التقى مسئولون وقادة أعمال من مملكة البحرين والمملكة المتحدة على مدى اليومين الماضيين في العاصمة البريطانية (لندن) لبحث عدة مواضيع مشتركة ضمن أعمال المنتدى البحريني البريطاني 2016 بعنوان "الجيو - اقتصاديات المتغيرة لمجلس التعاون والمملكة المتحدة".
وتناول المنتدى الذي أقيم برعاية مجلس التنمية الاقتصادية في مملكة البحرين، واستضافه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، تقييم المتغيرات في الروابط الاقتصادية بين الخليج والمملكة المتحدة، والاتجاهات الديموغرافية في سوق العمل على المستوى الإقليمي، إلى جانب الفرص المتاحة أمام الشركات البريطانية للاستفادة من النمو السريع في منطقة الخليج، مستخدمة النموذج البحريني الناجح في التنوع الاقتصادي. تزامن المنتدى مع الاحتفالات بذكرى مرور مئتي عام على علاقات الصداقة البحرينية البريطانية.
وشهدت الجلسة الأولى التي ترأسها المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان، عرضين قدمهما كلٌ من وزير الصناعة والتجارة والسياحة في مملكة البحرين زايد الزياني، ووزير الدولة للتجارة الدولية في المملكة المتحدة ليام فوكس، بشأن ما يعنيه الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للخليج.
كما ترأس المدير التنفيذي للمعهد في الشرق الأوسط جون جينكنز، جلسة ركزت على التطورات في أسواق الطاقة، وصعود الصين، والإصلاح الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، وغيرها من المتغيرات الإقليمية.
وقدمت كل من مديرة الأبحاث في مصرف باركليز في الشرق الأوسط علياء مبيّض، والمؤسس والرئيس التنفيذي في آريبيا مونيتور فلورنس عيد، رؤاهما حول مواضيع الجلسة.
بدوره، ترأس كبير الاقتصاديين في مجلس التنمية الاقتصادية يارمو كوتيلاين، الجلسة الأخيرة التي ركزت على الفرص الجديدة للشراكة البحرينية البريطانية في خضم التحولات الاقتصادية الإقليمية. تضمنت الجلسة عرضين قدمهما الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد عمرو الرميحي، وسفير صاحبة الجلالة لدى مملكة البحرين سايمون مارتن.
وبشأن أعمال المنتدى، أشاد الوزير زايد الزياني بما أتاحه من فرص لتبادل وجهات النظر في ظل المستجدات الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، والوقوف على الفرص الاستثمارية الجديدة المتبادلة والمتاحة أمام الطرفين البحريني والبريطاني، معرباً عن تطلعه إلى الخروج بحصيلة واعدة من أوجه التفاهم القابلة للتطبيق كمشاريع في مجالات كثيرة.
من جانبه، قال المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان: "يمر الخليج بتحول كبير، يتضمن سعي الاقتصاديات الست لدول مجلس التعاون إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط والغاز، مع ما لديها من أعداد سكانية متنامية وثرية، وهي عوامل تمثل فرصاً معتبرة لدى المستثمرين الدوليين، وخصوصاً في المملكة المتحدة، نظراً للروابط التاريخية الحميمة".
وأضاف المدير التنفيذي للمعهد في الشرق الأوسط جون جينكنز، "على رغم ما بين البلدين من شراكة بعيدة المدى، تحتّم المنافسة المتزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي والتغيرات السياسية قدراً أكبر من التعاون للمضي قدماً في تنفيذ التدابير التي من شأنها تحقيق الأهداف التنموية التي تراعي المصالح المشتركة".
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي: "إن العلاقة بين البحرين وبريطانيا طويلة ومزدهرة، مع كون العام الحالي ذات أهمية خاصة لما يشكله من علامة فارقة تمثلت في احتفالنا بالذكرى المئتين للعلاقات بين البلدين. نتطلع للأمام فنرى فرصاً كبيرة للشركات البريطانية في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، ومع كون التبادل التجاري ذات مسارٍ إيجابي، إلا أنه من الممكن تحقيق المزيد".
وفقاً لمؤشر الحرية الاقتصادية للعام 2015، الصادر عن مؤسسة هريتج وصحيفة "وول ستريت جورنال"، يعد اقتصاد مملكة البحرين الأكثر حرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويحتل المرتبة الثامنة عشرة بين اقتصاديات 178 دولة حول العالم.
وأنشأت عدة شركات بريطانية مكاتب ومرافق لها في مملكة البحرين، للنفاذ إلى أسواق مجلس التعاون ذات النمو المتسارع، وتشمل هذه الأسماء مصرف إتش إس بي سي ورولز رويس وبلو واتر بايو وستاندرد تشارترد وبي آيه إي سيستمز وناشونال إكسبرس وكلاتونز وأوردنانس سورفاي إنترناشونال وآتكنز وتشارلز راسل سبيتشلس.