل عن 55 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفئية التي تؤدي الى ارتفاع درجات حرارة الارض.
وقد تحقق الشرط الاول، اما الثاني فهو قيد التحقق، ولاسيما بعدما اعلنت الهند وكندا المصادقة الفورية على الاتفاق.
وحتى التاسع والعشرين من سبتمبر/ايلول 2016، بلغ عدد الدول التي صادقت على الاتفاق 61، وهي مسئولة عن 48 في المئة من الانبعاثات الملوثة في العالم.
وينبغي ان يصادق الاتحاد الاوروبي ككل على الاتفاق، وان تصادق عليه ايضا كل الدول الاعضاء منفردة، وفي حال لم يتم ذلك قبل دخوله حيز التنفيذ، فان اوروبا لن تشارك في قرارات الجلسات الاولى للمؤتمر العالمي للمناخ المقرر عقده في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 في مراكش.
ولذا تسرع اوروبا من اجراءاتها في هذه الاتجاه قبل حلول موعد السابع من اكتوبر.
ولا تغني مصادقة الاتحاد الاوروبي، المسؤول عن 12 في المئة من الانبعاثات الملوثة في العالم، دوله الاعضاء عن ان تنخرط كل واحدة منها في مسارها الخاص للمصادقة على الاتفاق منفردة، والتي قد تكون اطول.
وتتخوف بعض الدول الاوروبية من ان تضطر الى تحمل مسؤوليات غيرها من الدول الاعضاء في الاتحاد، في حال لم تصادق كل الدول الاعضاء منفردة، بحسب مصدر دبلوماسي.
ويتخوف آخرون من ان يشكل هذا السعي السريع للمصادقة على اتفاقية باريس سابقة في التعامل مع المعاهدات الدولية.
وتتجه الانظار الى الاجتماع المقرر الجمعة للاجابة عن هذه المخاوف.
وحتى الآن صادقت خمس دول اوروبية على الاتفاقية منفردة، المانيا والنمسا وفرنسا والمجر وسلوفاكيا.