تكريماً لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قامت الكنيسة الإصلاحية في الولايات المتحدة الأميركية بمنح جائزة "صموئيل زويمر" لجلالته، تقديراً لدعمه البارز لمستشفى الإرسالية الأميركية والخدمات الصحية بشكل عام في البحرين، إضافةً إلى حرصه الدائم على تعزيز حرية الأديان.
وتسلّم وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الجائزة نيابةً عن عاهل البلاد في احتفال أقيم مساء أمس الثلثاء (سبتمبر/ أيلول 2016) بمدينة نيويورك، حيث ألقى معالي وزير الخارجية كلمة أعرب فيها عن اعتزاز عاهل البلاد بهذه الجائزة النبيلة والتي ترمي إلى نشر قيم التسامح والتعايش بين جميع دول العالم وشعوبها، وإلى الاهتمام ببناء الإنسان، وتمنيات جلالته للقائمين على الجائزة بدوام التوفيق، مؤكداً تقدير جلالته لجهود الكنيسة الإصلاحية في تقوية العلاقات التاريخية الوثيقة بين البحرين والولايات المتحدة، وللخدمات التي تقدمها مستشفى الإرسالية الأميركية، وحرصه على توفير مختلف سبل الرعاية الصحية المتطورة لجميع المواطنين والمقيمين في البحرين التي ستظل بيتاً جامعاً لجميع الأديان، بما يثري المجتمع البحريني ويسهم في تقدمه وازدهاره.
وأشار وزير الخارجية إلى أن جلالة الملك يحرص على تعزيز المكانة المتقدمة التي حققتها البحرين في مجال التنمية البشرية والتي ترصدها التقارير الدولية، كما يسعى جلالته دائماً لتجسيد روح التسامح وحرية الأديان السائدة في البلاد، فيعقد لقاءات دورية مع أبناء كافة الطوائف تؤكد قناعة وإيمان جلالته بضرورة الحفاظ على هذا التسامح باعتباره عنصر قوة داخل المجتمع. وشدد على أن الجميع في البحرين يمارسون شعائرهم الدينية بكل أريحية وحرية، فالتعددية والتعايش السلمي ليس وليد اليوم وإنما يمتد لقرون طويلة، وهو ما جعلها دائماً مجتمعاً تعددياً تسوده الحرية والتسامح الديني، حيث توجد في البحرين مجموعة كبيرة من الطوائف، ولكل منها كامل الحرية في الدين والمعتقد، وأن البحرين ستظل حاضنة وبيتاً يرحب بجميع الناس ومن مختلف الأديان والثقافات.
ونوه الوزير بالجهود الدؤوبة لـ"صموئيل زويمر" لكي ينجز هذه المؤسسة الصحية المتطورة وما تحمله من عناء السفر ومشقته وما اتسم به من صبر في زمن كان فيه السفر مليئاً بالصعاب والمخاطر، لكي يخدم الناس في المنطقة من دون مقابل، حيث كان لا يسعى إلا لإسعاد الناس والإسهام في تحسين حياتهم عبر الصحة والتعليم باعتبارهما ركيزتين لبناء الإنسان. وأشاد الوزير بالخدمات التي تقدمها مستشفى الإرسالية الأميركية ومدرسة الرجاء وبالتطور الكبير والدائم فيما يقدمانه من خدمات صحية وتعليمية في البحرين بكل إخلاص وكفاءة وكان لهما دور ملموس في التنمية بالبحرين.
من جانبه، قدم أمين عام الكنيسة الإصلاحية الأميركية، توم دي فريز ميدالية تذكارية لجلالة الملك، تقديراً لما يوفره جلالته من دعم ملموس كان له بالغ الأثر فيما وصلت إليه مستشفى الإرسالية الأميركية من تقدم كبير في مستوى خدماتها الصحية، مؤكداً على العلاقة الوثيقة القائمة بين المستشفى والبحرين، مؤكداً ثقته في أن هذه العلاقة ستشهد المزيد من التطور بفضل رعاية وعناية عاهل البلاد.
من ناحيته، أكد رئيس مجلس إدارة مستشفى الإرسالية الأميركية الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، على دعم جلالة الملك المفدى للمستشفى، مستعرضاً تاريخ المستشفى منذ بداية إنشائها وما قدمته من خدمات صحية لأبنائها. بينما استعرض القس جيمز نيفل جانباً من حياة "صموئيل زويمر" وجهوده في تقديم الخدمات الصحية في البحرين والمنطقة من خلال مستشفى الإرسالية الأميركية
ثم تحدث عضو مجلس إدارة مستشفى الإرسالية الأميركية، هال ديلانو روزفيلت عن أداء المستشفى ودورها، وعن الخطط المستقبلية لها والرؤى والأفكار التي ستنفذها خلال الفترة المقبلة في إطار جهودها الدائمة لتطوير الأداء وتحسين الخدمات.
بعد ذلك، أثنى سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى البحرين، وليام رويباك على حرص ورعاية جلالة الملك للمستشفى وعناية جلالته بها ولكل القائمين عليها، مؤكداً أن العلاقة بين البلدين تتميز بأنها بدأت من خلال التواصل بين الشعبين والذي أصبح ركيزة لهذه العلاقات ودافعاً لتطورها باستمرار، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية تمتد لمختلف جوانب التعاون في المجالات ولاسيما العسكرية والسياسية.
ثم تحدث الرئيس الطبي التنفيذي عن تاريخ المستشفى في البحرين، جيورج شريان منوهاً بما يتسم به المجتمع البحريني من تنوع ديني، مشيراً إلى أن مستشفى الإرسالية الأميركية يقدم الخدمات الصحية لكل أفراد المجتمع، وأنه يعد المستشفى الوحيد من بين المستشفيات الأميركية التي أسست في الخليج والتي لا تزال مستمرة في تقديم الخدمات الصحية، مشيداً بالمستوى المتميز للخدمات الصحية في البحرين وحرص الحكومة على تقديم هذه الخدمات من دون مقابل. وتابع الحضور في الحفل فيلماً وثائقياً من إعداد الكنيسة الإصلاحية الأميركية بشأن تاريخ المستشفى في البحرين وتطورها وخدماتها.