لا أعتقد بأنّ دونالد ترامب أخرق، ولا يمكن أن تكون ثرثرته في أوّل مناظرة مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بهذه القوّة، فما ثرثر به ترامب كان أقرب إلى المصارحة الحقيقية، فهو وإن كنّا لا نريده يقول الحقيقة ولا يخشى شيئاً، ومواقفه واضحة وليست كالحرباء.
تحدّث ترامب في مواضيع كثيرة، وناقض تصريحاته السابقة في أمور كثيرة، ولا يخفى على أحد حدّته وشراسته، خاصة عندما يتطرّق إلى المكسيك وإلى الشرق الأوسط، فحديثه عن المكسيك جعلنا نظن بأنّهم غزاة للولايات المتحدة الأميركية، ويشكّلون خطراً عليها، أمّا الشرق الأوسط وكلامه حولنا، فهو جعلنا نتأكّد أننا منبوذون، وأنه لولا النفط لما فكّر بالحديث عنّا أصلاً!
والعجيب بأنّ لترامب الكثير من المعجبين، ونحن لا نلومهم، فعادة السياسي يكون محنَّكاً وحذقاً ويفكّر كثيراً في كلامه قبل أن يتفوّه بكلمة، وهيلاري كانت أكبر مثال على ذلك، ففي المناظرة بينهما لم تقم بإزعاجه أو قطع كلامه ولكنّه كان على العكس تماماً، يوقفها عن الكلام ومداخلاته لا تتوقّف، وعلى سجيّته فيما يريد قوله، بصريح العبارة هو رجل صاحب «أكشن»!
ولذلك نجد بأنّه في أوّل مناظرة وعلى رغم أخطائه الكبيرة، إلَّا أن هناك جمهوراً يتابعه ويؤّيده، وبعض القنوات بثّت مدى مستوى التأييد من قبل النّاس، وكذلك بعض مراكز قياس الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية.
هل تعتقدون بأنّ ترامب سيفوز برئاسة الولايات المتحدة الأميركية؟! هل الثرثار التلقائي في تصريحاته الخطيرة العنصرية سيفوز في هذه الانتخابات؟! ما الفرق بين ترامب وبين هيلاري؟! وهل كما قال سيترك الشرق الأوسط في حاله إذا فاز؟! لا نعتقد بأنّ الكلام غير الموزون هو طريق للنجاح، وصدق من قال عدو عالم خير ألف مرّة من صديق جاهل.
حلف الناتو- المكسيك- العرب- الشرق الأوسط- «تنظيم القاعدة»- «داعش»- أصل أوباما- الرسائل الإلكترونية الخاصة بهيلاري كلينتون- دفع الضرائب- شرطي العالم- قلق إسرائيل- قصف إيران وكوريا الشمالية، جميعها ملفّات فتحها دونالد ترامب، ولا ندري إن فاز أم لا، ولكن نعلم بأنّه سواء وصل إلى الحكم أم لم يصل ليس هو من يُقرّر فقط بشأن هذه الملفّات، فهناك لوبي وهناك مجلس شيوخ وهناك وهناك في الولايات المتحدّة الأميركية من سيوقفه أو من سيؤيّده، فالقرار ليس محتكراً على دونالد ترامب فقط.
دونالد ترامب يُذكّرني كثيراً بمعمّر القذافي، فهما فعلاً يتكلّمان على سجيّتهما، ولا يهمّهما من أمامهما، ويمتعان المشاهد بردّات فعلهما وبالكلمات التي يستخدمانها أمام العالم، وننتظر من ترامب مزيداً من المقاطع الصوتية والمرئية الممتعة التي تجعلنا نشاهده بلهفة، ونحن نتوجّس التصويت أن يكون لصالحه للأسف الشديد!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5135 - الثلثاء 27 سبتمبر 2016م الموافق 25 ذي الحجة 1437هـ
المشكلة ترمب عانى من تشويه سمعته من اللي اسوء منه وهي هيلاري وهذا اللي خلانا هني نقول جدي عنه كلام وفي الواقع مو صحيح
عدو جاهل خير من صديقة خائنة!.
بغض النظر من سيفوز برئاسة أمريكا. في النهاية أي رئيس أمريكي سوف يقوم بتطبيق نفس السياسة المتبعة منذ عقود. وعلى قولة القايل ( أختكي مثلكي) .