وجدت دراسة حديثة نشرت في دورية الطب النفسي أن قضاء عطلة جيدة يساهم في محاربة آثار الشيخوخة، ويجدد الخلايا بالإضافة إلى تخفيف آثار الإجهاد والقدرة على التعامل مع الضغوط النفسية على المدى الطويل. كما تحسن من النظام المناعي عبر تعزيز عملية الأيض في الجسم.
وتتبع الباحثون من مدرسة طب ماونت سيناي، وجامعة كاليفورنيا وكلية الطب بجامعة هارفارد 94 امرأة يتمتعن بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 30 - 60 عاما، قضين أسبوع إجازة في نفس المنتجع. وخاضت نصف المجموعة برامج التأمل (وهي تمارين عقلية لتحفيز الوعي الداخلي) بما في ذلك التأمل وهو بحسب تعريف ويكيبيديا ممارسة يدرب الفرد عقله فيها على تحفيز الوعي الداخلي، ويحصل في المقابل على فوائد معنوية و ذهنية] ورياضة اليوغا والتأمل الذاتي وهي مراجعة للنفس على المستوى الفكري، والنفسي، والاجتماعي والسلوكي].
وجُمِعت عينات دم من المشاركات قبل وبعد إقامتهن في المنتجع لإجراء اختبارات المؤشرات الحيوية المرتبطة بالإجهاد وصحة الخلايا والشيخوخة، على فترتين الأولى خلال شهر من العطلة والثانية بعد 10 أشهر من التجربة.
كما درس العلماء مجموعة من 30 المتأملات الذين سجلوا لبرنامج الرحلة.
ودرس العلماء التغيرات في 20 ألف من الجينات في المجموعات الثلاث لتحديد أي الجينات قابلة للتغيير قبل وبعد الاستراحة التي استغرقت أسبوعاً.
ولوحظ تغييرات كبيرة في المتأملات المبتدئات، وكذلك في المتأملات من ذوات الخبرة، وكان أههمها في الجينات المتعلقة بالاستجابة للضغط النفسي والوظيفة المناعية. وسجلت الفوائد للمتأملات من ذوات الخبرة حضوراً واضحاً خلال فترة العطلة.
ورأى العلماء أن التأمل يمكن أن يساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي عن طريق حماية الخلايا طويلة الأجل، وفي المقابل رأوا أن العطلات الكلاسيكية قد يكون تأثيرها محدوداً على الصحة العقلية في المدى القصير.
وقال رودولف تانزي، أستاذ علم الأعصاب في جامعة هارفارد أن التأمل هو واحد من الطرق للانخراط في الأنشطة التصالحية التي يمكن أن توفر الإغاثة لجهاز المناعة لدينا، وتخفيف الإجهاد يوما بعد يوم وهي من الطرق التي يحمي بها الجسم نفسه باستمرار. وتوقع أن يسهم ذلك في عيش شيخوخة صحية.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ