حريصة على صحة المرأة لدرجة أن أطَّرتها في شهادة الدكتوراة التي حصلت عليها، وشددت د. جميلة مخيمر المدير التنفيذي لمركز هيلث ميد على أن صحة المرأة مسوؤلية مجتمعية لكل دوره من مؤسسات وأفراد في الحفاظ عليها، فالمرأة السليمة تساوي عائلة سليمة.
ودعت الرجال السباقين في اكتشاف التغيرات التي تعتري نسائهم إلى التسلح بالثقافة الصحية التي تحفظ المرأة في عائلته سواء كانت أمه أو زوجته أو أخته أو ابنته. وقالت: “عادة ما يكون الرجل هو أول من يكتشف الأورام السرطانية في الثدي لدى الزوجة”. وألمحت إلى إن لهذا دور كبير يجب الحفاظ عليه والاستمرار فيه بشكل متصاعد.
وأكدَّت في لقاءها مع الوسط الطبي على أن البحرينية تضع صحتها في ذيل الأولويات، وهذا خطأ كبير في ترتيب الأولوليات. مشددة على أنهن يهملن الفحوص الدورية التي يجب أن ينتظمن فيها من فترة المراهقة وعدم الاقتصار عليها في مراحل الحمل والولادة. ويجب الاستمرار فيها لما بعد سن الأمل.
اللقاء مع د. مخيمر أشار لسلوكيات صحية غير صحيحة تنتهجها المرأة البحرينية، ونصائح نترك القارئ الكريم سواءً كان رجل أو إمرأة مع التفاصيل التالية:
في رأيكِ ما هي أكثر أمراض المرأة التي تتجاهلها البحرينيات؟
نعم المرأة البحرينية تتجاهل زيادة الوزن وفقر الدم نتيجة سوء التغذية والالتهابات المهبلية المزمنة والفحص الدوري للرحم والثدي وفحص هشاشة العظام وكذلك متابعة الأمراض المزمنة التي تعاني منها.
لماذا هذا التجاهل؟
المرأة البحرينية متعلمة ومثقفة في مختلف التخصصات، إلا أن صحتها ليست أولوية بالنسبة لها فالتزاماتها العائلية والعملية تأخذ جُلَّ وقتها وطاقتها وتفكيرها مثل العناية بالأبناء والأم والأب والزوج ومطالب واحتياجات أطفالها في البيت والمدرسة لذلك يقل اهتمامها بصحتها.
ماذا عن الأمراض الأخرى كسرطانات الثدي، والرحم، وسلس الأبوال وغيرها من الأمراض التي يمنع الخجل أو غيره من الافصاح عنها؟
طبعا هناك قلة وعي عند المرأة البحرينية بالنسبة للفحص الدوري حيث أثبتت نتائج دراسة صحة المرأة التي قدمتها لرسالة الدكتوراة أن نسبة استخدام المرأة البحرينية لخدمات الفحص الدوري للمهبل 32 % ولفحص الماموجرام 18% فقط رغم مجانية الفحص. أما الأمراض الأخرى مثل سلس البول أو هبوط المهبل قلما تتحدث المرأة عنها إلا عند الاصابة بالتهابات في المسالك البولية.
وأود أن ألفت هنا إلى ضرورة الحرص على الفحوص الدورية، فسرطان الثدي الذي يصيب النساء في البحرين يختلف عن المنتشر في أماكن أخرى من العالم فهو يصيبهن في سن مبكرة بالمقارنة مع المعدلات العالمية التي ترتفع نسبة الاصابة به في السن الـ 50 وما بعدها.
وقد أُجريت دراسة لمقارنة بين أنواع سرطان الثدي الذي يصيب السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية ونظيراتهن في الشرق الأوسط واختيرت عينة من سيدات مصر. وكشفت الدراسة أن سرطان الثدي الذي يصيب السيدات في الشرق الأوسط من السرطانات الالتهابية (Inflammatory). وأرجعت الدراسة السبب لارتفاع نسبة تلوث المياه في الشرق الأوسط 20 ضعفاً بالمقارنة مع المياه في الولايات المتحدة الأمريكية.
هشاشة العظام من الأمراض التي تسري بين النساء في العام والبحرينيات أيضاً. كيف تقييمن برامج الرعاية الصحية في هذا الجانب؟ وما هو تقييمك لتجاوب المرأة البحرينية؟
نستطيع القول أن هشاشة العظام منتشرة بين النساء في البحرين ويرجع ذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر: الوراثة وتعدد الولادات والغذاء غير المتوازن والمشروبات الغازية والأكلات السريعة وعدم التعرض للشمس وقلة الحركة وخصوصا للنساء فوق سن 50 سنة، وهنا يكون للعامل الثقافي دور كبير في تقييد حركة هؤلاء الأشخاص بدافع الاحترام والتقدير للوالدة وهو أمر محبب ولكن الواجب يقتضي تشجيعها على ممارسة النشاط البدني الملائم لسنها.
ويعد استخدام بعض أدوية الاسترويد وطبعا نقص فيتامين دال من العناصر المهمة للاْصابة بهشاشة العظام.
حاليا هناك اهتمام ووعي من قبل المجتمع الطبي بالفحص الدوري لهشاشة العظام وتوفير الفحوصات المختصة بالهشاشة وفي المقابل وجدت الوعي المجتمعي ضعيف من خلال أنشطة جمعية هشاشة العظام البحرينية لفحص هشاشة العظام في مختلف مناطق البحرين. وأشدد إلى أننا مازلنا بحاجة لنشر الوعي بشكل أكبر فيما يتعلق بهشاشة العظام.
كيف تقيمين اهتمام المرأة البحرينية بصحتها؟
المرأة البحرنية حريصة على صحة أسرتها وتهتم كثيراً أثناء الحمل والولادة ولكن تحتاج إلى وعي صحي والعناية الصحية والفحص الدوري قبل الزواج أي في مرحلة المراهقة والشباب حيث كثير من المشاكل الصحية مثل سوء التغذية والسمنة والالتهابات المهبلية والمسالك البولية تبدأ في هذه المرحلة ومع الإهمال تصبح مزمنة. كما تهمل نفسها في مرحلة منتصف العمر عند التوقف عن الإنجاب بحجة عدم وجود سبب للفحص الآن.
وهذا أكبر خطأ؛ طبعا لأن صحتها في هذا الوقت تؤثرعلى نوعية الحياة التي تعيشها المرأة.
ما هي أفضل الطرق التي يمكن أن تتبعها المرأة للعناية بصحتها؟
لكل أمرأة طريقتها للعناية بصحتها حسب ظروفها الاجتماعية والاقتصادية ومستوى الخدمات الصحية في مجتمعها ولكن هناك أساسيات يجب وضعها دائما في الحسبان على رأسها النظام الغذائي بحسب المرحلة العمرية:
التغذية المتوازنة: أن تكون كمية المواد الأساسية في الغذاء مثل النشويات والبروتين والفيتامينات والدهون والسوائل تتناسب مع سن المرأة.
إتباع نظام غذائي صحي يشمل التوازن الصحيح من الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. هناك اتفاق على أن احتياجنا اليومي للبروتينات يجب أن يكون بين 10 % و 15 % من السعرات الحرارية التي نستهلكها.
في مرحلة الطفولة نحتاج إلى بروتينات أكثر لأجل نمو طبيعي والمراهقة نحتاج إلى بروتينات وفيتامينات وسوائل لمواكبة التغير الهرموني، وفي مرحلة الشباب نحتاج إلى بروتينات وفيتامينات ونشويات سوائل لمواكبة التغير الهرموني. أما عند الحمل والولادة نحتاج الفيتامينات والبروتين لنمو الجنين وصحة الأم وعند منتصف العمر نركز على الفيتامينات وتقليل الكولسترول، وفي سن الأمل نركز على الفيتامينات وتقليل الكولسترول أو باتباع حمية خاصة وفي مرحلة الشيخوخة نركز على الفيتامينات وتقليل الكولسترول أو باتباع حمية خاصة.
- الفحص الدوري السنوي مهم جدا لكل امرأة وفي كل مراحل العمر.
- اتباع ارشادات الطبيب الصحية عند الاصابة بأي مرض والمتابعة.
- الحرص على النشاط الرياضي بصورة دائمة ليكون نمط حياة وليس حل مؤقت.
- القراءة في مجال الصحة قدر الإمكان للحصول على التثقيف الصحي اللازم.
وانصح المرأة بضرورة تخصيص يوم لها في الشهر مخصص لكي سيدتي قومي بالاسترخاء فيه مثل ممارسة اليوغا أو أخذ قسط من الراحة أو المساج أو القراءة أو زيارة طبيبك أو عمل كنت تودين القيام به المهم أن تعتني بنفسك.
هل تعتقدين أن برامج التثقيف الصحي الموجهة للمرأة كافية؟
لا أعتقد أن البرامج الصحية الموجودة حاليا تتناسب مع التغيرات السكانية الاجتماعية والاقتصادية والصحية في مملكة البحرين فهي محدودة ولا تصل للجميع لذلك نحتاج إلى تخطيط لحملات توعية من خلال الإعلام الاجتماعي والتلفاز ولافتات الشوارع والمدارس. بالإضافة إلى مراجعة برنامج الصحة الذي يدرس في المدارس حاليا ليشمل التغذية والرعاية الصحية الاولية.
هل من كلمة أخيرة؟
الصحة نعمة من الله ومعناها غير مقتصر على خلو الجسم من الأمراض فقط بل الصحة هي: كيف يعيش الإنسان متمتعا بكامل قواة الجسدية والنفسية والروحانية وقادرعلى التفاعل والقيام بأدواره الاجتماعية والعملية من خلال توفر احتياجاته في مجتمع صحي. فصحة المرأة مسؤولية مجتمعية لرفع مستوى صحة المرأة التي تبني المجتمع.
وأشدد على الأزواج الذين يكونون في العادة أول من يكتشف الأورام السرطانية في زوجاتهم بحضور البرامج التوعية الصحية بشكل عام وأن لا يتحرجوا في حضور البرامج الخاصة بالمرأة أيضاً.
كما أدعو السيدات لممارسة اليوغا وهي رياضة لها نتائج إيجابية على الجسد والروح معاً. ولدينا برامج خاصة في مركز هيلث ميد مخصصة للحوامل ولفترة ما بعد الولادة لاقت استحسان المسجلين فيها.
وأختم برسالة شكر للمرأة البحرينية التي كان لها دور كبير في انجازي لرسالة الدكتوراه بتعاونها الكبير وتجاوبها النوعي مع البحث العلمي الذي أجريته.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ