العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

المريض النفسي .. هل هو سر عائلي؟

ينصدم العديد من الآباء ما إذا علموا أن ابنهم يعاني من اضطراب نفسي ولا يعرفون كيف التصرف معه أو كيفية شرح الوضع لإخوته، هل يتكلمون عن ذلك، وكيف؟ هل عليهم أن يشركوا أبناء العائلة الآخرين أم عليهم إخفاء الأمر عنهم؟!

يتطلب التعامل مع المصاب بالاضطرابات النفسية تعامل خاص في الأسرة، ويجب على العائلة فهم الأساليب المثالية لفك عقدة هذه التركيبة المعقدة للمصاب، يشمل التعقيد في هذه المسألة الشعور بالقلق، الألم والخوف من الآتي لدى الوالدين وأبناء العائلة. لا تعرف غالبية العائلات بالطبع، كيفية يتم الاعتناء بالصحة النفسية للطفل، ولذلك يكون التحدي الذي يواجهونه غير بسيط ويتطلب منهم الكثير من الجهود والقوة، والتحدي الأكبر الذي ستواجهه العائلة هو اشراك المحيطين والمعارف بالواقع :(لدينا ابن مضطرب نفسياً في العائلة) !

ليس بالإمكان اخفاء فرد العائلة المضطرب نفسياً عن باقي أبناء العائلة والأصدقاء، ومن جهة أخرى لا بد أن يلاحظ من هم حوله التصرفات والسلوكيات الغريبة التي قد تنتج عنه من حين لآخر، ثم إن المرض النفسي درجات وأنواع ولا يمكن معاملة وتأهيل كل المرضى النفسيين بنفس المعاملة .

بطبيعة الحال، هنالك تفاوت كبير بين العائلات المختلفة التي فيها فرد مضطرب نفسياً، فكل منها تتعامل مع اندماجه بالمجتمع والمحيط القريب بشكل مختلف. ويتعلق هذا الأمر بشكل أساسي بمتطلبات أبناء العائلة، بقدراتهم، وبالأساس بطبيعة العائلة نفسها. هنالك عائلات قد تفضل إشراك المقربين منها بهذا «السر»، آملة من وراء ذلك بتلقي الدعم الذي تحتاج إليه. بالمقابل، هنالك عائلات أخرى تفضل اخفاء الولد خوفاً مما سيقوله الناس عنه وعنهم. لأن كشف السر من الممكن أن يؤدي في كثير من الأحيان لابتعاد الآخرين وقطيعتهم، ليس مع الفرد المضطرب فحسب بل مع العائلة برمتها.

لكن رغم هذا، وفي كثير من الأحيان، يساهم اشراك المعارف والمقربين بهذا الموضوع بالتخفيف من الشعور بالذنب داخل العائلة، كما يقلل الشعور بالخجل. وذلك لأن كشف الابن المضطرب نفسيا أمام المجتمع، يساهم كثيراً في تقبل المجتمع له بشكل طبيعي، فلا يكون هنالك ما يخجلون منه. كذلك يتيح هذا الأمر لأبناء العائلة إمكانية الحصول على المساعدة والدعم من المحيط القريب.

هنالك أطباء ينصحون بتلقي المساعدة والإرشاد حول موضوع توقيت كشف الأمر وكيفية القيام به، وذلك من أجل عدم كشف التفاصيل بصورة مربكة، أو بصورة قد لا يفهم الأطفال الصغار من خلالها معنى الاضطراب، مما يدفعهم للتعامل معه بصورة خاطئة.

بكل الأحوال، إذا قررتم كشف الموضوع و(افشاء السر*، سواءً أمام المحيط البعيد أو أمام أطفال البيت، فلا بد من الأخذ بالحسبان مدى إرادة ورغبة الابن المضطرب نفسياً بأن يتم كشف الموضوع.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً