نقلت وسائل إعلام تركية أمس الأحد (25 سبتمبر/ أيلول 2016) عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قوله إن ممثلي الادعاء الاتحاديين الأميركيين استهدفوه أثناء محاكمتهم لمتعامل تركي في الذهب متهم بالمساعدة على انتهاك عقوبات كانت مفروضة على إيران.
واعتقلت السلطات الأميركية رضا ضراب الذي يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية والذي تربطه علاقات بمسؤولين أتراك بارزين في ميامي في مارس/ آذار الماضي في اتهامات بأنه ساعد إيران على القيام بتعاملات بملايين الدولارات عندما كانت تواجه عقوبات أميركية بسبب برنامجها النووي.
ومازال رجل الأعمال البالغ من العمر 33 عاما محتجزا في نيويورك. وأقر ضراب أثناء محاكمته بأنه غير مذنب.
وأضاف مكتب ممثل الادعاء الأميركي في مانهاتن بيرت بهارا إلى عريضة الاتهام تحقيقا بشأن الفساد في تركيا يشمل ضراب ووزراء بالحكومة وأفرادا من أسرة إردوغان في أواخر عام 2013. وأسقط هذا التحقيق بعد ذلك وكلف المحققون والمدعون في القضية بمهام أخرى أو فصلوا من عملهم.
ونقلت قناة (إن.تي.في) التلفزيونية الخاصة عن إردوغان قوله لمجموعة من الصحفيين إنه أثار مسألة اعتقال ضراب في محادثات مع جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي التقي به في نيويورك الأسبوع الماضي بعد أن أدلى بكلمة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال إردوغان إن الادعاء الأميركي يحاول توريطه بإدراجه في عريضة الاتهام تبرعات ضراب لجمعية توجيم الخيرية التعليمية المرتبطة بأسرة إردوغان.
وقال "إنه لا يطبقون القانون بل يتتبعون شبكة علاقات. من المثير للاهتمام أن عريضة الاتهام تشير إلى تأسيس زوجتي لتوجيم وعلاقاتي بهذه الجمعية. زوجتي وأنا لسنا من مؤسسي هذه الجمعية".
وأضاف "الجهد المبذول لذكر اسمينا في المحكمة يثبت أن هناك دوافع خفية".
واتهم إردوغان مسؤولين أميركيين يعملون على القضية بالسفر إلى تركيا كضيوف على حركة دينية يقودها رجل الدين المسلم فتح الله كولن. وتعتبر (تركيا الآن) حركة منظمة إرهابية وتلقي عليها اللوم في تدبير محاولة انقلاب في يوليو تموز الماضي قتل فيها المئات.
وقال إردوغان إن وزارة العدل الأميركية تمثل بأشخاص تدعوهم الحركة على العشاء وأضاف "أبلغت بايدن بذلك وقال إنه ليس على علم".
ورفض متحدث باسم بهارا التعليق. كما رفض التعليق أحد محامي ضراب ويدعى بنيامين برافمان.
وكان محامو ضراب طلبوا الشهر الماضي من القاضي الاتحادي ريتشارد بيرمان التنحى عن نظر القضية بسبب تصريحاته عن محاكمة ضراب في تركيا خلال مؤتمر عام 2014.
وتريد تركيا من الولايات المتحدة اعتقال كولن وتسليمه لها. ويقيم كولن في بنسلفانيا وكان ذات يوم حليفا مقربا من إردوغان. ونفي أي صلة له بمحاولة الانقلاب.
وقال إردوغان إنه أبلغ بايدن بأنه لن يقف "دون اكتراث" إزاء اعتقال مواطن تركي في الولايات المتحدة.
وتسبب اعتقال ضراب وهو شخصية بارزة اجتماعيا في موجات من الصدمة داخل تركيا وفي كثير من الفرح لخصوم الزعيم التركي الذي جاء إلى السلطة في عام 2003 كرئيس للوزراء ثم رئيسا للدولة منذ عام 2014.
وفي سياق منفصل ذكرت صحف الأحد أن زوجة ضراب وهي المغنية التركية إبرو كونديس قدمت طلبا للطلاق الأسبوع الماضي.