من يتجرّأ على دولة المؤسسات والقانون ويتعدّى على سلامة النّاس في هذا العصر يُعتبر بربريًّا، بعيدًا عن التحضّر والتقدّم والتطوّر!، ومن يحاول اغتيال حرّيات النّاس هو في الحقيقة إنسان واهن، لا يعلم عن أمر الدنيا شيئاً، وليس هناك أفضل من تقبّل الآخر وثقافة الآخر مهما كانت، فأنت لك ثقافتك وتستطيع إقناع الآخرين بفكرك ورقيّك وليس بيدك!
مناسبة هذا الحديث هي مقتل الكاتب الصحافي ناهض حتر، بعد إطلاق الرصاص عليه أمام قصر العدل في عمّان، وكان الادعاء العام في عمان قد أسند (منتصف أغسطس/آب الماضي) إلى حتر تهمة إثارة النعرات المذهبية والعنصرية، بعد نشره على صفحته في موقع «فيسبوك» رسما يسخر فيه من الذات الإلهية. وأصدر حتر وقتها بياناً قال فيه إن الرسم الذي نشره كان «يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروّجه الإرهابيون».
للأسف الشديد من واقع خبرة بالبعض، يفسّرون الأمور بالطريقة التي يريدونها، ويتدخّلون في شئون الدولة والدين، ويحكمون من خلال أفق ضيّق من دون نقاش ولا رؤية واضحة ولا بصيرة، فيظلمون وهم لا يدرون أنّهم يظلمون.
هؤلاء هم الذين يدمّرون الشعوب بجهلهم وعدم تقبّلهم للآخر، هؤلاء هم الذين ينفخون في الكير؛ لأنّهم يأخذون القصص من الآخر، ولا يهتمون بالأبعاد السلبية والقبيحة وراء أفعالهم الشائنة، فهم يتدخّلون في سياسة الدول، ويظنّون أنّهم هم على حق والآخرين دوما على خطأ.
لماذا لا نقبل بالآخر مهما يكن؟! أليس دين محمّد هو دين سلام وأخلاق قبل كلّ شيء؟! هل من يخالفنا في الرأي أو في العقيدة أو في الدين يُباح دمه؟! لا حول ولا قوّة إلا بالله في زمن انقلبت فيه الموازين وتغيّرت فيه مفاهيم الدين!
تفلت زمام الأمور من الدولة عندما نعيش في غوغائية ولا نحترم القانون، وفي حالة الأردن قامت الدولة باتّخاذ الإجراءات اللازمة، وقام الكاتب ناهض حتر بالدفاع عن نفسه وعن موقفه، وموقفه كان واضحًا ضد «داعش» وأخواتها، ومن لا يكون ضد «داعش» ووحشيّتها ومن يساندها، وإن أخطأ فكان هناك قانون يردعه أو يردع غيره، لا باليد، ولكن «داعش» نشرت ثقافتها في عقول البعض، بأنّ الدم هو أساس الحكم، وأنّ القتل هو دليل القوّة، ضاربة عرض الحائط بأخلاق نبيّنا محمّد (ص) في التعايش والقبول بالآخر والسلام!
هل تؤخذ الحقوق بالأيدي يا سادة؟! يتم إهدار دم كاتب أو شخص بسبب صورة أو جملة على مواقع التواصل الإجتماعي من دون التثبّت والرجوع إلى أهل الاختصاص ليُؤخذ الحق منه؟! ليس على هذا تقوم الدول والأمم! كفانا ما تقوم به «داعش» من بربرية ووحشية، وكفانا إهدارًا للدماء، فمحمّد ابن عبدالله (ص) كان خير البشر في الأخلاق والسلام!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ
شكرا استاذه مريم على هذا المقال
مقال رائع يستحق القراءه.
رسول الله محمد صل الله عليه وآله كان رحمة للعالمين وهو معلمنا وأهل بيته ساروا على نهجه فى الاخلاق والسلام ولم يصدر منهم أي عنف وأتباعهم ساروا على درب السلمية , أما المنحرفون فى المنهج حملوا أسلحتهم الخايبة وقتلوا ونحروا وسرقوا ونهبوا ......... الله المستعان .
أتحدّاك أن تأتيني بنص صحيح عن الرسول أو الصحابة يقولون فيه : صلى الله عليه وسلم. لايوجد على الإطلاق ، بينما الصحيح والمتفق عليه هو : اللهم صلِّ على محمد وآل محمد. كما قال الرسول نفسه صلى الله عليه وآله. وهذا للعلم وللاستفادة فقط .
الناس في شنو وانت في شنو !!
لا تطلب الحرية بل مارسها , من حق المواطن أن يأخذ حقه سلميا .
هذا نتاج الفكر الضالّ الذي احتكر الدين فيه وفي اتباعه ومن خرج عن ربقتهم فكلهم حطب جهنّم
هذا الفكر الخطير الذي استشرى بين الأمة بل بين العالم وحالات التعطّش للدماء هي نتاج زرع الفكر
الذي قوامه فتوى (يستتاب وإن لم يتب يقتل)
شكرا استاذه مريم
الغريب أن ما نشره على الفيسبوك لم يقم هو برسمه...ماقدرو على الرسام لأنه من دولة غربية....أبوي مايقدر إلا على أمي...
تكلموا عن الجرائم ضده السنة في إيران و العراق
الصنف اللي تستخدمه مضروب، أنصحك تبدله قبل لا يلشط باقي مخك
شدخل ايران يا مريض تراهم يتكلمون عن البحرين
هذا لا تضن انه شيعيي أولا ثانيا هي تتكلم من باب الإنسانية حق الانسان سواء كان مسلم شيعي سني او مسيحي اوبوذي او نصراااني او يهودي وكرما بني ادم بني ادم البشر ولم يقل وكرما المسلمين
وادا تتكلم عن الجرائم ضد السنة وايران والعراق جرائم جرائم ومقابر جماعيه وتفجيرات واحزمه ناسفة واضطهاد وتخوين وتجريم الشيعة لا احد يتطرق لها
نحن ضد الجرائم بحق اي إنسان كائنا من كان
يجب أن لا تكتبوا (ص). بل اكتبوا : صلى الله عليه وسلم ، حتى ننطقها بلساننا ونكسب الأجر.
والي ينطقها بلسانه ويقولها صلوسلم شتقول عنه
الأجر يكون اذا امتثلت لأمر رسول الله وطبقته كما أمر وليس كما تريد انت فالصلاة على النبي جاءت بصيغة معروفة كما سأله الصحابة واجابهم بقوله قولوا (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم) وليس صعسلم
استاذه مريم
موضوع جميل ومفيد جدا شكرا استاذه مريم
المشكله عند الجماعه الصوت المعتدل مختفي في المساجد والموعضين المعتدلين لا تراهم الا مانذر وصوت رجال الدين المتطرفين أعلى من صوت رجال الدين المصلحين وعندنا في البحرين والخليج كتير منهم يكفرون ويبغضون كل من لا يكون معهم