أوضحت رئيسة جمعية فتاة الريف حياة الموسوي بأنه لايمكن للمواطن أن يعزز مبدأ الديمقراطية إلا بممارستها في قنواتها المختلفة، والتي من أهمها البرلمان الذي يشكل قناة مهمة للتواصل بين القيادة والشعب، مؤيدة بذلك المشاركة في الحياة النيابية، في الوقت الذي أكدت فيه المحامية شهزلان خميس أن قرار المقاطعة هو «خطأ شنيع» وأن على الفاعلين في الساحة وضع أفكارهم على المحك العملي تحت قبة البرلمان.
وذكرت الموسوي في لقاء مع «الوسط» عقب الندوة التي أقامتها الجمعية مساء أمس الاول بعنوان «نظام المجلسين في ضوء التطورات الدستورية الأخيرة في المملكة» بأن المشاركة الشعبية في مختلف النواحي السياسية تساهم في خلق أجواء من الشفافية والحرية تؤدي إلى فتح قنوات للنقد والمناقشة في الكثير من الأمور المهمة كالبطالة والفساد الإداري والرقابة المالية.
وبالنسبة لمشاركة المرأة السياسية أشارت إلى أهمية مشاركتها في البرلمان وذلك لأن وجودها ضروري جدا، خصوصا وأنها تمثل عنصرا إيجابيا وفعالا في المجتمع يسهم بشكل رئيسي في تربية وتنشئة الأجيال القادمة.
وتضيف بأنه عن طريق البرلمان «ستبدأ المرأة تتحسس مشكلاتها وقضاياها في بيتها وأسرتها ومجتمعها ككل» وضربت أمثلة على ذلك كمشكلتي الطلاق والأمية وغيرهما، مشيرة إلى أن المرأة من خلال وعيها العام ستتفاعل معها أكثر. وذلك لأنه «لا أحد يفهم المرأة أكثر من المرأة نفسها». وستتمكن المرأة أيضا من رفع مطالبها الأساسية، ومن بينها إصدار قانون للأحوال الشخصية وهو مطلب مهم لكل امرأة.
ونصحت الموسوي المرأة البحرينية بضرورة رفع وعيها السياسي، حيث ذكرت أن هناك الكثير من النساء في البحرين يعانين من الأمية الثقافية والسياسية، ويتأتى ذلك - في رأيها - بعدة طرق، منها المشاركة في الندوات والمحاضرات التثقيفية. وذلك كي تستطيع في النهاية أن تتخذ القرار المناسب الذي يخدم مصالحها ويعالج قضاياها.
وقد شاركتها الرأي المحامية شهزلان خميس، المتقدمة للترشح في الانتخابات البرلمانية، وكانت قد خاضت من ذي قبل الانتخابات البلدية الماضية، إذ قالت معلقة على الندوة أنها «قد ساهمت بشكل جيد في تعريف الناس بنظام المجلسين من الناحية الأكاديمية. وذلك لأنه من المهم أن يتحدث الناس عن هذا الموضوع بدرجة من الخلفية الثقافية والمعلوماتية بدلا من الاعتماد على العموميات في المناقشة والحديث».
أما عن مشاركة المرأة فذكرت بأنها مهمة للغاية إذ أنها تشكل الآن أكثر من نصف المجتمع «فهي الأم والأخت والزوجة، وتعاني الكثير من المشكلات والمخاوف التي يجب أن تسعى إلى حلها والتخلص منها وذلك قد يتحقق لها بالمشاركة في مواقع اتخاذ القرار».
وأضافت قائلة: «إن المرأة البحرينية اليوم قد أثبتت نفسها في الكثير من المهن ومواقع العمل المختلفة متحملة في ذلك أعباء ومسئوليات كثيرة إلى جانب أسرتها وأبنائها». كما قالت إنه من «الخطأ الشنيع ألا تكون المرأة موجودة مع الرجل أينما كان فهي في النهاية أدرى بهمومها ومشاكلها منه».
وبالنسبة لقرار المشاركة من عدمها أشارت شهزلان إلى الأهمية الكبيرة للمشاركة من أجل نقل هموم الشارع إلى البرلمان خصوصا إذا وصل إليه مواطنون أمناء ويتمتعون بالجرأة ويهتمون بالمصلحة العامة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والبيئية وغيرها.
أما عن المقاطعة فتراها «خطيرة جدا»، مؤكدة على أنه يجب على أصحاب هذا القرار «أن يمتحنوا مخاوفهم تلك داخل الساحة الحقيقية للقرار وهي البرلمان». ورغم ذلك ذكرت أنه «من الصحي جدا أن نختلف، حيث أنه لن يكون المجتمع صحيا إلا باختلاف الآراء ووجهات النظر»
العدد 7 - الخميس 12 سبتمبر 2002م الموافق 05 رجب 1423هـ