انطلقت في عشق «فن الفقراء» من دراستها الجامعية للفنون والرسم، وكرّست أوقاتاً طويلة من حياتها في تعلم هذا الفن، حتى أصبحت متمكنة منه، تمزج بين ألوانها، وتحوّل الأدوات المهملة إلى تحفٍ وهدايا تقدمها لأحبابها، بدلاً من الذهاب إلى السوق، وبذل الأموال من أجل شراء هدية، وهو الأمر الذي يبعث على السعادة في نفوس صديقاتها وأقاربها.

وعلى رغم أنه «فن الفقراء» إلا أن بإمكان أي شخص تعمله، وإعادة تدوير العلب والصناديق الخشبية، وتحويلها من حالة الموت إلى الحياة.

ذلك ما تؤكده الشابة صباح محمد الكيس، وهي إحدى الموهوبات والمبدعات في قرية بني جمرة، والتي تشارك في معرض «نسيج الفن» الذي يقام على صالة نادي بني جمرة الثقافي والرياضي، ويستمر حتى يوم الأحد المقبل (2 أكتوبر/ تشرين الثاني 2016).

وفي نقاط توضيحية لـ «فن الفقراء»، تقول الشابة صباح إن هذا الفن يُعرف بـ «فن الديكوباج»، الذي يحتاج إلى مناديل ورقية ملونة، يمكن أن تتشكل من خلالها لوحات فنية على أية أداة، سواء أكانت تحفة قديمة أو إناءً أو صندوقاً خشبياً.

تتحدث الكيس وهي تقف بجانب زاويتها في معرض نسيج الفن، عارضة فيها بعضاً من الأعمال الفنية التي أنتجتها بـ «الديكوباج»، موضحة أن «هذا الفن أصله فرنسي، ويسمى فن الفقراء لأن الفرنسيين إبان فترة الحرب كانوا يعيدون تزيين وتدوير الأواني والزجاجات وغيرها، لتكون ضمن أثاث المنزل».

وأضافت «أنا معلمة فنون جميلة منذ 17 عاماً، وقبل 5 أعوام بدأت في تعلم فن «الديكوباج»، فأصبحت الهدايا التي أقدمها لأحبابي من صنع يدي، وهو فن يسهل تعلمه واستثماره، إذ إن أية علبة حليب أو صندوق فواكه يمكن تحويلها إلى تحف فنية جميلة».

وعن تجربة مشاركتها في المعرض، قالت: «هذه المرة الأولى التي أشارك في معرض من هذا النوع، فصحيح أنني شاركت في معارض تابعة لوزارة التربية والتعليم، إلا أن هذا المعرض يحمل اسم قريتي، ولم أكن أعلم بأن بني جمرة تضم هذا العدد الكبير من الموهوبين والمبدعين، الذين يمتلكون فنوناً متنوعة وجميلة».