الاختناق المروري في شارع البديع... مشهدٌ بات مألوفاً لدى قاطني قرى الشارع، ويبلغ الازدحام ذروته صباحاً حين توجه المواطنين لأعمالهم، ووسط تكرار تذمر المواطنين، وعلى رغم مرور سنوات عن الإعلان عن مشروعٍ لتطويره، إلا أن كل ذلك مازال حبراً على ورق.

«الوسط» كانت حاضرة لترصد بعدستها الازدحام صباح أمس الإثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016)، إذ رصدت وصول الازدحام إلى دوار سار وبالتحديد في الساعة 7:24.

هذا، وشهدت الشوارع الداخلية للقرى مرور السيارات التي يرغب سائقوها بتجنب شارع البديع، ولكنهم تفاجأوا بأن تلك الشوارع تحذو الحذو ذاته في الازدحام، ومنها شارع النخيل المؤدي إلى دوار القدم من جانب منطقة كرانة، والشوارع الداخلية لمناطق مقابة والشاخورة وأبوصيبع، إذ يتكرر هذا المشهد بالنسبة للكثير من السواق من القرى الغربية بشارع البديع.

شارع حيوي

ويعتبر شارع البديع، من أقدم شوارع البحرين، ويبلغ طوله 13 كيلومتراً، ويمتد من ساحل منطقة البديع إلى تقاطعه مع شارع الشيخ حمد (إشارات النعيم)، ويتكون الشارع من مسارين في كل اتجاه، كما أن السرعة المسموح بها عليه هي من 70 إلى 80 كيلومتراً في الساعة.

ويخدم شارع البديع أكثر من 20 قرية بصورة رئيسية، هي: البديع، الدراز، بني جمرة، المرخ، سار، باربار، مقابة، جنوسان، الشاخورة، أبوصيبع، كرانة، الحجر، القدم، المقشع، جدالحاج، جدحفص، الديه، السنابس، البرهامة، جبلة حبشي، وعين الدار. كما يخدم الشارع مناطق أخرى لا تطل عليه بصورة مباشرة، غير أنه يعتبر أحد الطرق الرئيسية التي يستخدمها أهلها، وهي: أبوقوة، السهلة الشمالية، القريّة، الجنبية.

المواطنون في تذمر مستمر

هذا، ولا تكاد شكاوى المواطنين تتوقف بشأن الازدحام الذي يبلغ ذروته أثناء العام الدراسي، فيما يثير عدم معالجة موضوع الشارع استغراب المواطنين بالنظر إلى أن الشارع حيوي ومهم. وفي حديثه إلى «الوسط»، قال المواطن زهير عبدالله زهير، ويقطن في منطقة أبوصيبع: «شارع البديع يعاني من مشكلة الازدحام منذ فترة طويلة، فجميع المواطنين الذين يقطنون القرى المجاورة لشارع البديع يعانون من هذه المشكلة، وصار لها سنوات عديدة، ونسمع عن حلول ومقترحات ولم نرَ شيئاً، والازدحامات في ازدياد». وأضاف زهير «اليوم (أمس) لدى عودتي من العمل في منطقة سترة، تلقيت اتصالاً من الأهل بوجود ازدحام في الشارع، فاتجهت إلى شارع الشيخ عيسى بن سلمان مروراً بمنطقة الجنبية، ودخلت منطقة سار، وكان هناك ازدحام أيضاً، فالمنطقة الواقعة بين مقابة وأبوصيبع نسير فيها لمدة 3 إلى 4 دقائق، فيما فيها استغرقت ربع ساعة، بسبب الازدحام في شارع البديع الذي يؤثر على الشوارع داخل القرى». وذكر زهير: «هناك حلول بالإمكان القيام بها، حتى ولو مؤقتة ولكنها غير نهائية، فدوار القدم مثلاً من المفترض أن تكون بعض المسارات من غير توقف في الإشارات الضوئية مثل الآتي من البديع إلى شارع الشيخ خليفة بن سلمان والآتي من منطقة السيف إلى البديع والآتي من جدحفص إلى منطقة السيف».

وأضاف زهير أن «دوار عبدالكريم كان يشهد ازدحاماً مثل دوار القدم، وأثمرت الحلول عن القضاء على هذه المشكلة، وهي عزل المسار المتوجه إلى منطقة السهلة يميناً بحيث لا يمر على الدوار».

وتحديداً يوم أمس، تفاعل عدد من القراء مع خبر «الوسط» الذي نشرته صباحاً عن الاختناقات المرورية في الشارع، فقال أحد المواطنين: «الازدحامات في هذا الشارع لا تطاق في كل الأوقات، خصوصاً انه الشارع الرئيسي الوحيد لكل القرى في هذه المنطقة ومع الزيادة السكانية الوضع في ازدياد، آخر عملية تطوير للشارع كانت قبل 10 سنوات حين تم تركيب الإشارات وهذا الحل الترقيعي لم يعد مجدياً، باختصار أن دوار القدم يحتاج إلى تطوير».

ورأى مواطن آخر أن «كل يوم نعاني من شارع البديع، معقولة لا يوجد مسئول تحرك أو اقترح أو حتى التفكير في خطة تحل أزمة هذا الشارع، خصوصاً أنه يغطي عدة مناطق واليوم (أمس) الازدحام حدث ولا حرج... ساعتين واقفين في شارع البديع». وأبدى مواطن امتعاضه قائلاً «الله المعين... السيارات ما تمشي لوعة جبد». وانتقد أحد المواطنين الإدارة العامة للمرور قائلاً: «خاطري أشوف رجال مرور عند التقاطعات والدوارات في شارع البديع منذ الصباح الباكر لتسهيل الحركة المرورية بسبب الازدحام... هناك تأخير للوصول للأعمال».

وعود حبر على ورق

وكان آخر توضيح حكومي بشأن شارع البديع، في أبريل/ نيسان 2016، إذ أكدت الحكومة أن لديها خطة لتوسعة شارع البديع إلى 3 مسارات في كل اتجاه، وذلك في الجزء الممتد من دوار القدم حتى تقاطعه مع شارع الملك فيصل بهدف رفع كفاءة الشارع، ولتسهيل حركة المرور، وستخدم التوسعة المذكورة كلاًّ من منطقة السهلة وجدحفص والبرهامة والقفول، وذلك في رد الحكومة على اقتراح برغبة مقدم من مجلس النواب.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2014، قالت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني في إشارة إلى ما نشرته «الوسط»، بزاوية (لماذا) بشأن طلب تكملة وضع الحواجز بين المسارين الواقعين على امتداد شارع البديع، إنه «نود التوضيح أن الوزارة ستقوم بتوسعة شارع البديع إلى طريق مزدوج ذي ثلاثة مسارات في كل اتجاه، حيث قطعت الوزارة شوطاً في إنجاز التصاميم التفصيلية، والتي ستشمل حواجز آمنة للمركبات في الأجزاء التي تستدعي ذلك». وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، أفصحت وزارة الأشغال عن إعدادها تصاميم تفصيلية لشارع البديع، واستدركت الوزارة في حديثها عن شق التنفيذ، بالقول: «إن التنفيذ يعتمد على موافقة جميع الخدمات وتوافر الموازنة»، مشيرةً إلى قيامها في السنوات الماضية، وبغرض تخفيف الازدحام المروري عن شارع البديع وإيجاد طرق بديلة لبعض القرى، بفتح عدد من المنافذ التي خفّفت من الازدحامات المرورية. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أفصحت رئيسة قسم تخطيط الدراسات المرورية بوزارة الأشغال شوقية حميدان، عن أن «الوزارة انتهت من إعداد المخططات المبدئية لمشروع تطوير شارع البديع وتوسعته إلى 3 مسارات واستبدال الدوارات بإشارات ضوئية وتوفير شوارع جانبية للخدمات بالمسارين».

وقالت حميدان: إن «الوزارة أدرجت المشروع على جدولها للتنفيذ مع تزايد الضغط على الشارع، وباعتباره شرياناً حيويّاً ورئيسيّاً في المحافظة الشمالية، وأهميته الملحة للتطوير حاليّاً».

وأفادت بأن «التصاميم المبدئية جاهزة، ونحن بدأنا في المخطط التفصيلي حاليّاً، وشارع البديع سينفذ على مراحل؛ لأن الكلفة عالية، وبتقسيمه لمراحل سيكون أسهل للتنفيذ».