قد يكون ليستر سيتي الانجليزي منافسا غير مألوف لبورتو البرتغالي في دوري أبطال أوروبا كون بطل انجلترا يخوض المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، لكن هناك شخص يعرفه تماما بطل 1987 و2004 وهو الجزائري اسلام سليماني الذي سيقض مضجع "التنين" في مباراة غدا الثلثاء (27 سبتمبر/ أيلول 2016) كونه اعتاد على التألق في مواجهته.
خلال مواسمه الثلاثة مع سبورتينغ لشبونة نجح سليماني، المنتقل هذا الموسم الى ليستر سيتي، في الوصول الى شباك بورتو 6 مرات في 6 مواجهات ليستحق بذلك اللقب الذي اطلقه عليه مشجعو نادي العاصمة وهو "قاتل التنين".
ويأمل سليماني الذي يقود خط هجوم بطل انكلترا الى جانب جايمي فاردي، مواصلة تألقه بمواجهة الفريق البرتغالي العريق عندما يستقبل ليستر اول مباراة له على ارضه في المسابقة القارية الام خلال تاريخه الذي يمتد لـ132 عاما.
وانفق فريق المدرب الايطالي رقما قياسيا شخصيا للتعاقد مع المهاجم الجزائري البالغ من العمر 28، اذ اضطر لدفع مبلغ 28 مليون جنيه استرليني (3ر36 مليون دولار و3ر32 مليون يورو) لخطف خدماته في اليوم الاخير من سوق الانتقالات الصيفية.
ويتشارك سليماني مع زميليه فاردي ومواطنه رياض محرز واقع انه لم يعرف النجومية او بالاحرى الاحتراف الفعلي الا مؤخرا، اذ كان لا يزال في دوري الدرجة الرابعة الجزائري حين كان في الحادية والعشرين من عمره ولم يحل في اوروبا الا عندما اصبح في الخامسة والعشرين من عمره بانتقاله الى سبورتينغ لشبونة من شباب بلوزداد.
اما بالنسبة لفاردي، فهو انضم الى ليستر عام 2012 قادما من فريق الهواة فيلتوود تاون، في حين وصل محرز الى "كينغ باور ستاديوم" عام 2014 قادما من فريق الدرجة الثانية الفرنسية لوهافر، الا ان ذلك لم يقف حائلا دون قيادتهما الفريق الى الفوز بلقب الدوري الانكليزي للمرة الاولى في تاريخه.
عندما تعاقد سبورتينغ مع سليماني، اراد ان يؤمن المساندة الاحتياطية للمهاجم الكولومبي فريدي مونتيرو وهو استخدم في بادىء الامر لاعبه الجزائري كاحتياطي مؤثر بامكانه ان يقلب نتيجة المباراة لكنه سرعان ما بدأ يعتمد عليه كاحدى الركائز الاساسية حتى وصل تدريجيا ليكون ابرز نجوم الفريق الذي تركه هذا الصيف وفي جعبته 48 هدفا من اصل 82 مباراة خاضها في الدوري المحلي.
ولعب سليماني دورا اساسيا خلال موسم 2014-2015 في قيادة سبورتينغ لشبونة للقبه الاول منذ 2008 عندما سجل في الوقت الاصلي وخلال حصة الركلات الترجيحية ليقود فريقه لاحراز لقب الكأس المحلية على حساب سبورتينغ براغا.
وتصادف وصول سليماني الى الدوري البرتغالي مع تغيير في موازين القوى لان بورتو توج بطلا للدوري في 9 من اصل المواسم الـ11 التي سبقت وصول المهاجم الجزائري.
لكن العملاق الاخر بنفيكا استفاق من سباته وتوج بطلا في المواسم الثلاثة الاخيرة وحتى ان سبورتينغ لشبونة تفوق على "التنين" اذ حل امامه في موسمين من اصل ثلاثة لسليماني في الدوري البرتغالي، وشاءت الصدف ان يودع المهاجم الجزائري فريقه قبل الانضمام الى بطل انكلترا بالتسجيل في مرمى بورتو الذي خسر اللقاء 1-2.
لا يكل ولا يمل"
ان المجهود الذي يقدمه سليماني لا ينحصر بالمساهمة الهجومية وحسب، بل عرف عنه بانه لاعب مشاكس يقاتل بشراسة على كل كرة ويدخل في "معارك" طاحنة مع لاعبي الفريق الخصم وحتى ان بورتو تذمر واتهمه باستخدام مرفقه كثيرا خلال مباراته الاخيرة مع سبورتينغ الشهر الماضي.
وفي تعليق متهكم على تويتر كتب بورتو بعد المباراة مع صورة لسليماني: "لقد فازوا، لكنهم غادروا الملعب مع اوجاع في مرافقهم نظرا الى عدد المرات التي استخدموها من اجل الاعتداء على لاعبينا".
لكن اندفاع سليماني وعدم تردده بقتال المنافسين في ارضية الملعب هما الامران اللذان دفعا رانييري الى التعاقد مع سليماني لانه رأى فيه اللاعب الذي يتناسب مع الروح القتالية لليستر، الفريق الذي خالف جميع التوقعات وتوج الموسم الماضي بلقب الدوري الممتاز بفضل مشاكسة لاعبيه وعدم استسلامه.
وكانت بداية سليماني مثالية في الدوري الممتاز اذ سجل ثنائية بالرأس في مرمى بيرنلي (3-صفر) خلال المرحلة الخامسة، لكن رانييري لم يركز على مساهمته الهجومية بل فضل تسليط الضوء على ما يقدمه دفاعيا في ارض الملعب.
وقال رانييري بعد لقاء بيرنلي: "انها المرة الاولى التي يلعب فيها امام مشجعينا ولقد رأوا مدى قوته وبراعته في الدفاع".
وتابع رانييري الذي استهل فريقه مشواره في دوري الابطال بشكل مثالي بفوزه خارج قواعده على كلوب بروج البلجيكي (3-صفر): "بامكانه الضغط، الضغط، الضغط، في كافة ارجاء الملعب"، فيما تحدث عنه زميله داني سيمبسون قائلا: "لا يكل ولا يمل وهذا ما نحن عليه. لهذا السبب كان من السهل عليه التأقلم معنا".