اقالت السلطات التركية 87 عنصرا من جهاز الاستخبارات للاشتباه بارتباطهم بجمعية فتح الله غولن التي تتهمها انقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي، وذلك في اول عملية تطهير تستهدف احدى اقوى المؤسسات في تركيا.
واوقفت الاستخبارات الوطنية 141 من موظفيها عن العمل اثر تحقيق داخلي حول صلات بالداعية السابق فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقالت وكالة الاناضول اليوم الثلثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2016) ان من اصل الموظفين الـ 141، تمت اقالة 87. واضافت ان تحقيقا جنائيا فتح بحق 52 منهم.
من جهة اخرى، قامت الشرطة التركية بتوقيف 41 مشتبها بهم من منظمة "كيمسه يوك مو؟" (هل من احد هناك؟) الخيرية لعلاقات مفترضة بغولن، بحسب وكالة الاناضول.
واقالت تركيا عشرات الاف الاشخاص من مؤسسات حكومية في اعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة غير ان هذا اول اعلان من نوعه عن اقالات في وكالة الاستخبارات القوية.
وقالت الاناضول أن الموظفين الـ 87 في الاستخبارات التركية، لن يتمكنوا من العمل في مؤسسات حكومية اخرى بعد اقالتهم.
فيدان تحت النار
وبرزت تكهنات كثيرة حول مستقبل رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان بعد ان قال الرئيس رجب طيب اردوغان علنا ان ثغرات في الاستخبارات ساهمت في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأقر الرجل القوي في تركيا انه لم يعلم بأمر الانقلاب من جهاز الاستخبارات بل من صهره، وانه لم يتمكن من الاتصال بهكان ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة.
وكان تم تعيين فيدان على رأس جهاز الاستخبارات من قبل الرئيس التركي في ايار/مايو 2010 بعد ان عمل مستشارا له للسياسة الخارجية لثلاث سنوات.
واردوغان الذي وصف فيدان بأنه "حافظ اسراره" لم يخف استياءه عندما قدم رئيس الاستخبارات استقالته في شباط/فبراير 2015 سعيا لدخول البرلمان نائبا عن حزب الرئيس الحاكم.
لكن فيدان سحب فيما بعد ترشحه وبقي على رأس الجهاز.
وفي صورة اثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيدان الحليق الذقن سابقا، في اجتماع مع الرئيس في اعقاب محاولة الانقلاب في تموز/يوليو الماضي، وقد اطلق شاربيه.
وقام العديد من كبار الوزراء ومنهم وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو، باطلاق شواربهم في الاشهر القليلة الماضية في ما يعد على نطاق واسع دليلا على الوفاء لرئيس الدولة ذي الشاربين.
وجهاز الاستخبارات التركية، احد اكثر المنظمات سرية ونفوذا، في تركيا. وتتعاطى مسائل تتراوح من الامن الداخلي الى نقاط حساسة في السياسة الخارجية.
تمويل الارهاب
نفذت الشرطة التركية عمليات في 18 محافظة بينها في مدينة اسطنبول، بحثا عن 121 شخصا يشتبه بعلاقتهم بجمعية "كيمسه يوك مو؟" التي اغلقتها السلطات في اعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، اضافة الى مجموعات اخرى لها علاقة بغولن، بحسب وكالة الاناضول.
واوقفت الشرطة 41 مشتبها بهم، فيما تفيد تقديرات السلطات ان 77 شخصا ممن يجري البحث عنهم موجودون في الخارج، واعتقلت شخصين في اطار تحقيقات غير ذات صلة، فيما لا يزال شخص متوار.
والمشتبه بهم يواجهون اتهامات عدة منها "الانتماء لمجموعة مسلحة" و"تمويل الارهاب".
وطلبت الحكومة في مناسبات عدة من السلطات الاميركية تسليمها غولن ليمثل امام القضاء في تركيا.
والداعية السابق المقيم في المنفى الاختياري في بنسلفانيا، نفى اي ضلوع له في محاولة الانقلاب.