أعلن مركز الأميرة الجوهرة الابراهيم لعلوم المورثات بجامعة الخليج العربي توفير خدمة جديدة لفحص الأجنة بواسطة سحب عينة دم صغيرة من النساء الحوامل، يمكن من خلالها التوصل إلى نتائج دقيقة حول الوضع الصحي للجنين، وتشخيص ما إذا كان مصاباً ببعض الأمراض الوراثية أم لا.
ويوفر مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم هذا الفحص المعروف بـ(NIFTY) بالتعاون مع شركة بي جي آي (BGI) الصينية التي تعد إحدى الشركات العالمية الرائدة في فحص الجينوم البشري والتسلسل الوراثي.
وقال المدير العام لمركز الأميرة الجوهرة معز عمر بخيت إن هذا الفحص يأتي في سياق الاكتشافات المتطورة في مجال العلوم الجينية، إذ من المعلوم طبيّاً عند حدوث الحمل أن تتسرب كمية ضئيلة للغاية من دم الجنين والذي يحتوي على الحمض النووي (DNA) إلى الدورة الدموية للأم عن طريق الحبل السري والمشيمة في الأسابيع الأولى من الحمل ومعها الشيفرات والمعلومات الوراثية الخاصة بالجنين ( Cell FREE DNA) وقد تمكن الأطباء حديثاً من فصل هذه المواد الجينية بدءاً من الأسبوع التاسع للحمل، ومن ثم فحصها لمعرفة معلومات خاصة بالجنين، وإذا ما كان مصاباً ببعض الأمراض الوراثية الشائعة أم لا.
وأضاف أن هذا الفحص يتميز، مقارنة بالطرق الأخرى السابقة، بأنه يجرى في مرحلة مبكرة للغاية من الحمل، ما يعطي فرصة أفضل للأبوين لاتخاذ القرارات المهمة اللازمة لحالتهما إذا لزم الأمر. كما يعتبر من الفحوص الآمنة والتي لا تحتوي على عوارض جانبية محتملة كفحص السائل الامنيوسي ( المحاط بالجنين)، وخزعة المشيمة.
من جانبه، أكد مدير الأعمال في مركز الأميرة الجوهرة هيثم الحجار سعي المركز إلى تعزيز مكانته كمركز إقليمي لعلم الوراثة يشمل بخدماته المتطورة كافة مجتمع الخليج العربي عبر توفير أحدث التقنيات، لذلك يقوم المركز بتوفير هذا الفحص المتطور عن طريق سحب عينة من دم الأم يتم أرسالها إلى شركة (BGI) لإجراء الفحوصات ومن ثم إرسال النتائج إلى مركز الاميرة الجوهرة، على أن يصار مستقبلاً لتوقيع اتفاقية تعاون يتم من خلالها اعتماد مركز الاميرة الجوهرة مركزاً طبيّاً لتوفير فحص الأجنة قبل الولادة محليّاً عن طريق تقنية (NIFTY) بالتعاون مع شركة (BGI) .
وفي جانب متصل، عقد في مركز الأميرة الجوهرة منتدى علمي نظم بالتعاون مع قسم الأمراض الوراثية في وزارة الصحة في مملكة البحرين، لمناقشة أحدث التقنيات العلمية في مجال فحص الأجنة والتحديات التي تواجه الفحص المبكر للأجنة لدى النساء الحوامل.
تضمن المنتدى مجموعة من المحاضرات العلمية التي تناولت الجوانب المختلفة لفحص الأجنة، حيث تناولت رئيسة قسم الامراض الوراثية في مجمع السلمانية الطبي، والأستاذ المساعد في علم الوراثة بمركز الأميرة الجوهرة، أماني علي الهاجري في مناقشتها سبل الكشف المبكر عن الامراض الوراثية الشائعة والمتعلقة بالنقص أو الزيادة في عدد (الصبغيات) (Chromosomes) كمتلازمة دوان، ومتلازمة تيرنر، ومتلازمة ادوارد، ومتلازمة باتاو، ومتلازمة كلاينتفلتر، ومتلازمة الرجل الخارق، وغيرها من المتلازمات الأقل شيوعاً وكيفية الكشف عنها وتشخيصها.
فيما قدمت الأستاذ المساعد في علم الوراثة بمركز الأميرة الجوهرة الدكتورة كرستينا سكريبنيك في محاضرتها، شرحاً مفصلاً حول طرق تقديم الاستشارة الوراثية للنساء الحوامل الراغبات في إجراء الفحوصات؛ مركزة على الاهتمام بالتهيئة النفسية للوالدين وإعداد خطة واضحة تتناول الإجراءات المعتمدة قبل وأثناء وبعد عملية الفحص وتبيّن النتائج، وما يترتب على ذلك من خيارات طبية متاحة.
وطرح اموس اكسونج المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في شركة بي جي آي (BGI) وهي شركة صينية عالمية تعد من أوائل الشركات في العالم التي تقدم تقنية ( NITFY ) وهي تقنية عالمية حديثة لفحص الأجنة عن طريق سحب الدم من الأم من الأسبوع التاسع للحمل (الشهر الثالث)؛ حيث قال اكسونج إن هذه التقنية تجنب الأم والجنين المخاطر الصحية المحتملة من استخدام التقنيات التقليدية والتي قد تصل إلى الإجهاض، والتي تتم عن طريق أخذ خزعة من مشيمة الأم أو من السائل الامنيوسي (المحيط بالجنين)، كما أن هذه التقنية تعطي في المقابل دقة عالية في تشخيص الجنين وراثياً قد تصل إلى نسبة 100في المئة فيما يخص الامراض الوراثية المتعلقة بعدد الكروموزومات، وبنسبة أقل عن الأمراض الوراثية المتعلقة بوجود نقص طفيف في مادة الكروموزومات (Microdeletions).