العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ

الرصاص وصحة الإنسان

الرصاص من المعادن الثقيلة التي لها آثار سامة على جسم الانسان. وقد تم استخدام الرصاص في بعض المنتجات منذ مئات السنين عند الرومان كمواسير المياه والأواني التي يحتسون فيها الشراب. ونظرا إلى استخدامهم تلك الأواني الرصاصية ارجع العلماء سبب الامراض التي اصابت عددا من حكامهم مثل تلف الدماغ إلى استخدام تلك الأواني بشكل مستمر.

ويمكن ان يتعرض الانسان في الوقت الراهن للرصاص من خلال بعض الصناعات مثل الطباعة وانتاج البطاريات والدهانات والبلاستك إضافة إلى المركب المعروف باسم رباعي اثيل الرصاص وهو المستخدم لتقليل الاصوات الناتجة عن عمل المحركات في السيارات وذلك عن طريق إضافته إلى البنزين. كما يوجد الرصاص أو مركباته بكميات متفاوتة في الأغذية وعلب الأغذية والسجائر والهواء وخصوصا بالقرب من الشوارع الرئيسة بسبب مداخن السيارات.

ويمتص جسم الانسان عن طريق الجلد كميات قليلة جدا من مركبات الرصاص وكذلك الحال بالنسبة إلى الجهاز الهضمي لكون الامعاء تمتص كميات صغيرة فقط مع الغذاء المهضوم نظرا إلى قلة ذوبانه، إلا أن التعرض المزمن والمستمر للرصاص وتراكمه في الجسم يسبب التأثيرات السامة. وبحسب ما جاء في الدراسات المتعلقة بالتلوث الهوائي ووصوله إلى الجسم عن طريق التنفس فان التعرض لغبار الرصاص مثل كلوريد الرصاص وبروميد الرصاص واكسيد الرصاص يؤدي إلى امتصاص الرئتين له بنسبة تصل إلى 90 إذا كان حجم ذرات هذا الغبار أقل من 0,1 ميكروميتر.

ويؤدي تركز كميات غير عادية من هذا المعدن في جسم الانسان إلى امراض كثيرة، منها تلف الاعصاب والتهاب الدماغ وارتفاع ضغط الدم وتلف الاسنان ويظهر خط أزرق على اللثة إلى جانب انخفاض الخصوبة وفقر الدم والفشل الكلوي، وقد بين العديد من الدراسات أن زيادة التعرض للرصاص تسبب أمراضا خطيرة كالسرطان، لذلك فقد ادرجته وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الاميركية ضمن قائمة المواد التي قد تسبب الاصابة بالسرطان.

وتماشيا مع التوجهات الصحية العالمية استبدل العديد من دول العالم بنزينا خاليا من الرصاص ببنزين السيارات التقليدي الذي يحتوي على كميات من الرصاص للتقليل من وجود هذه المادة الخطرة في الهواء الجوي. وقبل عامين تقريبا استبدلت شركة بابكو البنزين في البحرين بالنوع الخالي من الرصاص. وعليه يمكننا ان نتوقع نتيجة ذلك انخفاضا في نسب مركبات الرصاص العالق في الهواء الجوي بالبحرين. وبعد هذا التوجه الايجابي من قبل الدولة فاننا بحاجة إلى معرفة الكميات الموجودة الآن مقارنة بالوضع السابق ان وجدت معلومات كافية كمرجع للمقارنة ومعرفة ما اذا كانت هناك مصادر أخرى وراء تلوث هوائنا بالرصاص. ونحن بحاجة ماسة كذلك إلى معرفة ان كانت هناك علاقة فعلية بين نسب الرصاص الموجود في الهواء وتلك الموجودة في جسم الانسان في البحرين، وهل انخفض مستواه في دم البشر بعد استخدام البنزين الخالي من الرصاص؟

العدد 5 - الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 03 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً