العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ

البنّاي: ارتفاع حالات الإصابة بفشل عضلة القلب... و«السلمانية» يستقبل 3 آلاف مريض قلب سنويّاً

لا أمان للشيشة الإلكترونية... والتدخين بأنواعه مضر

أكد استشاري أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم بمجمع السلمانية الطبي، راشد البناي، وجود زيادة مطردة في أعداد المصابين بأمراض القلب، وخصوصاً مرض فشل عضلة القلب، وجلطات القلب، داعياً إلى اتخاذ أساليب الحياة الصحيحة والابتعاد عن العادات والسلوكات الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القلب الأخرى.

وقال البناي لـ «الوسط» إن وحدة القلب بمجمع السلمانية الطبي تستقبل سنويّاً نحو 3 آلاف مريض بالقلب، 1200 منهم مصابون بجلطات في القلب، ونحو 1000 حالة إصابة بفشل في عضلة القلب.

يأتي حديث البناي تزامناً مع إحياء مختلف دول العالم لليوم العالمي للقلب، الذي يصادف اليوم الإثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2016).

ورأى أن شيوع أمراض القلب في البحرين ينبع من عوامل الخطورة والأمراض الموجودة، وعلى رأسها السكري وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، مؤكداً وجود منظومة علاجية متكاملة في البحرين لعلاج مرضى القلب، سواءً أكانت الرعاية الأولية أم الثانوية أم الثالوثية.

وذكر أن خطة العلاج تشمل معالجة مسببات الإصابة بأمراض القلب، مشيراً إلى أن أمراض القلب تسبقها الأمراض المذكورة.

وأضاف «من المهم بعد أن ينتهي مريض القلب من التشخيص والعلاج، أن يدخل مرحلة تأهيل القلب، على أن تكون متكاملة، فيها الفهم والتعليم، والتثقيف الصحي للمريض، مع جلسات الاسترخاء وإعادة الثقة، وفي الوقت نفسه عمل تمارين بسيطة لإرجاع وظائف القلب».

وبسؤاله عن أهمية مرحلة التأهيل لمريض القلب، أوضح أن «مرحلة التشخيص تكون في كثير من الأحيان صدمة كبيرة على الإنسان، وفي مراحل العلاج يُنصح المريض ألا يمارس حياته بصورة طبيعية، وقد يمثل له ذلك انتكاسة نفسية أو عدم الثقة، ولذلك برنامج التأهيل يراعي هذه الجزئيات».

ووصف هذه المرحلة بأنها «مرحلة مهمة جدّاً، وفي الدول الغربية وعلى اعتبار أن الخدمات الطبية غير مجانية، عندما اكتشفت شركات التأمين الصحي الأثر الإيجابي لمرحلة التأهيل على المريض، أصبح الاستثمار كبيراً في هذا الجانب، لما له من جودة اقتصادية كبيرة تعود بالنفع على الشركات والمريض نفسه».

وقال: «المريض يجب أن نشرح له كل تفاصيل الخطة العلاجية وخطواتها، وذلك تحت إشراف طبي مؤهل، ونعلمه كيفية الاسترخاء وتقليل الفترة الحرجة التي مر بها، وكيف يمكنه فتح صفحة جديدة للحياة.

ولم يخفِ البناي الحاجة إلى مراجعة منظومة علاج مرضى القلب بين فترة وأخرى، لضمان استفادة المريض من هذه المنظومة.

وبسؤاله عن أكثر أمراض القلب شيوعاً في البحرين، بيّن أنها «أمراض الذبحات الصدرية والجلطات، وفشل عضلة القلب، ونحن في منطقة الخليج نقع في برزخ بين العالم المتقدم والدول النامية»، لافتاً إلى أن «طبيعة الأمراض لدينا بدأت تشابه الأمراض في الدول الغربية، وبدأنا نرى انتشار مرض فشل عضلة القلب، وذلك نظراً إلى شيوع الأمراض الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول، كان المصابون بهذه الأمراض يموتون في عمر مبكر بسبب عدم توافر العلاجات، لكن هذه العلاجات أصبحت متوافرة، ومتوسط عمر مريض القلب أصبح أعلى من السابق».

وأفاد بأن «جلطات القلب تأتي في المرتبة الأولى من أمراض القلب، يعقبها فشل عضلة القلب التي تشهد زيادة مطردة في الإصابة بها».

وعن النصيحة التي يقدمها إلى الأشخاص الأصحاء للوقاية من الإصابة بأمراض القلب، قال: «لابد من المحافظة على النمط الصحي في الحياة، الوزن والأكل والرياضة، والمحافظة على أخذ قسط من الراحة يوميّاً، وتجنب العادات السيئة مثل السهر، إلى جانب الابتعاد عن ضغوط الحياة، وأن يعطي الإنسان نفسه مساحة للاسترخاء والراحة».

ونبّه إلى أن حدوث مشكلات في ضغط الدم والسكر والكلى يدل على وجود مشكلة في القلب، مشيراً إلى أن علاج المرضى المصابين بهذه الأمراض لا يقل أهمية عن مرضى القلب، ويتم التعامل معهم بالآلية نفسها.

وشدد على أهمية قياس ضغط الدم ذاتيّاً، وخصوصاً لمن تتجاوز أعمارهم 40 عاماً، وتحديداً قبل النوم وبعد الاستيقاظ، وذلك أن انتكاسات ضغط الدم تحدث دائماً بين الساعة الواحدة فجراً و11 صباحاً.

وخلص إلى أن الإصابة بمختلف أمراض القلب يكون ناتجاً عن عوامل خطيرة سابقة، والتي تمثل حجر الزاوية في الخطة العلاجية لمرضى القلب.

وفي السياق نفسه، أكد استشاري أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، أن التدخين يعد مضراً للإنسان، وصحيح أن نسبة مدخني السجائر في البحرين انخفضت، إلا أن عدد مدخني الشيشة ارتفع بشكل ملحوظ.

وبسؤاله عن الشيشة الإلكترونية التي بدأت بالانتشار في البحرين أخيراً، وقول البعض إنها أكثر أماناً من السجائر والشيشة العادية، أكد البناي أن الشيشة لا تقل خطورة عن السيجارة العادية، ولا أمان للشيشة الإلكترونية، التي مازالت تتحدث عنها الهيئات والجمعيات العالمية بتحفظ شديد.

وأضاف «قد تساعد الشيشة الإلكترونية المرضى المدخنين في الامتناع عن التدخين، إلا أنها ليست الطريق الأسلم، وأحسن برامج الإقلاع عن التدخين هو قوة إرادة الإنسان، والذهاب إلى عيادات الإقلاع عن التدخين المتوافرة في البحرين.

وقال أيضاً: «مازالت الشيشة الإلكترونية غير مأمونة، ولم تجرَ عليها الكثير من الأبحاث، لكن جميع المنظمات العالمية التي لها علاقة بأمراض القلب تتحدث عن هذا النوع من الشيشة بتحفظ تام، وأنا لا أنصح أحداً بها، وأؤكد أن التدخين بكل أنواعه مضر للقلب».

العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً