ملأ الشيب لحيته ورأسه، وضعف سمعه، إلا أنه مازال محتفظاً بذاكرة قوية، وعشق للكاميرا ممتد لعقود من الزمن، جعلته قادراً على الاحتفاظ بصور قديمة بلونيها الأبيض والأسود، تعود لعائلات في قرية بني جمرة، وثّقها في عدد من مجلدات الصور «ألبومات»، صوراً لآباء وأبناء وأحفاد، وفي مناسبات مختلفة، منها شخصية وأخرى موضوعية.

وعلى رغم عدم قدرته على سماع صوت من يحدثه، إلا إذا كان مرتفعاً، غير أن لديه قدرة على إسماع الآخرين صوته، ويسترسل في توضيح وتبيان تاريخ العائلات التي يحتفظ بصورها، رافضاً بشدة بيعها بأي ثمن، فهي بمثابة كنز لا يعادله ثمن.

ذلك هو الحاج محمد حسين عبدالرسول، أو كما يُعرف في بني جمرة بـ «أبونبيل»، الذي حرص على المشاركة في معرض نسيج الفن الذي يحتضنه نادي بني جمرة الثقافي والرياضي، رغبة منه في إشراك أهالي قريته وزوار المعرض، وإطلاعهم على الصور القديمة والتاريخية التي يمتلكها.

أبونبيل الذي يبلغ من العمر 72 عاماً، كان حريصاً على التواجد في المعرض لساعات طويلة، يجول بين زواياه تارة، وأخرى يقف قرب صوره القديمة، ويعرّف زوار المعرض بأسماء الشخصيات التي لديه صورها.

يتحدث عن حبّه للصور قائلاً: «هوايتي منذ الصغر تجميع الصور، وكنت أمتلك كاميرا فيلمية ومازلت أحتفظ بها، أحملها معي دائماً وألتقط صوراً لأهالي القرية، سواءً في الشارع أو في المأتم أو غيرهما من الأمكنة، وأقوم بتحميض الأفلام في محل بسوق المنامة، اسمه سمير ستوديو، وكانت كلفة تحميض الصورة الواحدة 100 فلس».

وأضاف «مازلت مواصلاً هوايتي في جمع الصور، إضافة إلى ميداليات الفوز في الدوريات الرياضية، ولدي عدد من الألبومات التي أحتفظ بصور قديمة فيها»، وبسؤاله عمّا إذا كان يرغب في بيعها أجاب فوراً «لا... لا أبيعها».

ومن خلال تصفح ألبوم أبونبيل، يظهر ترتيبه وتنسيقه للصور، بحيث يحرص على وضع صور الأب وأبنائه وأحفاده في صفحات واحدة في ألبومه، سواءً أكانت تلك الصور قديمة، أم جديدة، كما إنه يمتلك قدرة على تذكر مناسبة كل صورة.