وجهت الدول الغربية أمس (الأحد) اتهامات عنيفة إلى روسيا خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سورية، في حين يتواصل قصف الطيرانين الروسي والسوري على حلب بشكل عنيف موقعاً 124 قتيلاً خلال ثلاثة أيام.
وعُقد اجتماع مجلس الأمن أمس بناءً على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وتسعى الدول الثلاث إلى وقف القصف الجوي الذي باشره الجيش السوري وروسيا الجمعة للسيطرة على الأحياء الشرقية لحلب الواقعة تحت سيطرة المتطرفين.
الأمم المتحدة (نيويورك) - أ ف ب
وجهت الدول الغربية أمس الأحد (25 سبتمبر/ أيلول 2016) اتهامات عنيفة إلى روسيا خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن سورية، في حين يتواصل قصف الطيرانين الروسي والسوري على حلب بشكل عنيف موقعاً 124 قتيلاً خلال ثلاثة أيام.
وعقد اجتماع مجلس الأمن أمس (الأحد) بناءً على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وتسعى الدول الثلاث إلى وقف القصف الجوي الذي باشره الجيش السوري وروسيا الجمعة للسيطرة على الأحياء الشرقية لحلب الواقعة تحت سيطرة المتطرفين.
ووجهت سفيرة الولايات المتحدة، سامنثا باور انتقادات قاسية جداً لروسيا التي تتقاسم مع الولايات المتحدة مهمة الإشراف على المحادثات الخاصة بالملف السوري.
وقالت السفيرة الأميركية إن موسكو «تدعم نظاماً قاتلاً وتتمادى في الاستفادة» من كونها تتمتع بالفيتو في مجلس الأمن، قبل أن تضيف «أن التاريخ لن يرحم روسيا».
وقالت أيضاً «نعم هناك مجموعات إرهابية في سورية إلا أن ما تفعله روسيا (في حلب) ليس مكافحة للإرهاب بل هو وحشية».
في المقابل، كرر نظيرها الروسي فيتالي تشوركين الشروط التي تطرحها موسكو وخصوصاً ضرورة الفصل بين المعارضة المعتدلة والمجموعات المتطرفة مثل «جبهة النصرة».
وحمل التحالف الدولي بقيادة واشنطن مسئولية المأزق الذي آلت إليه الأوضاع، وقال «تم تسليح مئات المجموعات وتم قصف البلاد من دون تمييز. في هذه الظروف فإن إعادة السلام باتت مهمة شبه مستحيلة».
لكن تشوركين لم يغلق الباب أمام إمكان إحياء الهدنة مؤكداً أن «ذلك هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه، وكذلك استئناف المفاوضات»، لكنه اشترط لإتمام ذلك بذل جهد «جماعي» وليس فقط من جانب موسكو.
وندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر بما اعتبره «جرائم حرب ترتكب في حلب»، داعياً إلى «ألا تبقى من دون عقاب».
واتهم دمشق وموسكو بالمضي في الحل العسكري في سورية واستخدام المفاوضات «للتمويه».
وقال دولاتر إن «فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري» للاتفاق بين موسكو وواشنطن «ابتداءً من حلب».
وشبه حلب بساراييفو خلال الحرب في البوسنة قبل نحو عشرين عاماً، وبغيرنيكا في إسبانيا خلال الحرب الأهلية في هذا البلد في ثلاثينات القرن الماضي.
وشدد السفير الفرنسي على أن «جرائم حرب ترتكب في حلب» مشيراً إلى «استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة».
كما ندد السفير البريطاني، ماتيو رايكروفت بـ «الخروق الفاضحة للقوانين الدولية» في حلب وتطرق إلى احتمال اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت المحاولة الأخيرة لمجلس الأمن للجوء إلى هذه المحكمة تعرقلت بسبب فيتو روسي.
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمس الدول الكبرى إلى «بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس» في سورية.
وتساءل بان أمام الصحافيين «إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟».
«الضربات لم تتوقف»
أوقع القصف على حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية 124 قتيلاً على الأقل، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت منظمة «انقذوا الأطفال» (سيف ذي تشيلدرن) في بيان أن نحو نصف الجرحى في مستشفيات حلب هم من الأطفال.
ونقل البيان عن مديرة المنظمة، صونيا كوش قولها «نحن شهود على وحشية مريعة ترتكب أمام أعيننا بحق أطفال حلب. إن الفشل في حمايتهم وحماية الأطفال في كل أنحاء سورية سيقض مضجع المجتمع الدولي خلال العقود المقبلة».
من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دخول مساعدات للمرة الأولى منذ ستة أشهر إلى أربع بلدات محاصرة.
وقالت اللجنة في بيان إن 53 شاحنة محملة مساعدات غذائية وطبية دخلت بلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين في ريف دمشق من قبل قوات النظام، فيما دخلت 18 شاحنة بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل فصائل معارضة مسلحة في محافظة إدلب.
وتحدث سكان وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن «صواريخ جديدة» تسقط على حلب وتتسبب بما يشبه «الهزة الأرضية».
وتحدث الصواريخ لدى سقوطها تأثيراً مدمراً، إذ تتسبب بتسوية الأبنية بالأرض وبحفرة كبيرة تدمر الملاجئ التي يستخدمها السكان كمأوى تفادياً للضربات.
استياء من روسيا
وحملت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك صدر في ساعة متأخرة من مساء السبت، بوضوح روسيا مسئولية تجدد القتال.
وجاء في البيان أن «للصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها في الإيفاء بالتزاماتها حدوداً».
ونبهت المجموعة إلى أن «المسئولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية» من أجل إرساء الهدنة. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت أمس أن النظام السوري «اختار التصعيد العسكري» ودعا «مؤيديه، روسيا وإيران إلى إظهار المسئولية وإلا فإن هذه الدول ستكون متواطئة في جرائم الحرب التي ترتكب في حلب».
العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ
...
سوريا تحترق والعالم يتفرج