يقوى الوليد في كنف كفين رقيقتين ناعمتين ترعى شؤونه فتغذوه وتحممه، وتهتم بنظافته الشخصية ولا تأنف من تبديل حفاضه بعد بول أو غائط. ويلازم الحفاض الوليد لفترة تتجاوز السنة وقد تتعداها لدى البعض لتناهز السنتين والرعاية مستمرة.
هنا يطرح الكثير – خصوصاً الوالدين لأول مرة – تساؤلاً متى يمكن أن يتخلص طفلنا من الحفاض والاعتماد على نفسه؟
تجيب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن العمر المثالي لبدء التدريب على استعمال المرحاض عند بلوغ الوليد 18 شهراً حيث يستطيع السيطرة على حركات الأمعاء، كما يستطيع التعبير بشكل أقوى عن احتياجاته، والتعرف على المرحاض والقدرة على استخدامه أيضاً.
وفي المقابل وجدنا في موروثنا الشعبي أن الجدات يحرصن على «مساسات الجاهل» بعد بلوغه أربعين يوماً وهي ممارسة بوضع الطفل على «النونية» التي يطلق عليها شعبياً «القيصيرية» أول ما يستيقظ من النوم مع إصدار صوت «اس اس اس» لحثه على البول في مراحل عمرية لاحقة. ويكون ذلك بمثابة تمرين لعقل الرضيع للأشهر القادمة. ويلحظ أن هذه الممارسة انتهت واصبحت تطبق في مراحل عمرية أكبر مما يعني احتفاظ الطفل بحفاضه لسن أطول.
ويؤكد مختصون أن بدء التدريب على النونية يلزمه استعداد عاطفي وحيوي بالنسبة للأم وطفلها، وقد تطول مدة التعليم التي يلزم فيها التسلح بالإرادة في معركة لم يحقق الآباء فيها فوزاً على الإطلاق، ويصبح معظم الأطفال مدربين على النونية بين الشهرالـ 18 و الـ 30.
ويبدي طبيب الأطفال د. جيم سيزر أحد طواقم العمل في البرنامج الحواري (The Doctors) اعجابه بطريقة الصينيين في تعليم أطفالهم على استخدام الحمام بأنفسهم في سن مبكر. وقال: «أن الوالدين يبنون طريقة أستطيع أن أُطلق عليها «اتصالات القضاء»حيث يدفع الآباء لاهتمام وثيق بلغة الجسد لدى أطفالهم وملاحظة علامات، مثل نخر أو تشنج، حيث تشير إلى أن الطفل يحتاج للتبول أو التغوط، فيبادر لوضعه على المرحاض».
واستدرك يجب أن يكون ولي الأمر على استعداد للتواصل مع الطفل لمدة 24 ساعة طوال سبعة أيام.
وأشار إلى أن ما يقرب من نصف أطفال العالم، معظمهم في أفريقيا وآسيا، يبدأون في ترك ارتداء الحفاضات ويتدربون تدريبا كاملاً وهم في عامهم الأول».
وتقول سيدة أمريكية عاشت في الصين: «لاحظتُ أن الصينيين يبدأون بتعليم الطفل على استخدام النونية وهم في الشهر الرابع ويضعونهم وهم يصفرون لهم لتشجيعهم على التبول أو التغوط.»
وأوضحت: «سن التدريب على المرحاض يبدأ في الشهر الرابع، مع الاستمرار في لبس الحفاضات مع المراقبة الدقيقة لأي حركة تشنج أو غيرها من الحركات الدالة على قضاء الحاجة والإسراع به إلى المرحاض، وفي وقت قصير يتعلم الأطفال على الذهاب للمرحاض».
ويكشف موقع «بامبرز» عن بعض العلامات التي تشير إلى استعداد الطفل لاستعمال المرحاض بأنفسهم من قبيل:
هل يرغب في التغوط في أوقات يمكن التنبؤ بها إلى حد ما؟ هل يطلعكِ من خلال الكلمات أو السلوكيات بأنه يدرك أن يرغب في التغوط؟
هل يمكنه خلع بنطاله وارتدائه؟
هل يبدي اهتمام بالمرحاض وماذا يفعل فيه الأشخاص الآخرين؟
هل يمكنه السير والجلوس على النونية بنفسه؟
هل بدأ يقول «لا!» لكِ؟ هل يرغب في وضع لعبه في أماكن خاصة؟ ويوضح ذلك اهتمامه بالسيطرة على الأشياء في بيئته.
هل يعرف ما المقصود بأن بمعنى «جاف» أو «مبلل»؟
هل يستجيب للثناء ويرغب في إسعادكِ؟
إذا كانت إجاباتُكِ «بنعم» على معظم هذه الأسئلة، قد يكون على استعداد للبدء. أجلّي التدريب على النونية إذا كان طفلكِ مرهقًا. وإن لم يبدو الأمر على ما يرام، خذي قسطًا من الراحة وحاولي مرة أخرى في غضون بضعة أسابيع أو شهور، سوف يتدرب الطفل عليها ولكن – امنحيه مهلة من الوقت فقط.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ
