عندما تتجه إلى الاردن، ستهبط بك الطائرة في مطار علياء الدولي، الواقع في مدينة عمّان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية. ولابد لك من زيارة هذة المدينة، انها القلب النابض بالحياة في البلاد كلها.
اول ما يلفت نظرك في البلاد، إن كنت قادما من البحرين، هو الجو اللطيف والنسيم العليل. وتبدأ في الحال المقارنة المجحفة بين هذا الجو الرائع وطقس البحرين الحار والرطب. أنت في الاردن لا تتعب، فالجو هناك يساعدك على تجديد نشاطك دوما، ومهما بذلت من مجهود بدني، ومهما مشيت من مسافات طويلة فمن الصعب ان تشعر سريعا بالتعب.
أما الامر الآخر الذين يلفت انتباهك، فهو منظر الجبال. إن المدينة بأكملها بنيت على 19 تلة، بطريقة رائعة وخلابة. فترى البيوت مبنية فوق بعضها بعضا، وتتساءل كيف لا تسقط بساكنيها وهي على حواف الجبال؟ كيف يعيش الناس على هذا القدر من العلو والارتفاع؟ الجواب هو انهم يعيشون بطريقة طبيعية ويمارسون حياتهم بشكل اعتيادي. الفرق الوحيد هو انك قادم من ارض مستوية سهلية، لم تعتد هذه الارتفاعات. واعلى ارتفاع في ارضك هو جبل الدخان الذي لا يزيد ارتفاعه عن 150 مترا.
جاءت تسمية عمّان من اسمها القديم «ربّة عمّون» التي شادها العمونيون القدامى عاصمة لهم.
وهي نفسها المدينة التي ازدهرت في ايام اليونان والرومان، والتي اطلقوا عليها اسم فيلادلفيا «مدينة الحب الأخوي».
مدينة عمّان هي مدينة المفارقات، يلتقي فيها القديم والحديث، يطلق عليها البعض اسم «المدينة البيضاء» لأن اللون الأبيض يغلب على معظم ابنيتها، وتمتلك مجموعة غنية من المعالم الاثرية العظيمة. فعلى جبل القلعة يرتفع هيكل هرقل، إلى جانب متحف الآثار، وفي الجهة المقابلة من الجبل هناك المدرّج الروماني الذي يتسع لخمسة آلاف متفرج. عندما تزور الاردن انصحك بتذوق الطبق الشعبي الاردني الشهير «المنسف»، ستجده ثقيلا اول الامر، إلا انه سيعجبك.
ولا تنس ان تزور الاسواق والمحال التجارية في جبل الحسين ووسط البلد، ستسعد زوجتك كثيرا بالاسعار والمعروضات، وستتمنى ان تكمل معي الرحلة في مدن الاردن الباقية خلال الاسابيع المقبلة
العدد 7 - الخميس 12 سبتمبر 2002م الموافق 05 رجب 1423هـ