بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر - عضو ومستشار المنظمة الدولية لأطباء العائلة
26 سبتمبر 2016
لقد تطور عالم الطب بصورة سريعة جداّ مما جعل من المستحيل ممكناّ وتقدمت الدراسات وعلى إثرها الإكتشافات مما وفر الأرضية المناسبة لإيجاد الحلول لمعظم المعضلات الطبية فأصبح بصيص الأمل مرتقباً لحل الكثير من المشاكل الصحية والأمراض المزمنة والوراثية وعلاج أو الوقاية من الأورام.
فالعلماء يعكفون منذ زمن على دراسة امكانية العلاج بالخلايا الجذعية, لذا استحدثت مختبرات في العديد من أنحاء العالم كي تجرى التجارب المستمرة والمتواصلة على مدى فعالية العلاج بالخلايا الجذعية في القضاء على الأمراض المزمنة أو الوقاية منها مما يمنح الأمل في تطور الحالة الصحية للمجتمعات من خلال القضاء على الحالات المستعصية والأمراض المزمنة وخصوصاّ علاج الأمراض والأورام والسرطانات.
لأكثر من 30 عاما كان يتم استخدام الخلايا الجذعية من النخاع (كما في حالة زرع نخاع العظام) لعلاج سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية حيث يتم استخدام نخاع العظم وزرعه في المرضى بعد استخدام العلاج الكيميائي الذى يعمل على قتل معظم الخلايا السرطانية المتكاثرة والخلايا الدموية الطبيعية المكونة للدم داخل نخاع العظام لانه لا يمكنها التمييز بينهم وهذه من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي ولكن تقوم خلايا نخاع العظم السليم من المانحين لتحل محل الخلايا المفقودة في جسم المريض خلال فترة العلاج, كما أن الخلايا المزروعة تتمكن من توفير استجابات مناعية تساعد لقتل الخلايا السرطانية.
وكما تستخرج الخلايا الجذعية كذلك من خلايا الحبل السري للمولود حيث تعمل الخلايا الجذعية الجنينية على استعادة عدد من وظائف الجسم الأساسية وضبط عملية الأيض وتحقيق التوازن في الخلفية الهرمونية للشخص وتحسين التغذية وإمدادات الدم من الأنسجة والأجهزة التي سوف تؤدي بلا شك إلى تحسن في النشاط والعمل على الوقاية من الأمراض. والبحث جار لتطوير مصادر مختلفة أخرى للخلايا الجذعية.
يقول العلماء بإنه من الممكن أن تقوم الخلايا الجذعية بإنتاج أي نوع من الأنسجة الموجودة في الجسم ونتيجة لذلك يمكن أن توفر إمكانيات لا حدود لها تقريبا للتطبيقات الطبية (الطب التجديدي). وثورة الاكتشافات البحثية الحالية تدرس امكانية استخدام الخلايا الجذعية لمنع أو علاج الأمراض العصبية كتلف الدماغ حيث بينت دراسة حديثة عن الفوائد الجمة بين الدمج في زرع الخلايا الجذعية البشرية مع بروتين خاص وقام الباحثون في استخدم بروتين مركب 3K3A-APC لإنتاج الخلايا العصبية من الخلايا الجذعية البشرية المطعمة في مخ فأر تضررت خلاياه بسبب السكتة الدماغية.
لقد أصبحت المعلومة التي تفيد بعدم استبدال الخلايا العصبية عند تلفها شبه قديمة فهذا التقدم الهائل في الطب سوف يمكنه من علاج معظم الأمراض المتعلقة بالمخ والأعصاب كمرض الرعاش والخرف ومرض الزهايمر والسكتات الدماغية واصابات الحبل الشوكي.
وسوف نتطرق في الحلقة القادمة للمجالات الأخرى للعلاج بالخلايا الجذعية.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ