أعلنت روسيا، أمس الخميس (29 سبتمبر/ أيلول 2016)، أنْ لا نية لديها لتعليق غاراتها الجوية الداعمة للجيش السوري، في حين أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السوري.
وأشارت الأمم المتحدة إلى الوضع القاتم في الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، ثاني أكبر المدن السورية، مشيرة إلى ضرورة إجلاء المئات من الأشخاص لأسباب طبية، وأن المساعدات الغذائية لا تكفي سوى ربع السكان هناك.
من جانب آخر، دعا معارضون سوريون مصر إلى القيام بدور دبلوماسي في النزاع السوري، في وقت وصلت المفاوضات بين القوتين العظميين الداعمتين لأطراف مختلفة في سورية، واشنطن وموسكو، إلى طريق مسدود.
موسكو - أ ف ب
أعلنت روسيا أمس الخميس (29 سبتمبر/ أيلول 2016) أن لا نية لديها لتعليق غاراتها الجوية الداعمة لقوات النظام في سورية، في حين أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن تسوية النزاع السوري.
وأشارت الأمم المتحدة إلى الوضع القاتم في الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، ثاني أكبر المدن السورية، مشيرة إلى ضرورة إجلاء «المئات» من الأشخاص لأسباب طبية، وأن المساعدات الغذائية لا تكفي سوى ربع السكان هناك.
وفي موقف جديد يدل على تدهور العلاقات الأميركية الروسية بشأن الملف السوري قال كيري رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن، «نحن على وشك تعليق المحادثات لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية».
وتابع كيري مهاجماً روسيا المتحالفة مع النظام السوري من دون أن يسميها بالاسم «مع كل ما يحصل حالياً، لا توجد أي إشارة إلى مسعى جدي».
وأضاف كيري «وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب علينا في إطارها أن نبحث (...) عن بدائل، ما لم يعلن أطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة أكثر فعالية».
ولم يوضح كيري ما يمكن أن تكون عليه هذه «البدائل».
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أقر الخميس أنه «من الصعب استئناف المفاوضات في حين تتساقط القذائف في كل مكان» في سورية.
وعودة إلى موسكو، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا ستواصل «عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية»، معتبراً أن تصريحات المسئولين الأميركيين عشية مرور عام على بدء التدخل العسكري الروسي في سورية «غير بناءة».
وتأتي هذه التصريحات بعدما هدد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري موسكو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بتعليق التعاون حول سورية في حال عدم التوقف عن قصف مدينة حلب التي تتعرض لضربات جوية كثيفة من الطيرانين الروسي والسوري منذ انهيار الهدنة التي تفاوض عليها الروس والأميركيون.
ودعا كيري موسكو إلى اتخاذ «تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب وإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية».
وتتعرض حلب، المنقسمة بين أحياء تسيطر عليها فصائل مقاتلة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة، إلى غارات مكثفة من الطيران الروسي والسوري منذ انهيار الهدنة التي توصل إليها الروس والأميركيون في التاسع من سبتمبر.
وقد أشارت عواصم غربية إلى أن قصف النظام السوري وحليفته روسيا قد يرقى إلى «جرائم حرب».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الخميس أن بلاده قدمت مشروع قرار في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في حلب.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر اتصال هاتفي بينهما، أن لدى روسيا «مسئولية خاصة» لخفض مستوى العنف في سورية.
ولم تثن تلك الانتقادات والدعوات الكرملين عن إعلان استعداده لاستئناف التعاون مع واشنطن «من أجل تطبيق اتفاقات واردة» في اتفاق وقف إطلاق النار، ومن أجل «زيادة فاعلية الحملة ضد الإرهاب في سورية».
إلا أن بيسكوف أشار إلى أن «موسكو تأمل أيضاً في احترام الالتزامات التي وافقت عليها واشنطن. وحتى الآن لم يتم احترامها».
وتطالب روسيا بأن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على فصائل المعارضة السورية لكي تنأى بنفسها عن الجماعات الإرهابية مثل «جبهة فتح الشام (النصرة) سابقاً» قبل فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة».
وفي سياق آخر، اعتبر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبريان الخميس أن الوضع في حلب هو «أخطر كارثة انسانية تشهدها سورية حتى الآن».
وقال أمام مجلس الأمن إن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة «على وشك الانهيار بشكل كامل» وأن الأطفال «هم الأكثر تأثراً» بهذه الأزمة.
وقبله، قال نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، رمزي عز الدين رمزي للصحافيين في جنيف الخميس إن «كل تفكيرنا يتركز على الحاجة إلى معالجة الوضع الطبي المقلق جداً» في شرق حلب.
وأضاف «هناك حاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي. ربما مئات» من الناس بحاجة إلى إجلاء عاجل من المدينة التي مزقتها الحرب.
وحذر رمزي من أن الإمدادات الطبية تنفد بشكل متسارع وبقي فقط 35 طبيباً في شرق حلب، حيث يعيش 250 ألف نسمة. وقال «هناك ما يصل الى 600 جريح لا يمكن توفير العلاج المناسب لهم».
وحذر من أن «مخزون المواد الغذائية شارف على النفاد»، مع العديد من المخابز مغلقة و14 ألف حصة من المساعدات الغذائية متبقية فقط.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 مدنياً على الأقل قتلوا الخميس في قصف جوي استهدف محافظة إدلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها «جيش الفتح» منذ العام 2015.
وأوضح المرصد أن ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال قتلوا في مدينة إدلب في حين قتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في مدينة جرجناز في المحافظة نفسها.
ولم يكن المرصد قادراً على تحديد ما إذا كانت طائرات روسية أو سورية هي التي قامت بالقصف.
العدد 5137 - الخميس 29 سبتمبر 2016م الموافق 27 ذي الحجة 1437هـ
نتقدم نحن الجالية السورية في البحرين بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس الروسي بوتين لدعمه اللامحدود للشرعية السورية، و نطالبه باستخدام أقصى قوة ممكنة لسحق شراذم التكفيريين والارهابيين
...
روسيا غيرت كل شيء في سوريا وأصبحت خيارات واشنطن محدودة
في الحقيقة: أن معركة حلب التي تجري هذه الأيام ستكون حاسمة ونقطة التحول في هذا الصراع المستمر منذ ٥ سنوات ونصف