العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

الصحة النفسية كمال ورجاحة عقل لا جنون

قراء لـ "الوسط الطبي":

جهل المجتمع في الحفاظ وتنمية صحته النفسية

غياب برامج واضحة مقننة لأبسط قواعد وأسس الصحة النفسية

ثقافة يشوبها توتر واضطراب في الرؤية

الأنماط السلوكية التقليدية للأفراد والمجتمع تجاه الصحة النفسية

تفكير نمطي وسلوكيات ساهمتا بشكل كبير في إقصاء الطب النفسي عن ممارسة دوره، ووسعت الهوة بينه وبين الناس. مجتمعنا المحلي لم يستطع بحسب تعليقات من استطلعت «الوسط الطبي» آراءهم أخذ دوره الذي يعوزه الكثير من التوعية بالصحة النفسية التي لا تعني المرض بل هي حالة من الكمال في الجانب العقلي والنفسي.

وشنوا حملة ضد وصمة العار التي يلحقها المجتمع باللاجئين للأطباء النفسيين واطلاق عليهم «المجانين». فمراجعة الطبيب النفسي ليست عيباً بل دليل على رجاحة العقل.

وفي مقاربة أخرى للصحة العقلية قالت د. عواطف شرف: «أن التأمل وهي ممارسة نادرة في المجتمع البحريني تحسن من الصحة النفسية، وساعدتني في الخروج من حالة حزن استبدت بي إثر فقد شريك حياتي.»

آراء وانطباعات متقاربة تقرأونها في الاستطلاع التالي:

يُعرِّف مرتضى الساكن الصحة النفسية على أنها طرق تهيئة الأجواء لأي شخص لكي يستطيع الإنتاج والعطاء بشكل صحيح وبدون عوائق أو مشاكل.

هو مطلع ومتابع لبعض الجهات التي تقدم ورش ودورات تدريبية في مجال الصحة النفسية مثل جمعية شباب البحرين (نسيم) في منطقة الشاخورة والتي تهتم بالمساعدة في حل المشاكل الاجتماعية والفردية النفسية من أجل اتاحة الفرصة لتجاوز المشاكل بشكل سليم.

الساكن حضر إحدى الورش التدريبية المقدمة من مركز كيان للاحتياجات الخاصة وكانت حول مرضى التوحد.

واستطاع من خلال فنه وتعلم مهارات الخط وتطويرها إيجاد حقل خاص ليتحد ذاته وقدراته العقلية والبدنية، وقال: «أنه اجتاز جميع مراحل الصعوبات ليصبح شخص واثق من نفسه قادر على العطاء بامتياز».

لدى الساكن علاقات ببعض ممن يعانون من الاضطرابات النفسية والسلوكية كالإنطوائية والتوحد، ولكن تبقى حالاتهم لديه سرية لا يخبر بها أحد، ويقول: «أنا أفضل السرية في العلاقة لأحسس صديقي بأنه شخص طبيعي غير منفصل عن المجتمع لكي يتعايش معنا ولا يشعر بالدونية أو بالنواقص السلبية، وأجد بأن دمج طلبة الحالات الخاصة في صفوف المدارس الحكومية هي خطوة رائعة تعزز الصحة النفسية للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى لا ينصدمون بالمجتمع أو ينصدم المجتمع بهم».

ومن التعاطف إلى السلوك العملي فيؤكد الساكن أنه - لو لا سمح الله - عانى من أي مشاكل نفسية فإنه لا يمانع من مراجعة الطبيب النفسي إن احتاج الأمر لأنه ليس عيباً، ثم إن مستوى العلاج والإرشاد النفسي في البحرين في تطور مستمر والدليل وجود مراكز ومعاهد خاصة يمكنها احتواء أغلب الحالات، كما ويحرص بعض الوجهاء والمرموقين على مراجعة أطباء نفسيين خاصين بهم من أجل الحفاظ على صحتهم النفسية».

ويرفض الساكن تلك الحملات التي وصفها بالبدائية التي تعبر عن عدم وعي ثقافي وصحي حول مستشفيات الطب النفسية و أدويتهم التي تقول بأنها للمجانين والمدمنين فقط.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً