أفادت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016) أن تنظيم «داعش» قد يستخدم عنصر الخردل، وهو شكل غير غازي وبدائي من السلاح الكيماوي الخطير، للتصدي للهجوم الذي تستعد القوات العراقية لشنه على مدينة الموصل العراقية التي تشكل معقلاً له.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف ديفيس «يمكن أن نتوقع أنه كلما تقدم الهجوم على الموصل، سيحاول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استخدام ذخائر تحوي عنصر الخردل».
وأوضح أن المتطرفين سبق أن استخدموا هذه الذخائر «عشرين مرة»، لافتاً إلى أنها لا تزال حتى الآن «بدائية» و»غير مهمة عسكرياً».
وأشار إلى أن عنصر الخردل يوضع في الذخيرة على شكل «مسحوق (...) من دون أن تكون درجة كثافته قاتلة».
وتشتبه وزارة الدفاع الأميركية بأن هذه المادة استخدمت الأسبوع الماضي في ذخيرة أطلقت على الجنود الأميركيين في قاعدة القيارة في شمال العراق والتي يتم تحويلها إلى مركز لوجستي دعماً لعملية الموصل.
وتم تدريب جميع الجنود الأميركيين في العراق الذين قد يتعرضون لذخائر كيماوية على كيفية مواجهة حالات من هذا النوع، كما تم تجهيزهم بالمعدات اللازمة لذلك.
وقال ديفيس «إنهم يتلقون تدريباً متكرراً قبل أن يتوجهوا إلى أماكن مثل القيارة»، موضحاً أن واشنطن زودت أيضاً القوات العراقية أكثر من خمسين ألف قناع واق للغاز.
وأضاف «نريد أن تكون القوات العراقية والبشمركة (المقاتلون الأكراد) قادرة على رصد عنصر الخردل و حماية نفسها».
وتعد القوات العراقية بمساعدة مستشارين عسكريين للتحالف المناهض لـ «داعش»، لمعركة الموصل، ثاني مدن العراق وآخر معقل كبير للتنظيم في هذا البلد.
ويرى المسئولون الأميركيون أن العراقيين سيكونون جاهزين لشن الهجوم في بداية أكتوبر/ تشرين الأول.
وأورد «البنتاغون» أن المتطرفين يتولون بأنفسهم صنع عنصر الخردل، ما يعني أنهم لم يحصلوا عليه من مخزون سابق لغاز الخردل لدى الجيش العراقي أو السوري.
من جانب آخر، رفض زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين البارز مقتدى الصدر أمس (الاثنين) مشاركة الحشد الشعبي في معارك الموصل.
وقال الصدر، تعقيباً على رفض البعض مشاركة الحشد الشعبي في معارك الموصل ، «نعم أجد من الضروري أن يكون المحرر هو الجيش والقوات الأمنية الرسمية فقط... إلا إذا صار الحشد ضمن مسمى رسمي، فهذا أمر آخر».
وأكد أن مشاركة «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري في معركة الموصل عائد لعدة أمور في مقدمتها «طلب الأهالي، وعدم تدخل القوات المحتلة، والتنسيق التام مع القوات الأمنية».
وأوضح أن «سرايا السلام» من الممكن أن تمسك الأرض في الأنبار ليذهب من فيها من القوات الرسمية إلى الموصل.
وعبر الصدر عن رفضه للأصوات التي تطالب بتقسيم محافظة نينوى إلى عدة محافظات بحجة أن المحافظة تضم الكثير من الأقليات وبتقسيمها يتم المحافظة على هذه الأقليات، وقال «هذا وإن كان راجعاً لأهل الموصل، إلا أني لا أنصح به».
وكان البرلمان العراقي، قد صوت أمس (الاثنين)، على قرار بالحفاظ على الحدود الإدارية الحالية لمحافظة نينوى 400 كيلومتر شمالي بغداد.
وذكر بيان صادر عن البرلمان العراقي أن البرلمان صوت خلال جلسة اعتيادية أمس وبحضور128نائباً «على قرار المحافظة على الحدود الإدارية الحالية لمحافظة نينوى».
وأوضح البيان «أن نينوى، بحدودها الإدارية الحالية، محافظة عراقية محمية بالدستور العراقي، والقوانين العراقية النافذة، وأي تغيير بوضعها القانوني والإداري مخالف للدستور ويعد باطلاً، وأن الشعب العراقي يرفض، من خلال ممثليه المنتخبين، استغلال وجود (داعش) لتحقيق مكاسب على الأرض، وجميع الآراء والمواقف والمطالب يتم بحثها بعد التحرير الكامل، وعودة جميع النازحين إلى مناطقهم، وحسب الدستور والقوانين العراقية».
وطالب البيان «الجميع بتوحيد الجهود لتحرير المحافظة من إرهاب داعش، ومصير محافظة نينوى يحدده أبناءها، بعد التحرير، وحسب الدستور والقانون».
ميدانياً، أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين العراقية أمس بأن تنظيم «داعش» هاجم منطقة الزوية بالمحافظة من أربعة محاور.
وقال المصدر في تصريح لـ «السومرية نيوز» إن «تنظيم داعش شن فجر اليوم (أمس) هجوماً على منطقة الزوية في محافظة صلاح الدين من أربعة محاور استخدم فيها أسلحة متوسطة وثقيلة».
وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية المتواجدة في المنطقة اشتبكت مع المهاجمين»، مشيراً إلى أنها «تمكنت من تكبيد التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات»، دون المزيد من التفاصيل.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ