قالت الأمم المتحدة أمس الخميس (29 سبتمبر/ أيلول 2016) إن أكثر من مليون شخص قد يفرون من مدينة الموصل معقل تنظيم «داعش» في شمال العراق عندما يشن الجيش العراقي هجوماً لاستعادة المدينة محذرة من أنها لا تملك المنشآت الكافية لإيواء نحو 400 ألف منهم.
وقال مدير مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين في العراق، برونو جدو إن مخيمات الطوارئ ستضم 18 ألف خيمة في أماكن مفتوحة موضحاً أن من لا يحصلون على إحداها سيحصلون على واحد من 50 ألف صندوق من مستلزمات الإيواء.
وأضاف جدو في مؤتمر صحافي في جنيف أن «صندوق مستلزمات الإيواء في الطوارئ هو عبارة عن كيس يحتوي على مطرقة وحبل وسلك ومسامير وقطعة من البلاستيك وعارضة خشبية. كل واحد منها يمكن أن يستخدم لإقامة مأوى مؤقت».
كما ستوفر الأمم المتحدة لنحو 30 ألف شخص آخرين صناديق معدات للطوارئ مع لوح من الخشب الذي قد يستخدم لتوفير بعض الخصوصية في مراكز الإيواء الجماعية.
وستقدم الأمم المتحدة أيضاً 100 ألف صندوق معدات إغاثة أساسية تضم بطانيات ودلاء وأدوات مطبخ.
وقال جدو إن معركة استعادة الموصل التي احتلها «داعش» قد تبدأ خلال أكتوبر/ تشرين الأول على أن تنتهي بنهاية 2016.
وأضاف «هناك احتمال أن تتحول الموصل لإحدى أسوأ الكوارث البشرية لسنوات طويلة جداً... أكثر من مليون شخص قد ينزحون نتيجة الهجوم المتوقع».
وتتوقع الأمم المتحدة أن تجد نفسها في حاجة لمساعدة نحو 700 ألف شخص على الأقل بتوفير المسكن والطعام والماء. وتعتزم المفوضية السامية لشئون اللاجئين إنشاء 11 مخيماً وتزويدها بالإضاءة والمياه فضلاً عن 20 ألف مسكن عائلي وهي أماكن لخيم تتسع لستة أشخاص.
وتنوي الحكومة العراقية إقامة مخيمات تتسع لنحو 150 ألف شخص إضافي لكن هذا الأمر يترك نقصاً في إيواء نحو 400 ألف شخص بينما تستعد الأمم المتحدة «بشكل محموم» لإقامة مخيمات طوارئ على مقربة من مكان المعركة وهي تفتقر للوقت والمساحة الكافيين.
وقالت الأمم المتحدة إنها تحتاج 248 مليون دولار للتحضير للمعركة وما يقارب 1.8 مليار دولار للتعامل مع عواقبها.
وحصلت المفوضية السامية لشئون اللاجئين على 33 في المئة فقط من قيمة التمويل الذي تحتاجه حتى الآن.
وقال جدو «سيكون قد فات الأوان إذا حصلت على التمويل عندما تهيمن الأزمة على شاشات التلفزيون. كل سكن عائلي في مخيم للأمم المتحدة يكلف حوالى ألفي دولار وينقصنا 6200 مسكن عائلي تحتاج 15 مليون دولار. هذا ليس مبلغاً قليلاً».
وأشار إلى أن الأمور قد تتفاقم إذا قرر مقاتلو تنظيم «داعش» المواجهة «حتى الرمق الأخير» وإلحاق دمار هائل بالمدينة أو استخدام المدنيين دروعاً بشرية كما فعلوا في معركة الفلوجة في يونيو/ حزيران.
وأوضح جدو أنه ليس من اختصاصه الاهتمام بشئون الأسرى من مقاتلي «داعش» لكنه أشار إلى أن الأمم المتحدة تلقت ضمانات بمعاملتهم كأسرى حرب.
من جانب آخر، صرح حيدر العبادي أمس بأن قوات البيشمركة الكردية جزء من القوات الأمنية العراقية، مؤكدا أن عملية تحرير الموصل تسير وفق الجدول المحدد لها.
وقال العبادي، في مؤتمر صحافي مع رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني عقب انتهاء اجتماعهما، «نطمح من خلال هذه اللقاءات لتذليل العقبات».
وأضاف أن «النفط والغاز ملك لجميع العراقيين ونسعى لحل الخلافات بشأنهما عبر الحوار».
وقال: «العراق يواجه تحديات كبيرة وعلينا تذليل العقبات ونؤيد الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في كردستان»، مضيفاً أن «قضية تحرير الموصل وصلت إلى مراحلها النهائية».
العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ