كما تعوّدنا منها، هيئة البحرين للثقافة والآثار أقامت الملتقى العربي الأوروبي للشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية، وقد انطلق بهدف التقارب الحضاري والثقافي بين الشرق الأوسط والغرب، في مجال العلوم الإنسانية، ويعتبر الملتقى مبادرة من قبل الهيئة للاستفادة من العقول العربية الشابّة، وتقريبها من تلك الأوروبية.
هذا الملتقى قد لا يُشكّل أهمّية للبعض، إلاّ أنّه يُشكّل أهمّية كبيرة للمثقّف البحريني خاصة والمثقّف العربي عامّة، ذلك أنّ المثقّف يعي أهمّية لقاء الثقافات، ويعوّل عليها من أجل التنمية المستدامة، والتنمية المستدامة، لا تتأتّى إلا من خلال نقل المعارف، وهو المشروع الذي أطلقته هيئة البحرين للثقافة والآثار أيضاً، ويعمل على ترجمة 50 كتاباً من أمّهات الكتب المعاصرة إلى اللغة العربية.
ولا يسعنا بعد هذا الحديث إلاّ التطرّق الى أهمّية الترجمة ونقل المعارف، فالأندلس نشطت عندما نشط الاهتمام بالترجمة، والاهتمام بالعلماء، فترجم العرب الكثير من الكتب، ونقلوا المعارف إلى الأندلس، حتى أصبحت قُبلة لطلبة العلم، وأصبح الغرب يقلّدون العرب، ويمزجون بين كلماتهم الأجنبية كلمة عربية، وكان هذا دليل رقي وتحضّر، واليوم عكسنا الصورة فأصبحنا نمزج الكلمات الأجنبية بالعربية، حتى يُقال إنّنا نعرف التحدّث بهذه اللغة، وهذا لم يأت سيان، بل لأنّ الجميع يشهد الحضارة والتقدّم عند الغرب، ولا نختلف عليه.
نحن بإمكاننا إرجاع أمجادنا عن طريق اهتمامنا بما تقدّمه الهيئة من نقل للمعارف ومن ملتقيات كهذا الملتقى الذي ذكرناه، فالثقافة بالطّبع تؤثّر في المجتمع وتجعله يحقّق المدنية، فنعزف عن الغوغائية ونترفّع عن المجادلة ونسعى إلى طلب العلم؛ لأنّ الشعوب الأكثر علماً وقراءة هي شعوب لديها كرامة، والشعوب التي لديها كرامة تتقدّم دوماً.
نسعد دوما عندما نشاهد القيادة الرشيدة تدعم هذا النوع من المشاريع والملتقيات، فمشروع مثل طريق اللؤلؤ هو مشروع رائد لا محالة، وسيكون معلماً حضاريّاً للجميع، ومشروع مثل ترميم مسجد الخميس الذي دعمه ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، سيرى النّور قريبا ابان الاحتفال بأعيادنا الوطنية، وولي العهد يدعم الثقافة ويهتم بالعلم دوماً، وننتظر الدعم المستمر من هذا القائد الشاب لمساندة الثقافة وأهلها، فالثقافة هي قناة رئيسية من قنوات تحقّق رؤية 2030.
يقول الطاهر لبيب - وهو أبرز علماء الاجتماع العرب - إنّ مي بنت محمّد آل خليفة «إذا مسّت شيئًا أزهرَ»، وهي كذلك فعلا وليس قولا، فهي مسّت الترجمة، ومسّت لقاء الحضارات، ومسّت الثقافة، وأحيتها وجمعتها في بوتقة واحدة، ونحتاج إلى أمثالها في البحرين، فالبحرين كانت في يوم من الأيام زهرة الخليج، ولابد أن تبقى هذه الزهرة يانعة لا تتغيّر مع تغيّر الظروف.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ
احسنتي اختي العزيزة مريم
فى حقيقة لازم تقال هادى ليس البحرين هادى بومبي لانه الهنود والاجانب مسيطرين على البلد والبحرينين قابعين فى السجن لانهم طالبو بحقهم المسلوب المشتكى لله وشكرا اختى مريم وسورى خرجت عن الموضوع