اعترف الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند أمس الأحد (25 سبتمبر/ أيلول 2016) بمسئولية فرنسا «في التخلي عن الحركيين» الجزائريين الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي أثناء حرب الجزائر، وذلك في مراسم رسمية مخصصة لتكريمهم في باريس.
وقال هولاند «أعترف بمسئوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركيين والمجازر التي وقعت لمن بقي منهم في الجزائر وشروط الاستقبال غير الإنسانية للذين نقلوا إلى فرنسا»، وسط تصفيق ممثلي الحركيين وسط الحضور.
وأضاف أن «فرنسا نكثت بوعدها، وأدارت ظهرها لعائلات رغم أنها كانت فرنسية».
وكانت مجموعة الحركيين التي تعد 500 ألف شخص في فرنسا تنتظر بترقب هذا الإعلان الرسمي لهولاند الذي أدلى به أمام عدد من السياسيين بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وزعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن.
وكان هولاند تعهد الاعتراف بهذه المسئولية اعتباراً من أبريل/ نيسان 2012 أثناء الحملة الرئاسية الأخيرة.
كما أقر ساركوزي باعتراف مماثل باسم فرنسا في أبريل/ نيسان 2012 أثناء ولايته الرئاسية قبل ثمانية أيام على الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.
في الأيام الأخيرة تطرق عدد من المرشحين إلى الانتخابات التمهيدية لليمين في لقاءات انتخابية قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017 إلى هذا الموضوع الحساس في البلاد.
والسبت، صرح ساركوزي في لقاء انتخابي أن «مأساة الحركيين هي مأساة فرنسا بكاملها (...) وبقعة دم لا تزول على علمنا الوطني».
بعد انتهاء حرب الجزائر العام 1962، تم التخلي عن 55 إلى 75 ألفاً من الحركيين في الجزائر، حيث تعرضوا مع عائلاتهم لأعمال انتقامية من الوطنيين وفقاً لمؤرخين.
واستقبلت فرنسا حوالى 60 ألفاً منهم فقط في ظل ظروف سيئة جداً.
العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ
