الصدفة وحدها قادتني وطفليّ لدخول فيلم بلال الذي يعرض في صالات السينما في البحرين، والممنوع في دول أخرى لأسباب رقابية ودينية، وكم أنا ممتنة لهذه الصدفة.
لن أدخل في موضوع الحلال والحرام، ولا في ما إذا كانت القصة المذكورة محرفة وفيها كثير من التهويل والتغيير أم لا. ولن أدخل في بعض الجزئيات الأخرى التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي، كتمثيل الصحابة رضي الله عنهم، أو عدم ذكر كلمة مسجد في الفيلم حين تم بناء مسجد قباء أو عدم ذكر «أحد أحد» في معناها الذي تعلمناه منذ الطفولة. لكنني سأتناول الفيلم باعتباره فيلما ملهما للأطفال والمراهقين والشباب، بل وربما لأي شخص يشاهد الفيلم متجرداً من خلفيته الدينية، متحسساً إنسانيته.
فيلم الكرتون «بلال» يروي قصة الصحابي بلال بن رباح، وتم انتاجه خلال 3 سنوات، فيما استغرق الكاتب والمخرج أيمن جمال نحو 8 سنوات لكتابة السيناريو بالتعاون مع الممثل الأميركي ويل سميث، وأنتجته شركة «باراجون إنترتينمنت»، وقد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لاحتوائه أطول مقطع كرتون مدته 11 دقيقة ونصفا في مشهد لإحدى المعارك التي ظهرت في الفيلم.
لا عجب أن يحوز الفيلم على جائزة أفضل قصة ملهمة في مهرجان كان السينمائي. فهو يروي حكاية بلال بن رباح منذ طفولته، وكيف أنه كان يحلم أن يكون فارساً شجاعاً، وكانت والدته تعلمه أن الفروسية ليست من تصنع الرجال، بل التحرر من الأغلال الداخلية المتمثلة في الحسد والخوف والحقد وغيرها من المشاعر السلبية، لولا أنه اختطف مع أخته وسيق إلى مكة عبداً امتلكه أمية.
في الفيلم الكثير من الأحداث التي كانت تؤكد على أهمية الشجاعة وأهمية الإيمان بالنفس والثقة بها، وأن الإنسان ملك ذاته طالما لم يكن ملك شهواته ورغباته ومخاوفه. إذ يوضح كيف كان بلال غير مهتم بتقديم القرابين للآلهة حين يطلب منه ذلك؛ لأنه غير مقتنع بجدواها، وكيف يساعد طفلاً جائعاً على الحصول على طعامه في أحد المشاهد من غير أن يسرق المال الذي كان يقدم للآلهة فيقيه التعرض للتوبيخ. وفيه الكثير من العبارات التي من الممكن أن تقتبس وتكون دليلاً لمن يرغب في تغيير نفسه والاهتمام بتطويرها وتحريرها، وبالتالي انطلاقها نحو النجاح والتميز، من خلال الحوار بين بلال ووالدته وبين بلال وأبي بكر الصديق وبين بلال والحمزة الذي كان يدربه على حمل السلاح من غير سيف؛ خشية أن يستخدمه في الانتقام من أمية وابنه اللذين استعبدا أخته.
لم يركز الفيلم على السيرة النبوية ولم يظهر الرسول أبداً في مشاهده، لكنه اهتم بالجانب الإنساني الذي جاءت به الرسالة النبوية. اهتم بإظهار سماحة الإسلام، ونبذه الحقد والرغبة في الانتقام، والقتال إلا اضطراراً. اهتم الفيلم بإيصال دعوة الإسلام للعدالة والمساواة بين كافة الخلق بغض النظر عن العرق أو الاسم أو القبيلة. وهو ما نحتاج إليه اليوم حين نخاطب الآخر في الدول الأخرى ولهذا ترجم الفيلم إلى 4 لغات.
في الفيلم الكثير من العبر والكثير من الأحداث التي تجعل أي مشاهد يمتلئ بالرغبة في التغيير نحو الأفضل والتحرر من كل قيد داخلي غير مرئي، حين يعتبر فيلما مقتبساً عن قصة حقيقية لبطل تحرر من عبوديته بقوة إصراره وإيمانه.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5136 - الأربعاء 28 سبتمبر 2016م الموافق 26 ذي الحجة 1437هـ
الفلم بعيد واجد عن الحقيقة
شكرا لك
هذا يعطينا دليل ان الأسلام نادا بألغاء العبودية بقيادة بلال قبل ابراهيم لنكن
صباح الخير
شكرآ للمقال الرائع هادا نحن 'ابتلانا الله أئمة الظلال والتظليل والانحراف والقبلية والعصبيه' الطائفيه والتكفيريه والعصور الحجريه الرجعية والارهابيه كلشي حرام ويمس ذات الاهيه
مقال جميل شوقنا نشوف الفيلم