دعا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم القوات الحكومية في اليمن أمس الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016) إلى تسوية سياسية شاملة في هذا البلد وليس مجرد هدنة كما اقترح أمس مسئول كبير من الحوثيين.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثيون في أغسطس/ آب، صالح الصماد اقترح هدنة على الحدود مع السعودية مقابل وقف للغارات الجوية التي يشنها التحالف على المتمردين.
وقال الناطق السعودي باسم التحالف العسكري العربي، اللواء الركن أحمد عسيري «أعتقد أن الأمر لا يتعلق بـ (اقتراح) وقف لإطلاق النار». وأضاف أن السبب هو أن المتمردين «يرفضون» الرد بشكل إيجابي على مبادرة السلام التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في 25 أغسطس.
وتنص المبادرة التي اقترحها كيري على مشاركة الحوثيين المتحالفين مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح والمتهمين بتلقي دعم من إيران في «حكومة وحدة وطنية» مقابل انسحابهم من العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن وتسليمهم الأسلحة الثقيلة.
وتكثفت المعارك في اليمن خصوصاً على الحدود مع السعودية، في أعقاب تعليق محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في السادس من أغسطس في الكويت، من دون أن تسفر عن نتائج.
ويشهد اليمن منذ 18 شهراً حرباً أهلية بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي.
وفي عرضه، طلب الصماد من الرياض «إيقاف العدوان على بلادنا براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على بلادنا، وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي».
وقال اللواء عسيري «إذا كان الحوثيون يريدون وقفاً لإطلاق النار، فهم يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا»، في إشارة إلى خطة كيري للسلام.
وأضاف أن التحالف العربي «يرحب بكل جهد لتسوية سياسية حقيقية» شاملة بدلاً من «وقف قصير لإطلاق النار بلا مراقبة ولا مراقبين».
ودعا المسئول الحوثي الذي لا يعترف المجتمع الدولي بمجلسه السياسي «الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء إلى التقاط هذه الفرصة».
واقترح الصماد أيضاً عفواً عاماً عن «المقاتلين في صف العدوان»، في إشارة إلى القوات الموالية لهادي.
وفي نهاية أغسطس، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن العودة إلى وقف إطلاق النار في اليمن «أمر مهم للغاية» لاستئناف محادثات السلام.
وقال أمام مجلس الأمن «إن استئناف وقف إطلاق النار سيكون مهماً جداً لتسريع المسار نحو تجديد المحادثات». وأضاف أن التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار «سيوفر على اليمن المزيد من الخسائر في الأرواح ويتيح زيادة تدفق المساعدات الإنسانية ويخلق الثقة الضرورية للتفاوض على التوصل إلى حل شامل وسلمي» للأزمة.
ميدانياً، قتل قيادي محلي في تنظيم «القاعدة» في اشتباك مع الجيش اليمني في محافظة أبين (جنوب) أحد معاقل التنظيم المتطرف، حسبما أفادت مصادر أمنية.
وأوضحت المصادر أن عبد الله حبيبات قتل في مداهمة شنها عسكريون على منزله في ضاحية مدينة لودر، مضيفة أن أحد حراسه أصيب بجروح وأنه تم توقيف آخر.
وبعد المداهمة حصل تبادل لإطلاق نار أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر بجروح، بحسب المصادر نفسها.
العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ