أصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكماً تاريخياً أمس الثلثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2016) على المتطرف المالي أحمد الفقي المهدي بالسجن تسع سنوات، بعد إدانته بتهمة تدمير أضرحة مصنفة في تمبكتو، في قرار رحبت به الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.
وقال القاضي راؤول بانغالانغان للمدان خلال تلاوة الحكم «سيد المهدي، إن التهمة التي أقررتم بذنبكم فيها خطيرة للغاية»، مضيفاً أن «المحكمة تحكم عليكم بالسجن تسع سنوات».
واعتبر القضاة المهدي «مذنباً»، نظراً إلى «مشاركته المباشرة في حوادث عدة، ودوره كمتحدث رسمي لوسائل الإعلام»، بحسب ما أكد بانغالانغان.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن الأسبوع الماضي في نيويورك إنشاء صندوق عالمي لحماية التراث المهدد. وقال إن «الأمر يتعلق بالدفاع عن تاريخنا المشترك من أجل بناء الإنسانية معاً».
وأحمد الفقي المهدي متهم بارتكاب جريمة حرب لأنه «شن عن سابق تصور وتصميم هجمات» على تسعة أضرحة في تمبكتو (شمال مالي) وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 يونيو/ حزيران و12 يوليو/ تموز 2012.
وبعدما أقر بذنبه لدى بدء محاكمته، طلب الرجل الذي ينتمي إلى الطوارق ويرتدي نظارتين صغيرتين، العفو من شعبه مؤكداً أنه «يشعر بتأنيب ضمير وبأسف كبير». وأكد أنه كان في تلك الفترة «تحت تأثير» المجموعات المتطرفة، داعياً المسلمين في جميع أنحاء العالم، إلى التصدي «لهذا النوع من الأعمال».
أما سكان تمبكتو فيؤكدون أنهم مستعدون للصفح عنه لكنهم يأملون في أن يتم إحقاق العدل.
وقال البخاري بن السيوطي الخبير الثقافي الذي شارك في إعادة تأهيل المواقع إن هذه المحاكمة «يجب أن تعني للجميع أنه لا يمكن قتل كائن بشري بلا عقاب ولا يمكن تدمير صرح للتراث العالمي بلا عقاب».
العدد 5135 - الثلثاء 27 سبتمبر 2016م الموافق 25 ذي الحجة 1437هـ