تطرقت في مقال الأسبوع الماضي إلى أهمية تطوير مدة الزمن الفعلي للعب في مباريات كرة القدم إذا ما أردنا أن نطور الكرة لدينا، لأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتطور اللاعبون في واقع لعب فعلي لا يتجاوز 40 دقيقة في المباراة الواحدة من أصل 90 دقيقة.
وذكرنا بعض المقترحات المتعلقة بتطوير مدة الأداء الفعلي والتي لا يمكن تحقيقها من دون سياسة الاجبار والفرض، لأنه لا مجال لإضاعة الوقت أكثر في مزيد من التثقيف والتوعية التي لا يبدو أنها تؤثر في الواقع الرياضي للبلاد.
الإجبار والفرض المقصود هو بمعناه الإيجابي الذي يجبر الفرق والأندية واللاعبين على اللعب وعلى التركيز على الكرة في جميع الألعاب عوضاً عن التركيز على المشتتات مثل الحكم والجماهير.
عندما نقول الإجبار للتطوير الرياضي، فإننا نعني ما نقول، لأنه ثبت بالدليل القاطع أنه لا مجال لأي تطوير رياضي من دون الفرض.
فعندما فرضت الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد كرة القدم اشتراطات معينة للمدرب، ذهب المدربون لنيل الشهادات المطلوبة وقبلها كان القليل فقط من يبادر ويطور من نفسه ليسهم في تطوير فريقه.
وعلى المستوى الدولي عندما فرض الاتحاد الدولي للعبة عدم مسك حارس المرمى للكرة المعادة من لاعبيه، أسهم في تطوير اللعب ومنع إضاعة الكثير من الوقت، ولولا هذا الاجراء لكانت ملاعبنا حافلة بثنائيات بين حراس المرمى والمدافعين للحفاظ على نتيجة 1/ صفر منذ الدقائق الخمس الأولى.
مجتماعتنا بطبيعتها لم تصل بعد إلى مستوى تقبل التعليمات المفيدة من دون إجبار، لأن أجهزة الإعلام لدينا وكذلك الندوات والمحاضرات التثقيفية وعلى مدار سنوات طويلة بذلت جهوداً مضنية صرفت فيها ملايين الدولارات ربما في إقناع الناس بأهمية ربط حزام السلامة عند قيادة السيارة، ولكن الاستجابة كانت متدنية جدّاً حتى جاء الفرض من إدارة المرور بمخالفات كبيرة لمن لا يستخدم الحزام لنفاجأ بين ليلة وضحاها أن الجميع بات يربط حزام الأمان.
استخدام الهاتف أيضاً أثناء القيادة كظاهرة لم يكن بالإمكان القضاء عليها بالتثقيف والتوعية على رغم مخاطرها الكبيرة.
في مجالات عدة تبذل الدول جهوداً تثقيفية كبيرة من دون فائدة تذكر، وفي المجال الرياضي كذلك وخصوصاً في رياضتنا البحرينية التي نتطلع من خلالها إلى رياضة ذات مواصفات عالمية، لا يمكن لنا أن نرتقي بجهود تثقيفية فقط وإنما بسياسات وقوانين تجبر الإداريين والمدربين واللاعبين على التطور وعلى مواكبة المتغيرات العالمية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ